روي عن حضرة النبيﷺ أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر اللهِ المُحَرَّمُ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صَلاةُ اللَّيْلِ
{أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه} .
* اقوال العارفين في ذلك*
قال العارف بالله ابي الحسن نور الدين :- إذا أَحَبَّ الله العَبْدَ أَيقَظَهُ لخدمته .
[[ وروى أن أم سيدنا سليمان علي نبينا وعليه الصلاة والسلام قالت يانبي الله :-
لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تَدَعُ الرجل فقيرا يوم القيامة
- وقال الصحابي الجليل سعيد بن المُسَيِّبِ :
[[ ما مِنْ عَبْدِ قام في الليل فتوضاً إِلَّا تَبَسَّمَ الجبار في وجهه ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدى أَشْهَدُكُمْ على أني قد غفرت له فإن صَلَّى أَفَاضَ عليه الرحمة ]]
{ الدر المنظم } .
- وقال العارف بالله ابن عباد النفري :-
[[ يا عبد :
إنما يقوم الليل من قام إلى لا إلى ورد معـلوم ولا إلى جزء مفهوم هنالك أتلقاه بوجـهى فيقف بقيوميتي لا يريد لي ولا يريد منى فإن شئت أحادثه حادثته وإن شئت أن أفهمه أفهمته.
يا عبـد انصرف أهل الورد حين بلغوه وانصـرف أهل الجزء من القرآن حين درسوه ولم ينصرف أهلى فكيف ينصرفون ]]
{ المواقف والمخاطبات }
- وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :
كان النبي ﷺ يقوم من الليل حتى تورمت قدماه فقلت له أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبدا شكورا .
قالت فلما بدن وكثر لحمه صلى النبي ﷺ جالسًا وإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع
وقال العارف بالله مصطفى البكري:-
[[ من المعلوم أن الخوف على قدر المعرفة ففي الحديث عن النبيﷺ ( أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية )
{ الديلمي في الفردوس وفتح الباري}
وكان النبيﷺ سيد أهل التقدم والإقدام قام من الليل حتى تورمت منه الأقدام فكيف حال أهل الاقتداء والاتباع من الأصحاب والأتباع
.
وقال ابن بطال :-
[[ في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة وإن أثر ذلك في بدنه
لأن النبي ﷺ إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له فكيف بمن لم يعلم بذلك فضلا عمن لم يأمن أنه استحق النار .
{ وقال بعض المفسرين قام النبيﷺ طول ليله على قدميه حتي تورمت قدماه فكان يقف على أطراف أصابعه.
فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )
أي طإ الأرض بكل قدمك واسترح مما أنت فيه } ]]
{ ذكره ابن حجر في شرح الهمزية . } .
وإذا كان هذا شأن سيد الأنام حضرة النبيﷺ وسند الخاص والعام وأصحابه الكرام وأتباعه العظام فبمن اقتدى أهل الدعاوى الكاذبة حتى مالوا إلى البطالة والكسل وهبطوا إلى حضيض الفشل ، وقنعوا بسفساف المقال ]]
{ العرائس القدسية }
وقال حسان بن عطيه:-
[[ من أطال قيام الليل هون الله تعالى عليه طول القيام يوم القيامة ]]
{ الطبقات للشعراني }
وقال العارف بالله مصطفى البكري:-
[[ فى بعض الكتب الإلهية يقول الله (عز و جل ) : يا عبدى جعلت النهار لمعاشك وجعلت الليل للسهر معى فانشغلت عنى بالنهار و نمت عنى بالليل فما حصلت .
و قد كان بعض عباد بنى إسرائيل يثابر على قيام الليل ، فأوحى الله تعالى إلى نبى ذلك الزمان :-
قل لفلان العابد إنما تقوم لما تجده من حظ نفسك من الأنس بثواب أعمالك ولو جردتك من ذلك لم تقم أو ما معناه ]]
{ الفتح القدسي }
وقال العارف بالله قاسم المغربي :
[[ إياك أن تترك قيام الليل ، وإن عجزت عن القيام ، صل قاعدا ، وإن عجزت عن القعود ، صل مضطجعا ، ولا تفوت موكبا من المواكب ، فإن لله تعالى كل ليلة صدقة ومواهب يفرقها على قلوب المستيقظين . ومنها : مشاركة الناس في همومهم بقلبك .]]
{ الطبقات الوسطي} .
ويفضل الجهر بالقراءة ليلا:-
لما روي عن حضرة النبيﷺ. مَن صلَّى مِنكُم بِاللَّيلِ فَليجهرْ بِقِراءتِهِ فَإِنَّ المَلائِكَةَ تُصلِّي بِصلاتِهِ وتسمعُ لقرائته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معهُ في مَسكَنِهِ يُصلُّونَ بِصلاته ويستمعون قراءته، وإِنَّهُ يَنطِرِدُ بِجَهرِهِ بِقِراءَتِهِ عن دَارِهِ وعَنِ الدُّورِ التي حولهُ فُسَّاقُ الجن ومردة الشياطين
{ الحاوي للفتاوي السيوطي} .
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين. .
-
المراجع *
-
الديلمي في الفردوس ج١ وفتح الباري لابن حجر ج ۱۱ والتمهيد لابن عبـد الـبـر ج ٥
-
الدر المنظم في زيارة جبل المقطم لابن الموفق ص ٤٤٦
-
المواقف والمخاطبات للنفري
-
شرح صحيح البخاري لابن بطال
-
العرائس القدسية لمصطفى البكري ص ٣٠٤
-
الطبقات للشعراني ترجمة حسان بن عطيه
-
الطبقات الوسطى للشعراني ج٢ ص ٩٣٢
-
الفتح القدسي لمصطفى البكري.ص ١١٧
-
الحاوي للفتاوي لجلال الدين السيوطي ج١