حديث النبيﷺ عن الولاية ج٢
المعرفة الإلهية و العقيدة

  • حديث الولاية ج ٢ * .
  • صفة القرب في الحديث * :-

قال عبد القادر الجزائري :-

[[ القرب من الحق سبحانه وتعالى قرب معنوي وليس ذلك إلا برفع حجاب الجهل وإلا فالحق أقرب إلينا من حبل الوريد فما أبعدنا إلَّا الجهل ولا قربنا إلا العلم. ]]

{ المواقف الروحية للجزائري موقف ٦٧ }

قال تعالى: ﷽ ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِى فَإني قريب }

وقال تعالى.﷽ { ونحن أقربُ إِلَيْهِ مِن حَبْلِ الوريد }

وقوله ﷻ : وإن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً.

فليس الكلام على ظاهره لأن قربه ﷻ من العبد بنوره لا يزال موحود وإنما البعد هو صفة العبد وبعده عن الله هو حجابه عن شهود قربه منه وشهود قربه عز وجل على حسب نور الإيمان والاستجابة وبهذا يكون تقرب العبد إلى ربه .

وقوله تعالى:- ﷽. (ونحن أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ )

يدل على أن قربه ﷻ من عبده هو قرب حقيقي مع العلم أنه سبحانه وتعالى منزه عن المكان لأنه لو كان القرب يراد به قربه بعلمه أو قدرته وصفاته لقال تعالي ولكن لا تعلمون ونحوه.

فقوله لكن لا تُبصِرُونَ يدل على القرب الحقيقي المدرك بالبصر والبصر لا يتعلق إدراكه بالصفات المعنوية وإنما يتعلق بالحقائق المرئية ]]

{ رد المتشابه لابن العربي} . وقال العارف بالله غانم المقدسي:-

[[ إن خطر ببالك أو تصور في خيالك أن ذلك قرب مسافة أو مشي جارحة أو نزول أو انتقال  فأنت لا شك هالك والله تعالى بخلاف ذلك

فهو سبحانه وتعالى منزه عن السلوك في المسالك وإنما معنى قربه منك وقربك منه بالخدمة  إنك تتقرب منه بالخدمة وهـو يتقرب إليك بالرحمة وأنت تتقرب منه بالسجود وهـو يتقرب منك بالجود وأنت تتقرب منه بالطاعة وهو يتقرب بتوفيقك  للاستطاعة

  • وقوله ﷻ أفضل ما يتقرب به عبادي إلي أداء ما افترضت عليهم :-

فأخبر سبحانه وتعالى عباده أن تقربهم إليه بالعبادة ثم إن قربه منك في اليوم ما خصك به من معرفته ومحبته وقربه منك فيما يخصك به من مشاهدته ومخاطبته شفاها وكفاحا يوم القيامة

فهناك قرب له منك وقرب منك له

فأما قربه ﷻ من خلقه فهو على ثلاثة أقسام :

الأول قرب عام :

وهو قرب العلم والقدرة والإرادة وهو قوله تعالى :.
﷽  { ما يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ }

 والثاني قرب الخاصة:-

من المؤمنين وهو قرب الرحمة والبر واللطف بقوله تعالى
﷽ { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }

 والثالث قـرب خاصـة الخاصـة:-

مـن المقربين وهـو قـرب الحفـظ الكلاءة والإجابة وذلك للأنبياء والمرسلين

وأما قرب العبد لربه فهو ثلاثة مراتب :-

القرب الأول : قرب الأبدان وهو العمل بالأركان

والقرب الثاني : قرب القلب بالتصديق والإيمان

والقرب الثالث : قرب الروح  بالتحقيق والإحسان .

فالحق ﷻ أقرب إلى عين الإنسان من الإنسان وهو ﷻ موجود في كل مكان  منزه عن المكان والزمان ]]

{ حل الرموز للمقدسي ص ٩٧-٩٨ }

وقال العارف بالله شيبان المصاب:-

[[ رأيت أحد الصالحين فقلت له رحمك الله أوصني بشيء وادع الله لي بدعوة فقال يابني آنسك الله بقربه ثم سكت فقلت له زدني فقال :

يابني من آنسه الله تعالى بقربه أعطاه أربع خصال :

عز من غير عشيرة وعلم من غير طلب وغنى من غير مال وأنس من غير جماعة ]]

{المختار من مناقب الأخيار ج٣ }

وقال النفري في المخاطبات:-

[[ يقول الله تعالى لعبده :-

يا عبد خلقتك على صورتي واحـداً فردا سميعاً بصيرا مريدا متكلما وجعلتك قابلا لتجليات أسمائي ومحلا لعنايتي

يا عبد ليس بيني وبينك بين أنا أقرب إليك من نفسك أنا أقرب إليك من نطقك ]].

{ المخاطبات للنفري } .

    * قول  المولي ﷻ فقد آذنته بالحرب  * 

قال العربي الدرقاوي :-

[[ قوله فقد آذنته بالحرب معناها الغفلة والعمى والطيش والتلف ... الخ أي بالسلب يسلب حلاوة الإيمان وحلاوة الإسلام ويسلب محبة الله ومحبة النبي ﷺ ومحبة أهل الله ومحبة المساكين . ]]

{سلسلة أعيان المغرب بتصرف } .

  • وقال العارف بالله أحمد الرفاعي:-

إِذا تمكن العبد وبلغ محل القرب مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى صَارَ الحق عز وجل يرضى لِرِضَاه ويغضب لغضبه

{ الكواكب الدرية للمناوي } .

وقال إبراهيم النخعي:-

إذا صحبت الأخيار وجاريت الأبرار إياك أن تغضبهم عليك لأن الله عز وجل يغضب لغضبهم ويرضي لرضاهم

{ الكواكب الدرية للمناوي } .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

وإلي الجزء الثالث من الحديث : .