حديث النبيﷺ عن اسم الله الاعظم
المعرفة الإلهية و العقيدة أسرار الأسماء الحسني

اسم الله الاعظم:- روي عن حضرة النبيﷺ

الإشارة الأولي:- أما ما ورد في السنة عن اسم الله الاعظم:- روي عن حضرة النبيﷺ اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي البَقَرَةِ وَآلِ عِمرَانَ وَطَهَ (رواه ابن ماجه) (سورة البقرة(: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (سورة آل عمران): {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (سورة طه): {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}.

وكذلك ما روي عن حضرة النبيﷺ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ "

فَقَالَ النَّبِيُّ النبيﷺ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) [رواه أبو داود]

وقد جمع شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري الي ١٣ عشرة اسم .

منها : الله . الحي القيوم ، الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ، الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد رب رب ، و دعوة ذي النون في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ... الخ

لكن  المراد بالاسم الأعظم ( ليس الاسم فقط ) بل الحالة التي يكون عليها الداعي.

قال الحافظ ابن حجر: وقيل المراد بالاسم الأعظم هو كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون في فكره غير الله تعالى فإن من تأتَّى له ذلك استجيب له ونقل معنى هذا أيضاً عن جعفر الصادق وعن الجنيد وغيرهما .

( حاصل ما سبق :- في الإشارة الأولي أن فراغ القلب شرط في قبول الدعاء بأي إسم وحصول الرقة في القلب والانكسار لله بقلبك ليس باللسان ولا دمعة العينان)

            * اقوال العارفين في ذلك*

قال علي الجمل رضي الله عنهم جميعاً:- اعلم أن اسم الله العظيم الأعظم جعله الله تبارك وتعالى في الذل، من سأل به أعطي، ومن دعا به أجيب . مهما تذللت لمولاك أو للمخلوق إذا شاهدت فيه مولاك، بنفسك أو جنسك، استجاب لك في الحين .

قال تعالى﷽ [ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ( سورة النمل: الآية 62] قرن الإجابة مع الاضطرار لأن مع الاضطرار يقع الذل ومع الذل يأتي العز لأنك مهما قابلت مولاك بالذل أغمسك في العز ومهما قابلت مولاك بالعز أغمسك في الذل.

وما توجهت بالذل لمولاك في شيء إلا قضاه الله تبارك وتعالى لك في الحين.

أو توجهت لعباد الله تعالى أيضاً بالذل . (بشرط) أن تشهد فيهم مولاك إلا قضى الله تبارك وتعالى حاجتك من عندهم في الحين من غير تعطيل ولا تعب ولا نصب. لأن توجهك إليهم به ( أي بالله) هو توجهك إليه بهم ( أي بالخلق)

قال ابن عطاء الله السكندري في الحكم : محال أن تشهده وتشهد معه غيره .وقال أيضاً: تحقق بأوصافك ( الذل والاحتياج ) يمدك بأوصافه ( بالعز والعطاء )

واعلم أن الإجابة على شرطين: الحيرة الصادقة والنية الصادقة في الطلب وفي حسن الظن في عباد الله . هاتان الخصلتان على قدر قوتهما في طالب الحاجة تتحقق لك الإجابة وعلى قدر ضعف الحيرة والنية الصادقة فيه أيضاً تضعف

                      * قصة للبيان *
  • [[قال أبو عبد الله القرشي : أبت البشرية أن تتوجه إلى الله تعالى إلا في الشدائد فقيل له في ذلك ؟ قال : عطشت مرة في طريق الحاج فقلت لخادمی اغرف لي من البحر المالح فغرف لي ماء حلوا فلما ذهبت الضرورة اي ارتويت غرفت ثانية منه فوجدت الماء مالح ]] { طبقات الشعراني ص ٣٦٠ }

                * قصة أخري للبيان *
    

[[ روي إن رجلا من الصالحين كان جالساً بقرب نهر يتحدث مع أصحابه وإذا بامرأة تغسل صوفاً على شاطىء النهر ولها صبي صغير يلعب بقربها. فإذا به سقط في النهر وغاب عن عينها فلما رأت ذلك، فزعت إلى الشيخ وأصحابه وهي تصيح وتضرب رأسها وتقول : يا سيدي، ولدي ذهب به الماء.

فأجابها أصحاب الشيخ وقالوا لها ليس فينا من يستطيع العوم فظلت تبكي وتصيح . فقال لها الشيخ : اصبري واحتسبي فقالت له يا سيدي نفد صبري فأعاد عليها القول اصبري واحتسبي فقالت له : يا سيدي والله ما وجدت صبراً.

فقال لها الشيخ : إن كنت صادقة فيما تقولين فانظري في شاطىء الـواد تـجـديـن ولـدك قد خرج من الوادي سالماً فصارت إلى شاطيء الـواد فوجدت ولدها حياً سالماً. .

انظر هذا الشيخ رحمه الله تعالى كيف حكم عليها بخروج ولدها لما رأى اضطرارها فشدة الحيرة التي نزلت لها وصدق طلبها لولدها، وحسن ظنها في الشيخ، فكان الأمر كذلك.

كما قال تعالى ﷽ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ( سورة النمل: الآية 62]

فالاجابة مشروطة بالاضطرار وهو صدق النية وصدق الطلب ( ولا تجد الصدق فيهما إلا بالمذلة والمسكنة ويرحم الله القائل : لـكـن سـز الـلـه فـي صـدق الـطـلـب ]]

{ اليواقيت الحسان لعلي الجمل ص ٢١٣ ، ٣٠٦ }

  • وعن أبي يزيد البسطامي:-  أنه سأله رجل عن الاسم الأعظم فقال له ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك بوحدانيته ، فإذا كنت كذلك فافزع إلى أي اسم شئت فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب  [ حلية الأولياء لأبو نعيم ]

        * السر أيضا في إجابة الدعاء *
    

( أن السر أيضا مع وجود المذلة والمسكنة لله عزّ وجل كما علمت سابقا هو توجه القلب بالصدق صدق اللسان والقلب مع صدق حالك مع ربك .

فإذا كان حالك الفساد والمعاصي ولم تتوب ولم تطلب التوبة فكيف يستجيب لك كما روي أن رجلا كان مريض فقرأ أحد الحاضرين عليه سورة الفاتحة فلم يشفي فقال الرجل هذا غريب لأن سيدنا عمر دعا بالفاتحة فكانت سبب للشفاء فقال له بعضهم يا فلان هذه هي الفاتحة لكن أين سيدنا عمر .

اذن صلاح الحال مع صدق الطلب تأتي الإجابة . [[  فعن ابن الربيع السائح:-  أن رجلا قال له علمني الاسم الأعظم فقال له :- اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله يطعك كل شيء . ]]

{ حلية الأولياء لأبو نعيم }

  • تتمة :- .
  • كيفية الدعاء والاستجابة بالاسماء الحسني :-

اعلم أن السر المصون في الدعاء بالأسماء أن تأخذ عدد حروف الاسم بالجمل وعدد صورته الرقمية التي يرسم بها ثم تدعو بعد ذلك

مثال ذلك اسمه تعالى ( الله ) فإنَّه أربعة أحرف وعدده بالجمل ستة وستون فيكون المجموع سبعين فتستغيث به سبعين مرة

ثم تسأل حاجتك ثم تذكره أيضًا بعدد اسم الحاجة ويكون ذلك ذلك بجمع الهمة وإخلاص فإنه يستجاب لك في الحين بإذن الله تعالى

{ الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة ج٤ ص ١٤٤ } .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين