روي عن حضرة النبيﷺ
انَّ اللَّهَ قالَ مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحبَّهُ.....الحديث
{ أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ) .
* اقوال العارفين في ذلك*
قال العارف محي الدين ابن عربي:-
لا تصح النوافل إلا بعد تكملة الفرض وفي النفل عينه فروض ونوافل تكمل الفرائض
ولقد ورد في الصحيح في الحديث القدسي عن حضرة النبيﷺ يقول المولي عز وجل:
انظُروا في صلاة عبدي أتمّها أم نقصها فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامة وإنْ كان انتقص منها شيئًا قال انظروا هل لعبدي مِن تطوع فإن كان له تطوع قال أَتمُّوا لعبدي فريضته مِن تطوعه ثمَّ تؤخَذُ الأعمال على ذاكم
{ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه}
وليست النوافل إلا ما لها أصل في الفرائض ومالا أصل له في فرض فذلك إنشاء عبادة مستقلة ، يسميها علماء الرسوم بدعة
قال الله تعالى ورهبانية ابتدعوها وسماها رسول الله ﷺ سنة حسنة والذي سنها له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ،.
ومن النوافل :
نافلة الصيام ونافلة الصلاة ونافلة الزكاة ونافلة الحج ونافلة العمرة ونافلة الذكر والباب الجامع لما يعطي جميع النوافل أن يكون الحق يحبه فأنتجت النوافل محبة الله لعبده .
ولكن ما كل محبة بل المحبة بالنوافل التي لها أصل في الفرائض وبها الحق سمعك الذي تسمع ويصرك الذي تبصر به ويدك التي تبطش بها ورجلك التي تسعى بها فتعمل في تكثير النوافل التي لها أصل في الفرائض . .
والسنة على قسمين:-
١- سنة أمر بها وحرص عليها أو فعلها بنفسه وخير أمته في فعلها
٢- وسنة ابتدعها واحد من الأمة فاتبع فيها فله أجرها وأجر من عمل بها
- السنة الحسنة :
واعلم أن لهذه الأمة المحمدية بحكم شرع النبي محمد ﷺ أن يسنوا سنة حسنة مما لا تحل حراماً ولا تحرم حلالاً ومما لها أصل في الأحكام المشروعة وإنها حكم به المشرع وقرره بقـولـه ﷺ
روي عن حضرة النبيﷺ
مَن سنَّ في الإسلام حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أَنْ يَنقَصَ مِن أجورهم شيء، ومَن من من أفي الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عَمِلَ بها من بعدِه مِن غير أن ينقص من أوزارهم شيء".
( أخرجه مسلم}
.
- أمثلة للسنة الحسنة:
مثل مسئلة سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه في الركعتين بعد الأذان و الـطهـارة عند كل حدث
وركعتين عقيب كل وضوء والقعود على طهارة وركعتين بعد الفراغ من الطعام...( الي غير ذلك )
فكل أدب مستحسن مما لم يعينه الشارع فلهذه الأمة تسنينه ولهم أجر من عمل بذلك .
غير أنهم كما قلنا لا يحلون حراماً ولا يحرمون حلالاً ولا يحدثون حكماً فاستمر الشرع والعبادة المرغب فيها مما لا ينسخ حكماً ثابتاً إلى القيامة
وهذا الحكم خاص بهذه الأمة وأعني بالحكم تسمينها سنة تشريفاً لهذه الأمة وكانت في حق غيرها من الأمم السالفة تسمى رهبانية قال تعالى ورهبانية ابتدعوها
فمن قال بدعة في هذه الأمة مما سماها الشارع سنة فما أصاب السنة إلا أن يكون ما بلغه ذلك والاتباع أولى من الابتداع والفرق بين الاتباع والابتداع معقول ، .
ولهذا جنح الشارع إلى تسميتها سنة ولم يسميها بدعة لأن الابتداع إظهار أمر على غير مثال له أصل في الشرع
فلو شرع الإنسان اليوم أمـراً لا أصل له في الشرع لكان ذلك إبـداعـاً ولم يكن يسـوغ لنـا الأخـذ به فعـدل الشارع إلى لفظ السنة إذ كانت السنة مشروعة .
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.
* المراجع *
- صحيح البخاري وسنن أبي داود والبيهقي
- الفتوحات المكية لإبن العربي ج١ ( بتصرف يسير)
.