قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين

* قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٨٦  
.

روي عن حضرة النبي ﷺ 

لولا أني أخاف تغير الأحوال عليكم بعدي لأمرتكم أن تشهدوا لأربعة أصناف بالجنة :- 

 أولهما امرأة وهبت صداقها من زوجها لأجل الله تعالى وزوجها راض 

والثاني ذو عيال كثير يجهد في المعيشة لأجلهم حتى يطعمهم الحلال،

 والثالث التائب على أن لا يعود إليه أبدا كاللبن لا يعود إلى الثدي

والرابع البار بوالديه.

 
* من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة فلا تعده في ديوان الرجال

* مخالفة النفس :- 

مخالفة النفس هي رأس جميع العبادات وكمال كل المجاهدات ولا يجد العبد الطريق إلى الحق عز وجل إلا بذلك

 لأن فى موافقة النفس هلاكك وفي مخالفتها نجاتك

أطلب هواه في خلاف هواك ومحبته في بغض نفسك فإنه معروف عند مخالفة الهوى محبوب عند بغض النفس.

وقال الامام النهرجوري :- 

جاء فى الاثر أن الله سبحانه وتعالى  أوحى الى سيدنا داود عليه السلام :-

يا داود عاد نفسك وودنى بعداوتها  فإن ودى في عداوتها 

  ( كشف المحجوب للنهرجوري ج٢ ص ٤٢٨ )


فإذا أردت شهود نور المعية فعليك بتزكية النفس قال تعالى: ﴿قد أفلح من زَكَاهَا )

وروي عن حضرة النبي ﷺ :- 

ثلاث من فعلهن طعم طعم الإيمان :- 

من عبد الله وحده بأنه لا إله إلا هو وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولكن من أوسط أموالكم وزكا نفسه  

 فقال رجل وما تزكية نفسه قال النبي ﷺ أن يعلم أن الله معه حيث ما كان 

( أخرجه الترمذي في نوادر الأصول ) 

فانظر كيف نبه على أن تزكية النفس تثمر العلم بمعية الله فإن قلت بماذا تكون تزكية النفس
قلت  بلزوم الذكر 

قال الله تعالى في الحديث «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فعلى حسب الذكر  يكون تطهير النفس وتزكيتها.

وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّي)  فعلى حسب التزكية يكون شهود المعية.


‏* قال الإمام سعيد أبو الخير في قوله تعالى

 ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: ٤٥) 

 معناها أن ذكر الله لعبده أكبر لأن العبد لا يستطيع أن يذكر الله ما لم يذكره الله أولا.

وإنه لأكبر أيضا بأن يذكر الله عبده ويمنحه التوفيق لكي يذكره أيضًا. 

* قدرك عند الله هو قدره عز وجل عندك :- 

فلقد رأى بعض الصالحين رجلاً سأله مسكين معروفاً بالله فأخرج صرة فيها قطع فضة كبار وصغار 

فأخذ يفتش على أصغر قطعة فيها حتى يدفعها للسائل المحتاج وكان مع ذلك الصالح رجل صالح آخر فقال

يا أخي تعرف على ماذا يفتش هذا؟  فقال : هذا الرجل سُئل بالله فأخذ يفتش على قدره عند الله

فعلى مرتبته يفتش ثم رد وجهه للمعطي فقال : على كون ما تهب لوجهه يكون وجهك عنده فكبر أو صغر وعظم أو حقر والله أعلم
.