حديث النبيﷺ عن الولاية ج٤
المعرفة الإلهية و العقيدة

  • حديث الولاية ج ٤ *

  • بعض صفات واخلاق الولي الرباني :-

  • ١- الولي لم يبق له حظوظ دنيوية ولا أخروية وإلا لم يتحقق بالعبودية ولا تتحقق عبوديته حتى يتحرر من الأكوان شتان بين من همه الحور والقصور وبين من همه الحضور ورفع الستور.

قال العارف بالله محمد المرون:-

[[ حب الملبس والمأكل ( الشهوات) والبخل يتناقض مع الولاية فالولاية معتمدة على التعلق بالله لا يجب الاعتماد على الوظيفه ولا على المرأة ولا على المال ولا على السلطه ... الخ.

والملتفت لا يصل معناه قلبك معلق بالمرأة والأولاد والتجارة وأسبابها والفلاحة واستعدادها والعلوم وفنونها ( فمع الخلق والأسباب بالبدن ومع ربك ﷻ بالقلب ]]

{ سلسلة أعيان المغرب }

  • ٢- العارف لا يستحقر احدًا من عباد الله تعالى مسلم أو غير مسلم مهما رأى منه والعالم يحتقر العاصي ومن هو علي دين آخر إلا من رحم ربي

  • ٣-. لا يشغله عن أداء الحقوق شئ من عبادة ربه وخدمة خلقه فيعطي كل وقت حقه وكل انسان حقه فتعظيم الأمر من تعظيم الله الذي أمره بذلك

  • ٤- إذا وفقه المولي لعمل وعبادة معينة من صدقة اوذكر فلا يتركها وان ضاقت عليه الأقدار فإن الله يخلف عليه

  • ٥-. إذا أوذي لا يخرج منه إلا الطيب كالإناء المعطر إذا هزه أحد ظهر ما فيه من عطر وكالشجر يرميه الناس بالحجر فيلقي إليهم بالثمر

فيكون الولي حمالا للأذى من جميع الخلائق لا يؤذي من يؤذيه بل يصبر ويعفو وإذا قدر غفر

لعلمه أن الله تعالي سلط عليه من يؤذيه اختبارا له ولحاله أو تأديب له أو ليعلي مقامه عنده فلا يعامل الخلق بمثل معاملتهم لأنه يشهد فعل ربه بكل شيء

  • ٦ - لا يعترض علي قضاء الله وقدره في نفسه أو في الناس فلا يلوم ولا يسب ولا ينتقص حاكم أو محكوم لعلمه بأن كل ما يجري في الوجود بعلمه وارداته .

  • ٧- كريم يفضل غيره علي نفسه في مال أو جاه ومن كرمه لا يزاحم الناس في رزقهم لا دنيا ولا ثواب الآخرة كمن أراد أن الوقوف بالصف الأول للصلاة أو لخدمة يتيم كل خير يتركه لغيره إيثارا لأخيه وليس له

  • ٨- يدعوا بالصلاح لمن أساء إليه ولمن ظلمه ولمن أخذ حقه لعلمه أن الرزق من مال وجاه واخلاق وقدر كله مقسوم لا يزيد ولا ينقص

فلقد روي عن حضرة النبيﷺ :-.
إنَّ اللهَ قَسَّمَ بينَكُم أخلاقَكُم كما قَسَّمَ بينَكم أرزاقَكُم .الخ الحديث

وقال وهب بن منبه:

ما ارتفع من ارتفع بكثرة صوم ولا صلاة ولا مجاهدة وإنما يرتفع العبد عند ربه بالاخلاق الحسنة أما سمعت قول حضرة النبيﷺ أدبني ربي فأحسن تأديبي ( ولم يقل علمني أو غير ذلك )

  • ٩-. زاهد في دنياه :-

وليس الزهد في الشيء هو خروج الإنسان عنه من حرفة وعلم وتعلم وصناعة وتجارة الخ فالزهد يجعلك تستخدم المال في معاونة الناس من زكاة وصدقة والجاه والمكانة في رفع الظلم وجلب الحقوق الناس وخدمتهم

فهذا هو الزاهد الذي يملك نفسه ولا تملكه يملك الدنيا ولا تملكه داخلا في إمارته أو صنعته وقلبه خارج عنها جائل في ملكوت الله ذاكرا ربه

قلبك مع ربك دائما مخمول الذكر بين الناس ( أي لا يعرف حالك أحد من الناس لأنك اكتفيت بعلم الله فيك وبحالك ) فإن الصالحين من شأنهم القيام في حرفتهم ليستروا حالهم بين الناس

[[ قال عبد القادر الجزائري:-

قال الله ﷻ

﷽ { رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ }

فوصفهم بالرجولة مع قيامهم في الأسباب لأن التجارة أو الصناعة لم تلهيهم عن ذكر الله سبحانه وتعالى فهؤلاء هم فحول العارفين ]]

{ المواقف للجزائري موقف رقم ١٢ }

والي الجزء الخامس من بيان الحديث :- .