حديث النبيﷺ عن معرفة الله تعالى ج٣
المعرفة الإلهية و العقيدة

الوصول لمعرفة الله بلسان أهل الله ج ٣

      * { تذييل وبيان بلسان الأولياء } * 

استكمالا لما عرفته سابقا في الجزء الاول والثاني من باب المعرفة الإلهية تستطيع أن تفهم حكم واقوال العارفين بالله في باب المعرفة الإلهية فلا تري في كلامهم غموض أو غيره بإذن الله تعالى :

[[ قال أبو الحسن الدينوري:

المعرفة رؤية المنة من الله تعالى عليك في كل الأحوال والعجز عن أداء شكر المنعم من كل الوجوه والتبرؤ من الحول في كل شيء.

وقيل للشبلي :. بأي عمل يصل العبد إلى سيده فقال بالغيبة عن رؤية عملك والاعتماد على سابق فضله فمن طلبة بالمجاهدات فهو بعيد في عين مطالبته عن مطلوبه .]]

{ المختار من مناقب الأخيار ترجمة الدينوري والشبلي }

وقال السري السقطي:-

من علامة المعرفة بالله القيام بحقوق الله وإيثاره على النفس فيما أمكنت فيه القدرة .

وقال العارف بالله محي الدين ابن عربي في تلك المعاني السابقة :

ما تعامل به الخلق يعاملك به الحق وما تعامل به الحق يعاملك به الخلق .

[[ وقال السري السقطي:-

صحبت رجلاً يقول الناس عنه بأنه واله ( مجنون وهو ليس كذلك) صحبته لمدة سنة فقلت له ما هي المعرفة التي ليس فوقها معرفة ؟

فقال أن تجد الله أقرب إليك من كل شيء وأن تمحو من سرائرك وظواهرك كل شيء غيره فقلت له بأي شيء يوصل إلى هذا فقال بزهدك فيك وبرغبتك في مولاك قال السري فكان كلامه سبب انتفاعي بهذا الأمر .

[[ وقد ورد فيما أوحي إلى سيدنا داود :-

فإن أردت التقريب من حضرتي فاعبدني امتثالاً لأمري عبادة لا لذة فيها فإني لا يلتذ برؤيتي لعدم مجانسني لخلقي فليس أنا جسم ولا معنى حتى يلتدّ بي ]]

{ شرح حكم ابن العربي للملا موسي الكردي ص٨٠ }

وقال أحمد رضوان:-

[[ طريق الوصول إلى الله عزّ وجل هو طرح الأكوان والإقبال على الله وصحبة الأخيار فإذا خلا القلب عما سوى الله أدناه إلى حضرته.

فالعبادات والأوراد لا تفيد ما دامت عند العبد بقية تعلق بغير الله أو غفلة عنه ووقوع في معاصي الله .

[[ وقال ابي القاسم النصرآبادي:-

يمكن ادراك المعرفة بثلاثة أمور :-

١- بإتباع السنة ( قولا وعملا وحالا )

٢- وقرب الحق عز وجل بأداء الفرائض .

٣- والمحبة بالمواظبة على النوافل .

وقال ابي سعيد الخير:-

[[ الطرق إلى الحق سبحانه وتعالى بعـدد ذرات الوجود ولكن ليس هناك طريق أقـرب وأفضل من العمل على راحـة إنسان وقـد سلكت هذا الطريق. ]]

{ تذكرة الأولياء للعطار ترجمة الإمامان النصرآبادي وابي سعيد }

[[ وقال السري السقطي:-

من علامة المعرفة بالله القيام بحقوق الله وإيثاره على النفس فيما أمكنت فيه القدرة ولن يكتمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتي يؤثر شهوته على دينه ]]

{طبقات الصوفية وحلية الأولياء ترجمة السري بتصرف}

[[ وقال ذو النون المصري:؛

التوحيد أَنْ تعلم أن قدرة الله تعالى فِي الأشياء بِلَا مزاج وَصُنْعَهُ للأشياء بلا علاج وعلة كل شيئ صنعه، وَلاَ علة لصنعه، وليس في السموات العلا وَلاَ في الأرضين السُّفَلَ مدبر غير الله تعالى وكل مَا يُتَصَوَّرُ فى وَهْمِكَ فَالله بخلاف ذلكَ ]]

{ الكواكب الدرية ترجمة ذو النون المصري}

[[ وقال العربي الدرقاوي:

غاية المعرفة الاكتفاء بالله وعلامة المكتفي بالله أن لا يستوحش فإذا كان في حال العلو لا يشتاق لحال الدنو وإن كان في حال الدنو لا يشتاق لحال العلو ]]

( سلسلة أعيان المغرب الشيخ العربي الدرقاوي )

[[ وقال العارف بالله الحكيم الترمذي

الناس نوعين؛-

١ - عارف بنفسه شغله المجاهدة ورياضة النفس

٢- وعارف بربه شغله العبادة وطلب الرضي من ربه ]].

{ كشف المحجوب للهجويري }

وقال علي الخواص:-

[[[ من صح توحيده لله عز وجل انتفى عنه الرياء والإعجاب بالعمل وسائر الدعاوى المضلة عن طريق الهدى

وذلك لأنك تشهد جميع الأفعال والصفات ليست لك وإنما هي لله وحده سبحانه وتعالى ولا يُعجب أحد قط بعمل غيره ولا يتزيَّنُ به ]] .

[[ وقال علي الجمل:-

شغلك مع الله هو شغلك مع عباد الله وشغلك مع عباد الله هو شغلك مع الله من غير زيادة ولا نقصان لأنه لا موجود في الحقيقة إلا الله وحده.

وقال رضي الله عنه:-

إذا أردت أن تكون عبدا عبد لله حقاً فكن عبداً لعبيد الله حقاً تجد نفسك عبداً لله حقاً .

وإذا أردت أن تكون صادقاً مع الله فكن صادقاً مع عباد الله فذلك هو الصدق.

وإذا أردت أن تكون متواضعاً لله فكن متواضعاً لعباد الله فذلك التواضع لله .

وإذا أردت أن تكون شاكراً لله فكن شاكراً لعباد الله فذلك هو شكرك لله

وإذا أردت أن تعظم الله فعظم عباد الله فذلك هو تعظيمك لله هذا لعباد الله خصوصاً وعموماً .

وإذا تكبرت على عباد الله فأنت متكبر على الله

وإذا أسأت الأدب على عباد الله فقد أسأت الأدب مع الله وهكذا في بقية أفعالك واقوالك مع عباد الله تعالى

وحاصل ما سبق :

شغلك مع الله هو شغلك مع عباد الله من غير زيادة ولا نقصان لأنه لا موجود في الحقيقة إلا الله ولا في الوجود إلا الله والآيات من كتاب الله والأحاديث من كلام النبي ﷺ التي تصدق هذا المعنى كثيرة ]].

{ سلسلة أعيان المغرب }

[[ وقال أرسلان الدمشقي

إذا عرفته كانت أنفاسك به وحركاتك له، وإذا جهلته كانت حركاتك لك.

العابد ما له سكون، والزاهد ما له رغبة، والعارف ما له حول ولا قوة ولا اختيار ولا ارادة ولا حركة ولا سكون. اذا جئت بلا أنت قبلك وان جئت بك حجبك ]]

{ من رسائل الشيخ أرسلان الدمشقي }

[[من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز ومن شهدهم لا حياة لهم فقد جاز ومن شهدهم عين العدم فقد وصل ]]

( من حكم الإمام ابن العربي) .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم . وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد . وعلى اله وصحبه أجمعين.. . والي الجزء الرابع في تكملة باب المعرفة التالي : .