حديث النبيﷺ عن الولاية ج٥
المعرفة الإلهية و العقيدة

  • حديث الولاية ج ه *

  • تكملة بعض صفات واخلاق الولي الرباني :-

  • ١٠- يتعبد ويعمل لله وليس لطلب شئ :-

( اي لا تطلب به الوصول لشئ فلا تجعل العبادة علة للوصول لشئ أو تعطي من مال وتخدم الناس بالجاه والمنصب للوصول إلي رضي ربك وإنما هو فضل الله تعالى فيعطي من يشاء بعلة أو بغير علة فكن عبدا لله )

قال ابراهيم الدسوقي:.

من أطاع الله أطاعه كل شئ وسخر الله له الماء والنار والخطوة في الهواء ، وأذعن له الإنس والجن .

  • ١١- الرضي بكل ما يجري عليه من قدره لأنه ليس هناك ذرة ولا انسان ولا حجر ولا طير يتحرك بالنفع أو الضرر الظاهري إلا وهو بفعل واردة وقضاء ربك عز وجل

[[ قال بشر المجاشعي وكان من العابدين:-

لقيت ثلاثة رجال من الزهاد يتعبدون ببيت المقدس فقلت لأحدهم أوصني فقال :

ألق نفسك مع القدر حيث القاك فهو أحرى أن يفرغ قلبك ويقل همك وإياك أن تسخط ذلك فيحل عليك السخط وأنت عنه في غفلة لاتشعر به . فقلت للآخر أوصني قال :
التمس رضاه في ترك ما نهاك عنه فهو أوصل لك إلى الزلفي ( القربة ) لديه .

فقلت للثالث أوصني فبكى ثم قال :
لاتبتغ في أمرك تدبيرا غير تدبيره فتهلك فيمن هلك وتضل فيمن ضل ]]

{ المختار من مناقب الأخيار }

  • ١٢- - أن يكون سبباً لسعادة غيره لا نفسه :-

قال أبي سعيد الخير:-

[[ الطرق للحق ﷻ بعـدد ذرات الوجود وليس هناك طريق أقـرب من العمل لراحـة إنسان وسلكت هذا الطريق.]

{ تذكرة الأولياء للعطار } . [[ وقال الهجويري:-.

كان في بني إسرائيل عابد عبد ربه أربعمائة سنة وذات يوم قال إلهي لو لم تكن تلك الجبال ولم تخلقها لكان السير والسياحة لعبادك أسهل.

فجاء الأمر إلى أحد أنبياء ذلك. الوقت أن قل لذلك العابد ما شأنك بالتصرف في ملكنا؟ والآن وقد تصرفت فقد محونا اسمك من ديوان السعداء وأثبتناك في ديوان الأشقياء.

ففرح العابد وسجد شكرا لله عز وجل فقال له نبي ذلك الزمان لا يجب الشكر على الشقاء فقال العابد أنا أشكر على الشقاء لأن البارئ عز وجل كتب اسمي في ديوان من دواوينه.

ولكن لي طلب يا نبي الله قال له ما هو : قل لله تعالى وتقدس ابعث بي إلى الجحيم وضاعف جسدي بحيث أشغل مكان كل العصاة الموحدين ليذهبوا جميعا للجنة.

فجاء الأمر الإلهي لنبي هذا الزمان :-.

قل لذلك العابد إن هذا الامتحان لم يكن إهانة لك بل كان جلوة لك على رؤوس الخلائق وكن أنت ومن تشفع له يوم القيامة في الجنة.

( لأنه يعبد ربه لذاته ومن عبد ربه لربه لم يلتفت لعطائه أو سوط عذابه لأنه يعبده حبا فيه ذ ]]

{ كشف المحجوب ص ٣٤٢}

  • ١٣ - المعرفة تحفظ العبد فضلا من الله عليه:-

[[ قال أبو عثمان الحيري:-

حق لمن أعزه الله بالمعرفة أن لا يذله بالمعصية ويكون تعلق هذا بكسب العبد ومجاهدته على دوام رعاية أمور الحق ﷻ

وقال الهجويري شارحا لهذا المعني السابق:-

[[ إن الله عندما يعز شخصا بالمعرفة لا يذله بالمعصية لأن المعرفة عطاؤه والمعصية فعل العبد ومن كان عزيزا بعطائه وفعله لا يذله بفعل نفسه كسيدنا آدم عليه السلام أعزه بالمعرفة فلم يذله بزلته التي وقع فيها نسيانا ]]

{كشف المحجوب ص ٢٨٧}

  • ١٤-. الفتوة والمراقبة من معرفة الله تعالى:

[[ قال أبو عبد الله القرشي:-

أما الفتوة :

رؤية أعذار الخلق وتقصيرك وتمامهم والشفقة على الخلق برهم وفاجرهم فلا يشغلك الحق عن الخلق.

وأما المراقبة:-

فهي إذا كنت فاعلاً فانظر نظر الله إليك وقائلاً فانظر سمعه لك وساكناً فانظر علمه فيك.

قال ﷻ: ﷽ ﴿ لَا تَخَافَاً إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وأرى)

وقال ﷻ :﷽ ﴿أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَأَحْذَرُوهُ)

{ الطبقات الصغرى للمناوي ص ١١٢} .

  • ١٥- الولي لا يتزعزع ولا يجزع من الأقدار :

[ [ قال أبو بكر الواسطي:-

يسقط شعاع الشمس على نافذة المنزل فتظهر فيه الذرات وتهب الريح وتحرك تلك الذرات في وسط الضوء فهل تخافون من ذلك ؟

قالوا كلا فقال إن الكون كله يكون أمام قلب العبد الموحد بالله تعالى كالذرة التي تحركها الريح ]]

{ مقامات أبي سعيد ص ٢٤٧ }

والي الجزء السادس من بيان الحديث :_ .