شهر الله المحرم ويوم عاشوراء وفضله
فضائل الأيام والشهور والليالي

  • شهر الله المحرم ويوم عاشوراء وفضله *

خصائص هذا الشهر ويوم عاشوراء ثم فضائل كل منهما

  • اولا خصائص شهر الله المحرم وعاشوراء *

قال تعالى :

{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ،

وروي عن حضرة النبيﷺ

أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل

{ أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه }

وعن صيام يوم عاشوراء عن حضرة النبيﷺ

إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله

{ أخرجه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه }

   * البيان * 

.

  • اولا حرمة شهر الله المحرم :

قوله تعالى : { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ،

دلالة علي حرمة وعظمة هذه الأشهر فقد نهى المولي عز وجل عن الظلم عامة وفي هذه الأشهر الأربعة خاصة ( ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر )

فلا نظلم احدا ولا نقاتل ولا نؤذي ولا تخاصم احدا ولا تظلم نفسك بفعل المعصية والتكاسل عن الواجب نحو ربك ونحو خلقه .

  • ثانيا الإحتفال بنجاة سيدنا موسى :

عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صياما ليوم عاشوراء

فقال لهم ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه

فقال رسول الله ﷺ فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه . متفق عليه.

فقول النبي ﷺ نحن اولي بموسي منكم اي ان فرحنا بموسي لاننا لسنا ممن بدل وغير في كتاب الله مثلكم فاتباع اليهود هو اتباع دينهم وعقيدتهم ولسنا كذلك بل إننا اتبعنا رسول اللَّه ﷺ لانه امرنا بذلك

وقوله لاصومن التاسع والعاشر في العام المقبل مخالفة لليهود ومن لم يصم التاسع وصام العاشر فهو متبع للنبي ﷺ لانه امرنا بذلك وليس لأن اليهود يفعلون ذلك ففرق كبيير بين الاتباع والتقليد

وفي هذا دليل واضح علي أن الاحتفال فرحا بنجاة سيدنا موسى من علامات شكر الله تعالى وأصبح من سنة النبي ﷺ لأنه أمرنا بصيامه

وأمة سيدنا محمد ﷺ أيضا أولي أن تحتفل بسيدنا محمد ﷺ نحتفل لأن الله نجاه من قريش ومحاولة قتله أثناء وقبل الهجرة والمعارك التي حارب فيها

ونصوم ونتصدق ونشكر الله تعالى علي ذلك فحضرة النبي ﷺ سبب نجاتنا أيضا من الكفر الي الايمان بالله تعالي ومن عذاب القبر وعذاب الآخرة بالشفاعة

فالاحتفال به أولي وأولي في يوم مولده ويوم هجرته ويوم الإسراء والمعراج فكل ذلك من أيام الله التي فيها ولها فضيلة للنبي ﷺ ولأمته

كما قال سبحانه وتعالى ( وذكرهم بأيام الله ) فحضرة النبي ﷺ مظهر الرحمة بل هو منبع عين الرحمة الإلهية

  • ثانيا فضائل وبركاته هذا الشهر ويوم عاشوراء *

١- منها ما يفعل في أول يوم من المحرم

قال أحد العارفين:- من قرأ آية الكرسي في أول يوم من المحرم ٣٦٠ مرة مع البسملة في كل مرة ثم تدعوا :-

اللهم يا محول الاحوال حول حالنا إلى أحسن الأحوال بحولك وقوتك يا عزيز يا متعال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فإنه يكون محفوظاً ويقيه الله تعالى ما يكره باذن الله تعالى في هذا العام وقد جربت وصحت .( فهي تجربة للعلماء ولم يقل أحداً منهم بأنها سنة أو غيره حتي تفتري عليهم بذلك

بل هي تجربة فمن فعلها فلا حرج علي فضل الله ومن لم يفعلها فلا شئ عليه فالأعمال بالنيات وما دامت التجربة لم تخرج أفعالها واقوالها عن منهاج الشرع فلا بأس من ذلك لأن الأفعال والاقوال منه وما لم يكن منه لا نأخذ به .

٢- التوسعة علي الأهل:-

روي عن حضرة النبيﷺ

من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.

{ رواه لهيثمي في مجمع الزوائدو الطبراني في الأوسط }

وإن كان الحديث ضعيف لكن قال العلامة عبد الرؤوف المناوي أن سيدنا جابر الصحابي قال قد جربناه فوجدناه صحيحاً وقال ابن عيينة جربناه خمسين سنة. .

٣ - ومنها الأشياء التي تفعل في يوم عاشوراء وقد عدها بعضهم اثنتي عشرة خصلة وهي الصلاة والصوم وصلة الرحم والصدقة والاغتسال والاكتحال وزيارة عالم

وعيادة المريض ومسح رأس اليتيم والتوسعة على العيال وتقليم الأظفار وقراءة سورة الإخلاص ألف مرة

وكل ذلك مبني على التجربة وإن لم يرد فيها نص ولكن اقوال وأفعال من السنة ومنها ما ذكر فيها حديث حتي وان كان ضعيف ونظمها بعضهم فقال.

في يوم عاشوراء عشر تتصل

بها إثنتان ولها فضل قد نقل

صم وصل صل زر عالماً عد واكتحل

رأس اليتيم امسح تصدق واغتسل

وسع على العيال قلم ظفراً

وسورة الإخلاص ألف مرة تقرأ

٤ - صلاة ركعتين:-

قال العلامة الإمام الأجهوري وصفة الصلاة التي في يوم عاشوراء قال روى عن حضرة النبيﷺ

من صلى فيه ( يوم عاشوراء ) أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وسورة الإخلاص خمس عشرة مرة أو إحدى عشرة مرة غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماضياً وخمسين عاماً مقبلاً

{ أخرجه الترمذي باب ثواب القرآن }

بعض العلماء قال لم يصح غير حديث التوسعة علي العيال والصوم وغير ذلك فهو ضعيف

ولكن قال الإمام الاجهوري ردا علي ذلك :-

لا يخفى علينا أن العمل بالحديث في فضائل الأعمال لا يتوقف على صحته بل كل من بلغه عن الله من الخير شيء عن عالم ثقة أو حديث له أن يعمل بمقتضاه ( ما لم يخالف أصلا من أصول الدين )

وإحسان المولي سبحانه وتعالى وفضله على عبيده لا حرج فيه ولا قيد وكل إنسان على حسب صدق نيته كما قال النبي ﷺ نية المرء خير من عمله

فيسعى العبد معتمداً على فضل ربه عز وجل بمقتضى ما بلغه عن ربه والله يمن على من يشاء من عباده

٥ - روي عن حضرة النبيﷺ

من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم جعله الله له كفارة خمسين سنة

{ فتح الباري لابن حجر في صوم عاشوراء عن حفصة رضي الله عنها وحسن العدوي في النفحات النبوية}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

  • المراجع *

  • صحيح البخاري ومسلم والترمذي والطبراني

  • فيض القدير لعبد الرؤوف المناوي

  • فتح الباري لابن حجر العسقلاني

  • النفحات النبوية في الفضائل العاشورية للعارف بالله حسن العدوي الحمزاوي

  • نعت البدايات وتوصيف النهايات لماء العينين
    .