حديث النبي ﷺ عن استغفاره من الغين
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

حديث النبي ﷺ عن استغفاره عن الغين

روي عن حضرة النبي ﷺ

إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة

( أخرجه الإمام مسلم والبيهقي في السنن )

  • قال العارف بالله عبد القادر بمن مغيزل الشاذلي:-

قول النبي ﷺ إنه ليغان على قلبي :

لأنه منزه عن شهود الأغيار التي هي حجاب عن شهود الحق تعالى ولأنه لم يزل حاضراً مع الله تعالى شاهداً لتجلياته على الدوام.

وإنما المراد بقوله ( الغين ) اختلاف التجليات الواردة على قلبه لأن كل تجلي من التجليات غير التجلي الآخر

كما أن التجلي الصفاتي غين وحجاب عن التجلي الذاتي لأنه لا عينه

فحينئذ ( الغين ) الوارد على قلب النبي ﷺ إنما هو اختلاف التجليات على كثرة أنواعها لا غير ذلك. .

  • وقال العارف بالله أبو الحسن الشاذلي :

لقد أشكل علي معنى قول النبي ﷺ إنه ليغان على قلبي فرأيت الرسول ﷺ وهو يقول لي. يا مبارك ذاك غين الأنوار لا غين الأغيار .

  • وقال الشيخ عبد السلام المقدسي :

  • ليس هذا الغين غين حجاب ولا غفلة ومن ظن ذلك برسول الله ﷺ فقد أخطأ في حقه وأساء ظنه به

وإنما كان يستغرقه أنوار التجليات فغيب بذلك الحضور ثم يسأل الله تعالى أن يستر عليه حاله فيطلب المغفرة وهي الستر لأنها مأخوذة من الغفر

فكأنه سأل ستر حاله عليهم لأن الخواص لو دام لهم التجلي وما يكاشفهم به لتلاشوا في ظهور سلطان الحقيقة فالستر لهم هناك رحمة

وأما الستر للعوام فعقوبة لأنه حجاب لهم وغطاء على أعين بصائرهم فإنهم مستورون عنه بغيره والخواص مستورون به عما سواه

والستر حينئذ ليس ستر حجاب شهود الأغيار بل إنما هو ستر نور الذات المحرق المهلك لسائر الموجود وهي التجلي الذاتي بنور تجلي الصفات الرحمانية .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم . وضلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد . وعلى آله وصحبه أجمعين

  • المراجع:-

  • صحيح الإمام مسلم

  • لطائف المنن لإبن عطاء الله السكندري

  • حل الرموز لعبد السلام المقدسي

  • كتاب الكواكب الزاهرة في إجتماع الأولياء بسيد الدنيا والآخرة لعبد القادر بن مغيزل الشاذلي .