حديث النبيﷺ عن مفاتيح خزائن الأرض
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

روي عن حضرة النبيﷺ :-

أنّ النبي ﷺ خَرَجَ يوما فصلى على أهل أُحُدٍ صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فَرَطٌ لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لَأَنْظُرُ إلى حوضي الآن

وإنِّي أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرْضِ أو مفاتيح الأرْض وإنِّي والله ما أخَافُ علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا بعدي ولَكِنْ أخَافُ علَيكُم أنْ تَنَافسوا فِيهَا.

{ أخرجه البخاري عن عقبة بن عامر }

  * البيان * 

  أن النبي ﷺ فرط من لا فرط له يوم القيامة وأن حوض النبي ﷺ يوم القيامة ثابت ولا شبهة في ذلك وأن الله عزّ وجل أعطاه مفاتيح خزائن الأرض

وأن كل من آمن بالنبي ﷺ فإنه بإذن الله تعالى في أمان الله تعالى وحفظه من الشرك وتلك بشارة لأمة النبي ﷺ

ولكنه يخشى على أمته ﷺ من إقبال الدنيا وفتنها والتنافس فيها وما يكون منها من حسد وغل وبغض وكره ....الخ .

     * اقوال العارفين في ذلك * 
  • قوله ﷺ أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرْضِ :-

قال محيي الدين ابن العربي:-

كل نبي وولي إنما يأخذ بواسطة روحانية النبي ﷺ فمن الأولياء من يعرف ذلك ومنهم من لا يعرفه .

  • وقال أبو الحسن البكري:-

[[ ما أرسل الرحمن أو يرسل من رحمة تصعد أو تنزل من ملكوت الله أو ملكه إلا وطه المصطفى ﷺ واسطة فيها وأصل لها يعلم هذا كل من يعقل النبي ﷺ فهو باب الله لكل امرئ من غير باب المصطفى لا يدخل ]]

{ من قصيدة البكري بتصرف } .

  • وقال عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس :

كل من حصلت له الرحمة في الوجود أو خرج له قسم من رزق الدنيا والآخرة الظاهر والباطن والعلوم والمعارف والطاعات إنما خرج له ذلك على يد رسول الله ﷺ وبواسطته.

وهو الذي يقسم الجنة بين أهلها ولذلك اعتبر العلماء هذا من خصائص النبي ﷺ بأنه أعطي مفاتيح الخزائن

أي أعطي مفاتيح خزائن أجناس العالم فيخرج لهم بقدر ما يطلبون بحسب القسمة الإلهية فكل ما ظهر في هذا العالم فإنما يعطيه سيدنا محمد ﷺ حيث بيده المفاتيح

فلا يخرج شيء من الخزائن الإلهية إلا على يديه ﷺ وهو معنى اسمه الخليفة فهو المرآة الكبرى والمجلى الأعظم وأقواله وأفعاله كلها دائرة على الدلالة على الله والتعريف به ولا نهاية للمعرفة

فما دام الإنسان يترقى فيها فهو مغترف من بحر النبي ﷺ ومستمد منه حتى الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين كلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

فغاية الأمر أن صاحب الفناء لا يشعر بذلك وقت فنائه في الله لغيبته فيما فني فيه حتي الفتح الرباني للعارفين أيضا من خزائن الحق سبحانه وتعالى

فلا يفتح علي العبد الا بواسطة النبي ﷺ فكثير من أئمة الطريق العارفين بالله تعالى والذين هم قدوة لعباد الله عز وجل قالوا :-

إن الاشتغال بالصلاة علي النبي ﷺ من أعظم أسباب الفتح على العبد وإنها تقوم مقام الشيخ في التربية وقد وصل بها إلى معرفة الله تعالى كثير من العارفين ولم يكن لهم شيخ غير ذلك

وإذا حصل لعبد أن فتح الله تعالى عليه بواسطة بعض خلفائه من العارفين فإنه يستغني عنهم بعد الوصول إلى المعرفة ولكنه لا يستغني عن رسول الله ﷺ

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

  * المراجع * 
  • الفتوحات المكية لمحي الدين ابن العربي
  • شواهد الحق بالتوسل بسيد الخلق لإسماعيل النبهاني قصيدة ابو الحسن البكري
  • تقريب الأصول وتسهيل الوصول إلى معرفة الله والرسول للزيني دحلان ص ١٨٢- ١٨٤ .