حديث النبيﷺ عن محبة الله تعالى للعبد
المعرفة الإلهية و العقيدة

حديث النبيﷺ عن المحبة تم

روي عن حضرة النبيﷺ

إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

( متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه )

  • البيان *

دلالات الحديث علي حب الله تعالى لك هو القبول من حب العباد لك القريب والبعيد والتوفيق في كل عمل وعبادة

قال العارف بالله محمد بن الفضل علامة محبة الله عز وجل أربع خصال :

١- دوام ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان

٢- والفرح بالله عز وجل والأنس به سبحانه وتعالى

٣- وترك كل شاغل يشغلك عن ربك عز وجل

  • أقوال العارفين في المحبة *

قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى :. التوكل على الله سبحانه وتعالى له ثلاث درجات :

أولها : ترك الشكوي .

والثانية : الرضا

والثالثة : المحبة

فأما ترك الشكوي فلا تذكر حالك للناس فإنه يكون شكوى. وهذا حال الصالحين من خلقه

والرضا أن ترضي بما قسم الله عز وجل لك وهذا حال الابدال من عباده

والمحبة أن تكون محبته في قضاء الله عز وجل وهذا حال العارفين بالله تعالى { بهجة الأسرار }

  • وقال القشيري :-

المحبة أولها ترك الراحة في طاعة المحبوب عز وجل ( كما قال النبي ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها لما تورمت قدم النبي ﷺ من القيام فقال لها النبي ﷺ أفلا أكون عبدا شكورا ) وآخر المحبة هي بذل الروح

  • وقال أبو تراب النخشبي رحمه الله :

المحبة:. هي أن تستلذ ببلائه كما تستلذ بنعمائه فإن كل شئ يصدر عن محب واحد وهو الله سبحانه وتعالى

ومحبة واحدة وإرادة واحدة والمحبة لا تتغير كما أن المحبوب جل جلاله لا يتغير

وقال أيضاً : المحبة أن لا ترى الإحسان إلا من محبوبك وهو ربك عز وجل فتطيع مولاك فيما أمر به وأراده

ولهذا قال أحد العارفين :-

جبلت القلوب على حب من أحسن إليها فيا عجباً ممن لا يرى محسناً غير الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه ؟ .

  • وسألوا السيدة رابعة عن المحبة وكيف وصلت لذلك فقالوا لها بم أدركت ما أدركت؟ فقالت بكثرة دعائي هذا :-

اللهم إني أعوذ بك من كل شاغل يشغلني عنك ومن كل مانع يمنعني عنك..

  • قال الإمام الجنيد :-

الناس في محبة الله سبحانه وتعالى نوعان محبة عامة ومحبة خاصة

محبة العوام لمعرفتهم بدوام إحسانه وكثرة نعمه عز وجل عليهم فلم يتمالكوا إلا أن أحبوه إلا أنه تقل محبتهم لله تعالى وتكثر على قدر النعمة والإحسان

ومحبة الخواص هي المحبة للعظمة والكبرياء والتفرد بالملك والملكوت فلما عرفوا صفاته الكاملة لم يتمالكوا إلا أن أحبوه

ولو أزال المولي عز وجل عنهم جميع النعم بل لو أدخلهم النار لكانوا راضين ولا تتغير محبتهم له عز وجل

  • على قدر حبك لله تعالى يحبك الخلق

وعلى قدر خوفك من الله يخشاك الخلق

وعلى قدر شغلك بالله يشتغل فى أمرك الخلق

واذا خجلت من الله في حال الطاعة يخجل الله عز وجل - كرماً منه - من أن يعذبك حال المعصية .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

  • المراجع:-

  • صحيح البخاري ومسلم

  • مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب مختصر حلية الأولياء لمحمد بن الحسن الواسطي ج١

  • إحياء علوم الدين للغزالي ج٤

  • الرسالة القشيرية

  • بهجة الأسرار ومعدن الانوار في مناقب عبد القادر الجيلاني للشطنوفي

  • وانظر الطبقات لعبد الوهاب الشعراني وطبقات الخواص للزبيدي ترجمة الأئمة السالف ذكرهم

  • وانظر مناقب الأخيار لإبن الأثير الجزري