حديث النبيﷺ عن البلاء وفضله ج ٣
المعرفة الإلهية و العقيدة

  • حديث النبيﷺ عن البلاء وفضله ج ٣ *

      * تتمة  لبيان أحاديث الابتلاء *
    

*الفرق بين الرضا والتفويض والتسليم :-

قال ابي العباس التيجاني-:

الرضي عن الله عز وجل -:

هو ترك السخط عنه فيما يجريه عليك من الأضرار بل تستقبل حكمه بالفرح والسرور وإن كان هلاكك فيه لصدق محبتك ولا تتمنى زوال شيء مما فعله بك من الضرر حتى يكون هو الذي يرفعه عز وجل

والتفويض -:

هو ترك التدبير في جلب نفع أو دفع ضر فضلا عن عما فيه لما تعلمه من سبق تقديره سبحانه وتعالى فلا مفر لما قدر حصوله نفعاً أو ضراً ولا سبيل لما قدر نفيه نفعاً أو ضراً فلم يبق إلا ترك التدبير وهو التفويض .

والتسليم لله عز وجل -:

وهو ترك منازعة المقادير تمنياً أو سعياً جلباً أو دفعاً وقوعاً أو جلباً لما سبق في تقديره عز وجل واختياره في سابق أزله لما قدر وقوعه أو عدمه والمنازعة

( أي رفض البلاء والتدبير والحيلة في الخروج من مأزق البلاء بأي صورة كلها حرام عند العارفين )

لأنها إما عبث أو طمع كما تقدم فلم يبق إلا التسليم وهو ترك المنازعة عبودية لا تطلعا إلى شيء جلباً أو دفعاً فيدخل شرك الأغراض والطمع والعبث ]]

{ روض المحب للسباعي }

  • فائدة *

قال أبو المواهب الشاذلي:-

[[ ومما جربناه فصح :

أنَّ من أراد قضاء حوائجه ودفع مصائبه فليرفع الأمر إلى الله تعالى أولا قبل أن يُعلم بها الناس

هكذا عادة الله تعالى مع من يتعلَّق به أوَّلَ أمره فاعمل على ذلك فإنه الكبريت الأحمر والفرج القريب والمُعينُ على ذلك الصبرُ ]]

{ الطبقات للشعراني } .

وقال ابي العباس التيجاني -:

[[ اعلم أن جميع العباد في هذه الدار لهم سهم من مصائب الدنيا إما بمصيبة تنزل أو بنعمة تزول أو بحبيب يفجع بموته أو هلاكه أو غير ذلك مما لا حد لحمله وتفصيله .

فمن نزل به منكم مثل ذلك فالصبر الصبر علي مرارتها فإنه لذلك نزل العباد في هذه الدار .

ومن لم يستطع تحمل ثقلها ومقاومة ما يطرأ عليه من أعبائها ، فعليه بملازمة أحد الأمرين

الأول -:

ملازمة الذكر باسمه تعالي ( يا لطيف ) ألف مرة خلف كل صلاة إن قدرت وإلا ألفاً في الصباح وألفاً بالليل فإنه بذلك يسرع خلاصك من مصيبتك .

والثاني -:

كثرة الصلاة علي حضرة النبي ﷺ مائة مرة وكل ما ذاد كان افضل ًخاصة الصلاة على النبي ﷺ بصيغة الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق...إلخ.

وتهدي ثوابها للنبي ﷺ فإن قدرت قولها مائة مرة خلف كل صلاة وإلا مائة صباحا ومائة في المساء

وتنوي بهما أعني الذكر بيا لطيف والصلاة على النبي ﷺ ) التي تهدي ثوابها له أن ينقذك الله تعالى من وحلتك ويجعل خلاصك من جميع كربك وهمومك

ومن دهاه خوف هلاك متوقع نزوله به من خوف ظالم ولا يقدر على مقاومته أو خاف من صاحب دين لا يجد منه عذراً ولا إمهالا ًولا يجد من المال ما يؤديه له أو أي أمر من كل مخوف.

فليلازم ما ذكرنا من أحد الأمرين السابقين كلاهما معاً وهو الأفضل ينقشع عنه قريب إن شاء الله تعالى

وإن أسرع مع ذلك بصدقة قلت أو كثرت بنية دفع ما يتوقعه من المخوف أو بنية تعجيل الخلاص من ألمه وكربه كانت أجدر في إسراع الخلاص والـفـرج باذن الله تعالى ولا حرج علي فضل الله عزّ وجل ]]

{ روض المحب للسباعي }

ونختم الباب بقول العارف بالله ابراهيم الدسوقي:- من ابتلاه الله تعالى فليصبر علي بلائه فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتليك إلا لأنه يريد أن يرقيك ( فمن لم يصبر ) يطرده

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين .

   *  مراجع الأجزاء الثلاثة للحديث  *
  • مسند القضاعي وابن أبي الدنيا

  • كنز العمال للهندي والبيهقي والترمذي في سننه وفيض القدير للمناوي

  • اتحاف السادة المتقين لمرتضي الزبيدي

  • المواقف والمخاطبات للنفري طبعة دار آفاق

  • شرح حكم الشيخ محي الدين ابن العربي للملا موسي الكردي الشافعي طبعة دار الكتب العلميه

  • الحكم العطائية للعارف بالله إبن عطاء الله السكندري الحكمة رقم 106 طبعة دار الكتب العلميه

  • روض المحب الفاني فيما تلقيناه من سيدي أبي العباس التجاني لمحمد بن المشري السباعي طبعة دار الكتب العلميه

  • إحكام الدلالة على تحرير الرسالة القشيرية لزكريا الأنصاري طبعة دار النعمان للعلوم

  • المواقف الروحية لعبد القادر الجزائري ج١ موقف رقم طبعة دار الكتب العلميه

  • الطبقات للشعراني ترجمة العارف بالله أبو المواهب الشاذلي و أبو الحسن الشاذلي وإبراهيم الدسوقي طبعة دار المنهاج

  • فيه ما فيه لجلال الدين الرومي ترجمة د. عيسي العاكوب طبعة دار الفكر دمشق .