رؤية النبي ﷺ ووجوده في كل مكان وزمان ج٢
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

رؤية النبي ﷺ ووجوده في كل مكان وزمان ج٢

  • وقال العارف بالله جلال الدين السيوطي:-

إن جسده الشريف لا يخلو منه زمان ولا مكان ولا محل ولا عرش ولا لوح ولا كرسي ولا قلم ولا بر ولا يحر ولا سهل ولا برزخ ولا قبر

وإن امتلاء الكون الأعلى به كامتلاء الكون الأسفل به وكامتلاء قبره فتجده مقيما في قبره وفي ذات الوقت طائفا حول البيت وفي ذات الوقت مقيما بين يدي ربه تام الانبساط بإقامته في درجة الوسيلة .

ألا تری الرائين له يقظة أو مناما في أقصى المغرب يوافقون الرائين له كذلك في تلك الساعة في أقصى المشرق وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحـد .

  • كيف يصح أن يظهر جسم واحد في جميع الأماكن ؟

قال الإمام السيوطي:-

فإن قيل كيف يصح أن يظهر جسم واحد في جميع الأماكن في وقت واحد ؟ فالجواب :

إن من كذب على النبي ﷺ فقد استحق والعياذ بالله تعالى الصد ومن أحدث في أمره الشريف ما ليس منه فهو رد ولا يصح قول إلا بدليل

فأما الدليل النقلي :

ما رويناه في عوالينا الصحيحة والمسانيد الثابتة عند جميع الحفاظ وأهل المعاني

أنه ﷺ ليلة أسري به رأى أخاه موسي قائما يصلي في قبره مجانبا إلى بيت المقدس ورأه أيضا بين يديه وصلى سيدنا موسى خلفه مقتديا به أسوة بالاتبياء عليهم السلام ثم فارقه وصعد النبي ﷺ إلى السماء الرابعة فوجده فيها أو في غيرها على ما روي .

. فإذا كان هذا لسيدنا موسى فكيف بالنبي ﷺ وهو خاتم النبيين وفضله ربه علي العالمين

فنبينا ﷺ يكون موجودا في كل مكان وفي كونه مقيما بقبره أحق ، وأحرى وأولى لوجود موسى في السماء الرابعة والسادسة ، مع أن سيدنا محمد ﷺ فارقه في بيت المقدس وفارقه في قبره قائما يصلي

لكن يختص نبينا ﷺ بامتداد الكون به عن سيدنا موسى وعن غيره لأنه تقرب وترقى ليلة الإسراء إلى ما لا قدرة لملك مقرب ولا نبي مرسل على الوصول إلى تخطية خطوة منه

ولذلك تخلف رئيس الملائكة جبريل الا عند سدرة المنتهى محتجبا بقوله :

« وما منا إلا له مقام معلوم » [ سورة الصافات ] .

والدليل العقلي :-

ما ثبت في الأسانيد الثابتة وثابت عند إمام الأئمة الحفاظ الإمام البخاري وغيره:-

من أن الملكين يقولان للميت في قبره :-

ما تقول في هذا الرجل ؟ ( فيري النبي ﷺ. لأن اسم الإشارة ( هذا ) لا يشار به إلا للحاضر هذا هو الأصل في حقيقة معناه .

وقول بعض المحدثين يمكن أن يكون النبي حاضرا في الذهن فهذا خطأ ولا سبيل إليه لأنا نقول له ما الذي دعاك إلى هذا التجوز والعدول عن الحقيقة ؟ .

فوجب أن يكون حاضرا بمثال جسده الشريف فإذا سئل الملك ألف ميت عن النبي ﷺ بقوله ( هذا ) في وقت واحد لكان النبي ﷺ عند كل واحد منهم بمثال جسده

فيثبت بهذا أن النبي ﷺ ملأ الكون وأنه تصرف فيه وأن النبي ﷺ ملأ العوالم كلها العلوية والسفلية لأنه لو لم يكن الأمر كذلك لزم منه أنه متى سار يصير قبره خاليا منه ويكون الزائر إنما يزور الضريح فقط وهذا لا يقول به أحد

وقول النبي ﷺ :

من رآني في المنام فسيراني في اليقظة متفق عليه . من أصرح صريح وأدل دليل وأقوى برهان وأثبت حجة على ذلك فكم من رأي النبي في المشرقين والمغربين.

كذلك قوله فسيراني يقظة لا يصح أن نقيد ونحدد معني الحديث على رؤية النبي ﷺ في الآخرة فقط

لأن سائر الأمم يومئذ سوف تري النبي ﷺ سواءا كانوا قد رأوا النبي في الدنيا أو لم يروه

. [] وقال الأبشيهي في المحاسن :

ومن محاسن ما نقله المجد اللغوي في كتابه ما روي عنه أنه ﷺ قال من صلى على روح محمد في الأرواح وعلى جسده في الأجساد وعلى قبره في القبور

رآني في منامه ومن رآني في منامه رأني يوم القيامة ومن رأني يوم القيامة شفعت له ومن شفعت له شرب من حوضي وحرم الله جسده على النار . . وإلي الجزء الثالث من بيان الحديث:- .