حديث النبيﷺ عن معرفة منزلتك عند ربك
المعرفة الإلهية و العقيدة

روي عن حضرة النبيﷺ

من أراد أن يعلم منزلته عند الله فلينظُرُ ما لله عنده

{ أخرجه البزار والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك وصححه من حديث جابر رضي الله عنه بلفظ: (من أحب أن يعلم...الحديث }

اقوال العارفين في ذلك:-

  • قال ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه :-.

إذا أردت أن تعرف قدرك عندهُ فَانظُرْ فيما يُقيمُك فيه

  • وقال عبد الرؤوف المناوي رضي الله عنه :-

المنازل على قدر النازل فإن وجهك للدنيا فقد أهانك أو أقامك بحقه متهاونا وبأمره فقد أحقرك أو شغلك بالخلق فقد صرفك أو للعمل فقد أعانك

أو فتح لك بابا في العلم فقد أرادك، أو إلى مناجاته فقد قربك وإن واجهك بالبلاء فقد هداك وإن رضيت به وعنه فقد فتح لك باب الرضى وهو أعظم الأبواب

فالأعمال علامات والأحوال كرامات والكرامات دليل والعلوم وسائل فإذا أحببت معرفة قدرك عند مولاك هل أدنى أو أعلى فانظر فيما استعملك فيه المولى عز وجل

فإن أقامَكَ في أسباب القرب فهو علامة على الحب، أو يسر لك أسبابَ التَّقوى، فقد هيأك لجواره في جنة المأوى

فعليك بتعظيم حرماته والتسارع إلى مرضاته فإنما هي أعمالك ترد عليك فيجازيك ويسوق جنسها إليك

وقد جاء في الحديث: (مَن أحب - وفي رواية "من أراد"، وفي أُخرى "مَنْ سرَّة " أن يعلم منزلته عند الله فلينظُرُ ما له عنده .

فإذا رأيت الحق سبحانه وتعالى بعيدا فأنت بعيد عنه وإن رأيته قريبًا فأنت قريب منه ( لانه عز وجل عند حسن ظن عبده به )

وإن أكرمت عِبادَهُ اكرمك وإن جللت أمره أعز قدرك وإن خفته أخاف منك مَنْ يخافَهُ وَإِنْ أحْبَبْتَهُ أحَبَّكَ وحببك إلي خلقه

واعلم أن أكبر المنازل عنده سبحانه وتعالى هو التعلق بأوصافه مع التَّحقق بأوصافك

بل أكبر الكرامات أن يكون ظاهرك إمتثالا لأمره وباطنك مُستسلما لقهره ( من قضاءه وقدره ) وإن شئتَ قُلتَ الصدقُ في العبودية والقيام بحق الربوبية

  • وقال ابن عجيبة الحسني رضي الله عنه :-

إذا أردت أن تعرف قدرك عند مولاك هل أنت من المكرمين أو من المهانين فأنظر ( الي حالك مع ربك )

فإن كنت تمتثل أمره وتجتنب نهيه وتسارع في مرضاته وتتحبب لأوليائه وأحبائه من خلقه فأنت من المكرمين المعظمين

وأن كنت تتهاون في أمره وتتساهل في نواهيه وتتكاسل عن طاعته وتهتك حرمانه وتعادي أوليائه فأنت من المحرومين المطرودين إلا أن تتدركك عناية من ربك رب العالمين.

وفي الحديث القدسي عن حضرة النبيﷺ يقول الله تبارك وتعالى :

أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير والشر فطوبي لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يده وويل لمن خلقته للشر وأجريت الشر على يده

وفي رواية عن حضرة النبيﷺ :-.

من أراد أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله تعالى من قلبه فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزله العبد من نفسه .

  • وقال الفضيل بن عياض رضي الله عنه:-

إنما يطيع العبد ربه علي قدر منزلته منه .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

  • المراجع :-

  • مسند البزار والطبراني والحاكم في المستدرك

  • الحكم العطائية لإبن عطاء الله السكندري

  • الدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية لعبد الرؤوف المناوي طبعة كشيدة

  • إيقاظ الهمم شرح الحكم العطائية لإبن عجيبه الحسني ( بتصرف يسير ) طبعة العلمية

  • غيث المواهب العلية شرح الحكم العطائية لإبن عباد النفري طبعة العلمية .