حديث النبيﷺ عن اول ما خلق الله نور النبي
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

اول الخلق نور النبي ﷺ أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ..الخ الحديث

اولا :- قال العارف بالله علي نور الدين جمعة :-

حكم المحدثون بأنه حديث منكر وذهبوا إلى وضعه. قال العلامة عبد الله بن الصديق الغماري : «وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره. وقال الحافظ السيوطي في الحاوي في الفتاوى ج1 ليس له إسناد يعتمد عليه وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شىء من كتب السُّنّة .

( لكن قد يكون الحديث صحيح كشفا فقد ذكره جمع كبير من الأولياء مثل عبد العزيز الدباغ والشيخ صالح الجعفري والتيجاني والقسطلاني في المواهب

ثم قال الإمام رضي الله عنه:- ومعنى الحديث يمكن أن يكون صحيحًا إذا كانت الأولية في الأنوار فإن ذلك لا يبعد، وعلى أن الأولية مطلقة وفي المواهب اللدنية :- عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام‏.‏ انتهى

 وذكر العلامة الدردير المالكي إقراره لمعنى الحديث فقال ونوره ﷺ أصل الأنوار والأجسام كما قال ﷺ لجابر رضي الله عنه «أول ما خلق الله نور نبيك من نوره» الحديث  فهو الواسطة في جميع المخلوقات

فإن عوالم الله سبحانه وتعالى متعددة، فهناك عالم الملك وهو عالم الشهادة، وهناك عالم الملكوت وهو عالم الغيب، ومنه عالم الروح، وعالم الجن، وعالم الملائكة، وهناك أنوار خلقها الله سبحانه وتعالى، فليس هناك ما يمنع أن يكون النبي ﷺ أول الأنوار التي خلقها الله سبحانه وتعالى وفاضت منه الأنوار إلى البشرية في عالم الروح.

ثانيا :- ( ما يقوي الحديث :-

عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما :-
أوحى الله إلى عيسى عليه السلام يا عيسى، آمن بمحمد، وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولاه ما خلقت الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه لا إله إلا الله فسكن

رواه الحاكم في مستدركه ووافقه ابن حجر .

         * البيان *

دلائل اولية حضرة النبيﷺ من القرآن :-

  • أولية النبيﷺ في العبادة والخلق :-

قال تعالى:- [قل إن كان الرحمن ولد فأنا أول العيدين ( الزخرف) ] وأول عابد هو أول مخلوق .

أوليته في الإسلام :-

قال تعالى [ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ [ سورة الأنعام ]

أولية النبيﷺ في النبوة علما وتقديرا قبل ظهوره:-

قال تعالى :-. [ وإذ أخذ الله ميثق البيس لما اتيتكم من كتب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما منكم لتؤمن به ، ولت مرنة ، قال أقررتم وأخذتم على ذاليكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشهدين ﴾ [ سورة آل عمران : ۸۱ ] [ الأنبياء : ۱۰۷ ]

     * من اقوال العارفين في ذلك *

[[ قال العارف بالله عبد العزيز الدباغ:- لولا نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما ظهر سر من أسرار الأرض ، ولولاه ما تفجرت عين من العيون ، ولا جرى نهر من الأنهار ، وإن نوره ﷺ يفوح في شهر مارس ثلاث مرات على سائر الحبوب فيقع لها الإثمار ببركته ولولا نوره ﷺ ما أثمرت .

وإن الذات البشرية من المؤمنين تكل أحياناً عن حمل الإيمان فتريد أن ترميه فيفوح نور النبي ﷺ وسلم عليها فيكون معيناً لها على حمل الإيمان فتستحليه وتستطيبه ( أي أن الإيمان محفوظ بسبب اتصاله بنور النبي ﷺ والدليل على ذلك :- )

قال الشيخ الدباغ رضي الله عنه:- ولقد وقع لبعض أهل الخذلان نسأل الله السلامة أنه قال ليس لي من سيدنا محمد ﷺ إلا الهداية إلى الإيمان وأما نور إيماني فهو من الله عز وجل لا من النبي ﷺ

فقال له الصالحون : أرأيت إن قطعنا ما بين نور إيمانك وبين نوره ﷺ وأبقينا لك الهداية التي ذكرتها أترضى بذلك قال نعم رضيت فما تم كلامه حتى سجد للصليب وكفر بالله وبرسوله ﷺ ومات على كفره نسأل الله السلامة ]].

( ولعل أمر الله تعالى بالصلاة على النبي سببا في تقوية النور المحمدي للإيمان في القلب ولذلك تجد كل من أكثر الصلاة علي آلاف مؤلفة بالعدد اذداد النور المحمدي في قلبه فيصبح قلبه مرآة صافية بالإيمان والنور فيري حضرة النبيﷺ كثيرا مناما أو يقظة)

والعارفين يشاهدون سيد الوجود ﷺ ويشاهدون ما أعطاه الله عز وجل وما أكرمه به ربه بما لا يطيقه غيره ، ويشاهدون المادة ( اي نور النبي ) سارية من سيد الوجود إلى كل مخلوق في خيوط من نور قابضة في نوره ممتدة إلى ذوات الأنبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام وذوات غيرهم من المخلوقات ، فيشاهدون عجائب ذلك الاستمداد وغرائبه ]]

{ الإبريز لاحمد بن المبارك }

( ومن بركة اسمه واوليته أن جمع الله عز وجل عدد الانبياء والمرسلين في حروف اسمه وفي ذلك قال:-

[[ العارف بالله أبوا المواهب الشاذلي:- أن اسم « محمد » الميم الأول منه إذا قلت : « ميم » كان ثلاثة أحرف ، و « الحا » حرفان : حاء وألف والهمزة لا تعد لأنها ألف ، والميمان المضعفان كذلك ستة أحرف والدال كذلك دال ( ألف لام ) . فإذا عددت حروف اسمه كلها ظاهرها وباطنها حصل لك من العدد ثلاثمئة وأربعة عشر ( ٣١٤ )

( توضيح :- الميم = ٩٠ / حا = ٩ / ميم = ٩٠ / ميم = ٩٠ / دال = ٣٥ فيكون المجموع ٣١٤ )

(٣١٣) على عدد الرسل الجامعين للنبوة ( وكذلك عدد الصحابة في غزوة بدر ) ]]

{ قوانين حكم الاشراق لأبو المواهب الشاذلي}

المراجع:- كشف الخفاء للعجلوني الشرح الصغير، للدردير، ومعه حاشية الصاوي قوانين حكم الاشراق لأبو المواهب الشاذلي الابريز في مناقب عبد العزيز الدباغ لاحمد بن المبارك بلوغ الاماني التيجاني

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين