حديث النبيﷺ عن الولاية ج٦
المعرفة الإلهية و العقيدة

  • حديث الولاية ج ٦ *

  • تكملة بعض صفات واخلاق الولي الرباني :-

  • ١٦- الولي من وصفه نسيان ذاته : -

[[ قال ابي الحسن الصائغ:-

المعرفة رؤية المنة من الله تعالى عليك في كل الأحوال والعجز عن أداء شكر النعم من كل الوجوه والتبري من الحول والقوة في كل شيء]].

{ تذكرة الأولياء }

وأن كل عمل وعبادة وقول صالح بفضل الله تعالي عليه فلا يدخل الي نفسه الكبر والعجب لعلمه بذلك الأمر

ولا يذكر نفسه وسط الخلق ولا يعبأ بها ولا بحظها ولا ينسب لنفسه شيئا من الأفعال وحق الخلق كلهم عليه ولا يرى لنفسه عليهم حقا ولا ينكر عليهم شيئا من أحوالهم

١٧- تشعر براحة وأنك مع ربك في الجلوس معه :-

قال أبو مدين :-

الشيخ ( يقصد الولي الكامل ) من شهدت له ذاتك بالتقديم وسرك بالتعظيم

الشيخ من هذيك بأخلاقه وأدبك بإطراقه وأنار باطنك بإشراقه الشيخ من جمعك في حضوره وحفظك في مغيبه .

وقال ابن عطاء الله السكندري:-

ليس شيخك من سمعت منه إنما شيخك من أخذت عنه وليس شيحك من واجهتك عبارته إنما شيخك الذي أثرت فيك إشارته

وليس شيخك من دعاك إلى الباب إنما شيخك من رفع بينك وبين ربك الحجاب وليس شيخك من واجهك بمقاله ( كلامه ) إنما شيخك الذي بنهض بك حاله

 * تنبيه من فقد الولي الكامل ولم يجده * 

قال إبن عطاء الله السكندري:-

اعلم أنه لا يعوزك وجدان الدالين على الله تعالى وإنما يعوزك وجدان الصدق منك في طلبه وتجد ذلك في كتاب الله تعالى :-

قال عز وجل: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )

فلو اضطررت إلي من يوصلك إلى الله اضطرار الظمآن إلى الماء لوجدت ذلك أقرب إليك من وجود طلبك ولو اضطررت إلى الله تعالى اضطرار الأم لولدها إذا فقدته لوجدت الحق منك قريباً ولك مجيباً غير متعذر عليك، ولتوجه الحق بتيسير ذلك عليك

وقال أبي مدين :-

أن السالك إذا لم يظفر بأحد من الأولياء يتمسك بكلامهم فإن من طالع كلامهم ولم يكن رجلاً يصير رجلاً فإن كان رجلاً يصير فتى فعليك بتتبع كلامهم والاقتداء بآثارهم

وقال الزيني دحلان:-

قد تقدم عن كثير من العارفين أن بعض الناس يكون وصوله إلى الله تعالى بواسطة النبي ﷺ وبعضهم بواسطة إلهام من الله تعالى وبعضهم بكثرة الصلاة على النبي ﷺ

فإنه إذا فقد الولي الكامل المربي فإن كثرة الصلاة علي النبي ﷺ. تقوم مقام الشيخ في التربية فإما أن يكون شيخه النبي ﷺ فيراه ويربيه أو يدله النبي ﷺ علي الولي الكامل

الذي يأخذ بيده حتي يعرف ربه ويعرف مقام النبي ﷺ ثم يدخله علي النبي بعد ذلك لأن رسول الله ﷺ باب الله تعالى وأقل عدد في الصلاة علي النبي سبعة آلاف مرة الي ثلاثون الي سبعون مرة حسب طاقتك وقدرتك .

فهذه بعض صفات السادة المؤدبين مع مولاهم والذين اصطفاهم وجعلهم من زمرة أوليائه الصالحين . وبالجزء السادس قد انتهي بيان الحديث بأقوال العارفين رضي الله عنهم وعنا بهم أجمعين

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . والي مراجع حديث الولاية:- .