حديث النبيﷺ عن طهارة أهل بيته ج٢
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

  • طهارة أهل البيت من الرجس ج٢ *

ثم قال بهاء الدين البيطار:-

لعلك تقول لماذا لم يقول المولي عز وجل إنما أراد الله بل قال { إنما يريد } بصيغة الماضي

لأنه أبلغ في التحقيق لثلا يتوهم أنه أراد ذلك بمن كان في زمن النبي ﷺ خاصة فأتي بصيغة الحال والاستقبال ليفيد أن الأمر مستمر دائم إلى قيام الساعة

فتنسحب الإرادة على كل من ظهر منهم أو يظهر إلى قيام الساعة حتى نعلم دخول جميعهم في هذا التعظيم والتكريم بدون أن يشذ فرد منهم عن هذا الحكم

فإن قلت قد ذكرت أن أهل البيت - قدس الله أسرارهم - أذهب الله عنهم الرجس والرجس هو القذر ولا أقذر من الذنوب والمعاصي فلو وقع من أهل البيت في معصية هل بسمي عاصيا أم لا؟

قلت نعم أطلق عليه اسم المعصية كما أطلقها الله على سيدنا آدم عليه السلام في قوله تعالى : { وعصى آدم ربه فغوى . ثمَّ اجْنَبَهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى }

فسيدنا آدم عصی ( نسيانا ) فاجتباه ربه فتاب عليه وهدى

وأهل بيت رسول الله ﷺ أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قبل المعصية فلا تناط بهم المعاصي عند الله سبحانه وتعالى

حتي وإن أطلقت في الظاهر عليهم معصية حتى أن الحدود الشرعية تقام عليهم والديون تؤخذ منهم

ولكن مقامهم عند الله الطهارة فلو وقعوا في المعاصي فوقوعهم فيها كوقوع الخليل سيدنا ابراهيم عليه السلام في النار فكانت عليه بردا وسلام فهكذا وقوع أهل البيت في الأثام

وهذا المعنى لا ينافيه قول النبي ﷺ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها

لأن ذلك حكم الاسم الظاهر وما ذكرناه من منزلة أهل البيت هو حكمهم عند الله تعالى في باطن الأمر.

الا ترى أن ماعزا له أقام عليه الحد رسول الله ﷺ ولم يقبل النبي ﷺ أن يذمه أحد أو يهينه فأهل البيت لا يجوز ذمهم ولا الطعن فيهم بتعاطي المعاصي ولو أقيمت عليهم الحدود،

فإقامة الحدود عليهم مع أنهم داخلون مع رسول الله ﷺ في قوله تعالى { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وَمَا تَأخَّرَ)

من قبيل الأمراض والمصائب التي تصيبهم في الدنيا فهي عندنا درجات وعند الجاهلين بمقامهم عند الله تعالى الله تكفير سيئات

وإذا كان الله تعالى يعتق من النار من اسمه «محمد» كرامة لحضرة النبي ﷺ سيدنا محمد فكيف لا يعتق من النار من هو من آل بيت محمد كرامة للنبي ﷺ

بل إن الله سبحانه وتعالى يعتق من النار موالي أهل البيت لقول النبي ﷺ

( مولى القوم منهم ) أخرجه الترمذي والنسائي

وفي رواية ( من أنفسهم ). أخرجه البخاري والبيهقي

{ الواردات الإلهية للبيطار ج٢ ص ٢٣١ بتصرف يسير } .

  • وقال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

أن أهل البيت النبوي يسلك بهم يوم القيامة مسلك أهل بدر وهذا مفهوم من أية التطهير، ولو دخل واحد منهم النار لكان غير مطهر من الذنوب وهو كغيره في المؤاخذة بالذنوب

وحاشاهم من هذا فإنهم مطهرون من سائر الذنوب وإذا كانوا مطهرين عند الله فلم يؤاخذهم بالذنوب، وإذا لم يؤاخذهم فلم يدخل واحد منهم النار وهذه فائدة التطهير

وروي عن النبي ﷺ أنه قال:.

وعدني ربي في أهل بيتي من أقر بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم

وعن سيدنا علي كرم الله وجهه أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول :

اللهم إنهم عترة رسولك فهب مسيتهم لمحسنهم وهبهم لي ففعل

{ الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة ج١ ص ١١٢ }

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين

  • المراجع :-

  • مستدرك الحاكم ومسند الإمام أحمد (فضائل الصحابة)

  • المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر

  • الواردات الإلهية لبهاء الدين البيطار طبعة العلمية

  • المواقف الروحية لعبد القادر الجزائري طبعة العلمية

.* انظر اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي

  • وانظر ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري 
  • الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة لعبد الواحد النظيفي طبعة العلمية .