قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج٨٥

* قطرة من بحر حكمة العارفين ج٨٥ 


* قَالَ الرِّضا حَدَّثَنَا أَبِي مُوسَى الْكَاظِمِ عَن أبيه جعفر الصادِق عَنْ أَبيه مُحَمَّدَ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَلِي زَيْنَ الْعَابِدِينَ عن أيه شهيد كربلاء عن أبيه علي الْمُرْتَضَى قَالَ  :- 

حَدَّثَنِي حبيبي وَقُرَّهُ عَيْنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ حدثني رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَالَهُ يَقُولُ  :- 

كَلِمَةً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ قَالَهَا دَخَلَ حِصْنِي  وَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي 
 قوله تعالى :- 

* قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ):- 

قال العارف بالله ابراهيم حلمي القادري :- 

إن الله تعالى جعل المصلى يتكلم بنون الجمع مع أن المقام مقام تذلل وإنكسار الامقام تعظيم واستكبار 

وكان الأولى أن يقول : إياك أعبد ، ولكن الله تعالى جعله في مقام يستلفت نظره إلى التوسل بعباده العابدين

وأن يزج بعبادته الناقصة المعيبه ضمن عباده العابدين حتى لا يعرضها وحدها على حضره ذي الجلال والاكرام 

بل يضمها إلى عباده الأنبياء والمرسلين والملائكة والصالحين وسائر عباده المؤمنين

وحتى تكون صفقه واحده ثم يعرضها راجيا قبول دعوته ضمن عباده العابدين لأن جميعها لا يرد البته إذ بعضها مقبول لا محاله باذن الله تعالى 

(  الطبقات الذهبية للدكتور شريف السيد الحمضي
   ج٢ ص ٥٠٤ طبعة دار الكلم )
.
* من أدب الحضور مع الله تعالى دائما:- 

قال الشيخ  ابن خفيف الشيرازي :-  

 كنت جالسا ذات يوم مع أبي محمد وكانت شعرة واحدة من رأسه قد أطلت من محاسنه

فمد يده وسواها حتى استوت مع الشعيرات الأخرى 
ثم استغفر بعد أن فعل وكرر الاستغفار 

فسألته  ما سبب الاستغفار قال  ألم تر أننى سويت شعرى من الغفلة وتسوية الشعر زينة للنفس

وكل من يزين نفسه ويكون فى قيد ذلك يكون غافلا كبيرا ولهذا استغفرت. ( من سيرة الشيخ  بن خفيف الشيرازي ) 


*  علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين  :- 

قال إسماعيل حقي الخلوتي:- اعلم أن التجليات ثلاثة :

 تجلي علمى : وهو علما ضروريا من غير رؤية كمن علم بوجود الكعبة وهذا علم اليقين 

وتجل عينى :- كمن ذهب جهة الكعبة وشاهدها من بعيد وهذا عين اليقين 

وتجل حقى ( حق اليقين  )  كمن دخل الكعبة 

وهذه الدرجات والمراتب ( التجليات الثلاثة السابقة ) لاتحصل إلا بالمجاهدة :- 

مثل دوام الوضوء وقلة الأكل ودوام الذكر والصمت بالفكر فى ملكوت السموات والأرض 

وبادآء السنن والفرآئض وترك ماسوى الحق ( أي ترك كل ما يشغلك عن ربك ما عدا الواجب عليك فعله) 

وتقليل المنام وقلة أكل الحلال وصدق القول والمراقبة بقلبه الى الله تعالى. فهذه  هي مفاتيح المعاينة والمشاهدة ( لعين اليقين وحق اليقين ) 

وقال ابن عطاء رحمه الله تعالى إن هذا القرآن لحق فى صدور الموقنين وأهل اليقين وهو الحق من عند الحق سبحانه وتعالى 

فلذلك تحقق فى قلوب المحققين واليقين مااستقر فى قلوب اوليائه

وقال حضرة النبي ﷺ. (  اللهم انى أسألك إيماناً يباشر قلبى ويقينا ليس بعده كفر ) وهو اليقين الحاصل بالعيان وظهور الحقيقة 

( تفسير روح البيان سورة الواقعه ( بتصرف ) 

وإلي الجزء ٨٦ من بحر حكمة العارفين:-
.