حديث النبيﷺ لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ج٢
المعرفة الإلهية و العقيدة

حديث النبيﷺ لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ج٢ .

  • الإشارة الرابعه في الحديث:-

ومن إشارات الحديث عدم الاعتماد علي عبادة الله لأجل سبب ديني أو دنيوي بل عبادة خالصة لله تعالي وحده

قال النفري في المخاطبات :-

يا عبد :-   اعمل ولا تنظر إلى العمل تصدق ولا تنظر إلى الصدقة إنك لا ترى أعمالك وإن كانت حسنة أهلا لنظري فلا تدخل بها إلى

إنك إن جئتني بالعمل جئتك بالمحاسبة وإن جئتني بالعلم جنتك بالمطالبة وإن جئتني بالمعرفة جئتك بالحجة وحجتى ألزم

أخرج من علمك وعملك ومعرفتك وصفتك واسمك ومن كل ما بدا لتلقني وحدك .

إن لقيتني وبيني وبينك شيء مما بدا لقيتك وبيني وبينك شيء ما بدا وأنا أحق بما بدا فأنا الذى خلقته وقد تخليت عنه حبا في قربك فلا تلقنی به فليس حسنة منك

لا تخرج من بيتك إلا إلى رضاى تكن في ذمتي وأكن دليلك القنى وحدك مرة أو مرتين كل يوم وفى إدبار الصلوات

أحفظ لك ليلك وأحفظ لك نهارك وأحفظ لك قلبك وأحفظ لك همك وأحفظ لك عزمك

أتدري كيف تلقائي وحدك أن ترى هدايتي لك بفضلى لا أن ترى عملك وأن ترى عفوى لا أن ترى علمك رد على علمك وعملك آخذه بيدى وأثمره ببركتى وأزيد فيه بکرمي ]]      { المخاطبات للنفري } . .

وقال عبد القادر الجزائري:-

كل من عبد الله تعالى خوفاً من النار وطلباً للجنة أو ذكر الله لتوسعة الرزق وصرف الجاء إليه أو لرفع شر ظالم أو الحديث من فعل العبادة الفلانية

أعطاه الله كذا من الأجر فهذه كلها عبادة معلولة إلا بالفضل والمنة من الله عز وجل إلا أن تكون هذه الأشياء المذكورة من ( جنة وثواب وغيره ) غير مقصودة وخطورها تابعاً لا حاملاً فلا بأس به

كما قال تعالى : ﷽ ( فَمَن كان يرجو لقاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بعبادة ربه أحدا )

والحق تعالى أمر عباده أن يعبدوه مخلصين له الدين أى العبادة أو الجزاء بأن لا يطلبوا جزاء إلا وجهه وهو يهب لهم الأجور والدرجات ويقيهم السيئات والمكروهات

( أي كل عبادة فيها رياء أو طلب جنة أو ثواب فقد اشركت شركا خفيا لأنك جعلت العمل لما تريده وليس لوجه الله فلو لم يكن هناك جنة أو ثواب الا يستحق ربك أن تعبده

فكأنك جعلت ربك وسيلة الي طلبك وجعلت الجنة والثواب ربك فكنت كالمستهزئين بالله هذا شرك الغرض وهو غرض الجنة

وأن كل ما سوى الحق إذا قصد مع الحق في العبادة فهو شريك والشريك معدوم مستور اسم بلا مسمى .

فإذا رحمك الله تعالى بمعرفة نفسك صح لك الإخلاص وتصير الجنة والنار والأجر والدرجات وجميع المخلوقات كأن الله عز وجل لم يخلقها

فلا تعظمها إلا من حيث اعتبرها الحق تعالى شرعا وحكمة لأنه حينئذ تعرف أن الفاعل هو ربه عز وجل

فليس العبد فاعلا خالقا لأفعاله الاختيارية كما ينسب إلى المعتزلي . وليس العبد فاعل مجبور كما يقوله الجبري

ولا كما يقول جميع الطوائف من الحكماء والمتكلمين لكن نسبة الفعل إلى العبد شرعا وترتيب الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية فمن وجه آخر .]]

{ المواقف الروحية للجزائري الموقف رقم ٤ } . .

  • وقصة العابد الذى عبد الله خمسمائة سنة في جزيرة ، والتي وردت في الحديث الشريف ، معروفة لنا جميعاً

ففي الحديث القدسي يقول :-

يقول الرَّبُّ ادخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: يَا رَبِّ، بل بعملي فيقول الرب ادخلوا عبدي الجنة برحمتي فَيَقُولُ بَلْ بعملي

فيقول الله عَزَّ وجل للملائكة قَايِسُوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نِعْمَةُ البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نِعْمَةُ الجسد فَضْلًا عليه

فَيَقُولُ أَدْخِلُوا عبدي النار قَالَ فَيُجَرُّ إِلَى النار فينادي رَبِّ برحمتك ادخلني الجنة، فَيَقُولُ رُدُّوهُ فيوقف بين يديه ( عز وجل)

فيقول يا عبدي، مَن خلقك ولم تَكُ شيئا؟ فَيَقُولُ: أنت يَا رَبِّ، فيقول كان ذَلِكَ من قِبَلِكَ أو برحمتي؟ فيقول: بَلْ برحمتك، فَيَقُولُ مَن قَوَّاكَ لعبادة خمس مِائَةِ عَامٍ؟ فيقول أنت يا رب،

ثم يقول في اخر الحديث:-

فقال الله عَزَّ وَجَلَّ: فذلك برحمتي وبرحمتي أُدْخِلُكَ الجنة ادخلوا عبدي الجنة فَنِعْمَ العبد كنت يَا عبدي فيدخله الله الجنة

قَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا مُحَمَّدُ

{ أخرجه الحاكم في المستدرك}

فأفهمه الحق سبحانه وتعالى أن عبادته كانت بتوفيق الله فعاد لرشده وقال بل برحمتك يا رب فانظر إلى هذا العابد الذي عبد ة خمسمائة سنة وكاد أن يدخل النار لاعتقاده فى نفسه أنه يستحق الجنة ]]

{ المفاخر للجزار ص ٦٨ و٦٨ }

والي الجزء الثالث في بيان الحديث :- .