رؤية النبي ﷺ ووجوده في كل مكان وزمان ج٤
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

  • رؤية النبي ﷺ ووجوده في كل مكان وزمان ج٤ *

تابع بيان أن النبي ﷺ موجود في كل مكان وزمان:-

قال العلامة الحلبي :

ومن الأدلة العقلية والنقلية أيضا أن الله تبارك وتعالى جعل النبي ﷺ شاهدا على أعمال العباد خيرها وشرها

قال سبحانه وتعالى تعالى:- ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )

والشاهد لابد أن يكون حاضرا للمشهود عليه وناظرا للمشهود اليه فعلمنا من ذلك أن النبي ﷺ ملأ كل عالم وحاضر في كل مكان .

  • وقال العارف بالله أحمد الرفاعي:-

إن رسول الله ﷺ ا يسير كيف يشاء و يحضر متى شاء في العالم على حالته التي كان عليها وكل من لم يره فليأخذ في علاج روحه

فإن كان مريضا في روحه يحجب عنه وأما مرض الأجسام فلا يمنع من رؤية النبي ﷺ وما من مرض يصيب روح العبد إلا كان حجابا له عن رؤية النبي ﷺ

{ النفحات الربانية للعارف بالله أحمد رضوان ص ١٨٠ }

.

  • كل عمل من أعمال الشرع يحضره النبي ﷺ *

ااذا كنت تصلي وتسلم على حضرة النبيﷺ فإنه يسمعك أو يبلغه ملك من الملائكة واذا ناديته بصدق قلب وسلمت عليه يرد عليك

ويحضر مثال النبي من الروضة وليس ذاته الشريفة لعلو مقامه بل مثال ذاته أو ترفع الحجب بينك وبينه فيراك ويسمعك وكل عمل من أعمال الشرع يحضره النبي ﷺ سواء علمت ذلك أم لم تعلم

فإذا حضرت الصلاة كان موجودا أو حج أو عمرة اوصيام أو أضحية اوصدقات أو عيادة مريض أو صلة الرحم

كل عمل مشروع يحضره حضرة النبيﷺ لأن النبي ﷺ بملاء الكون كله بمثاله الشريف أو برفع الحجب فلا تتعجب من ذلك لأن من الناس من يري النبي مناما في المشرق والمغرب والشمال والجنوب والليل والنهار

والكل يري النبي ﷺ مناما في وقت واحد وأهل الخصوص من العارفين يرونه يقظة ومناما فلا حرج علي فضل الله تعالى

فأنت اليوم من خلال شاشة واحدة من جهاز الكمبيوتر او التليفون أو غيره تستطيع أن تشاهد وتسمع شخص مهم كرئيس دولة أو ملك يتكلم مع الناس وكل الناس في الأرض يشاهدونه ويسمعوه

وهذا الجهاز من الموبايل او التلفاز أو غيره صنع بشر فكيف بخالق البشر سبحانه وتعالى هل يعجز ربك عز وجل أن يميز حبيبه سيدنا محمد بخاصية الحضور في كل الارض ليري أمته وشريعته وتراه أمته مناما أو يقظة في وقت واحد .

  • قال العارف بهاء الدين البيطار:-

قال لي بعض الناس معترضا دائما تقول يا رسول الله ياسيد السادات فكيف تخاطبه وقد مات والميت لا يجيب

فقلت له إنك لم تفهم معنى الموت ما هو فقال ما هو؟ فقلت له الموت معناه عزل ولاية إلى ولاية غيرها

بمعنى أن الروح تعزل عن تدبير معاش صورة خاصة وتتولى تدبير صورة غير تلك الصورة بل تدبير صور كثيرة على مقام الميت

الا ترى أنك ترى في المنام فلانا بصورة فلان فحياة الموت أعظم من الحياة المعروفة عندن

فالحياة المعروفة حياة طبيعية تحت حكم العناصر الأربعة التراب والهواء والماء والنار والعناصر مقيدة مع الروح

بخلاف حياة الموت فإنها ذاتية مطلقة وهذه الحياة الذاتية روي فيها حديث النبيﷺ الذي رواه البخاري في صحيحه أن أباسعيد الخدري قال له ( النبي ﷺ )

إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. { أخرجه البخاري ومالك والشافعي }

فهل يشهد إلا من سمع الشهادة وعقلها ومن يسمع الشهادة ويؤديها فهو حي

فهذه هي الحياة الذاتية وبها يُسأل الميت ويجيب أليس قد قال رسول الله ﷺ عن جبل أحد الذي هو من جبال المدينة المنورة

{ أحد جبل يحبنا ونحبه }. { متفق عليه }

فهل الجبل يحب رسول الله إلا لإدراك كمالات رسول الله ﷺ وهل يُدرك كمالات المصطفى إلا حي عالم عاقل ؟

فهل رتبة ومقام رسول الله ﷺ عندك بعد الموت أقل من التراب والأحجار والأشجار التي تسمع المؤذن وتشهد له

أو رتبة النبي ﷺ أقل من رتبة جبل أحد الذي عقل رفعة قدر النبي ﷺ وأحبه؟ وهل تكون صفة الحب إلا لمدرك عالم بقدر المحبوب .

فهل كمالات رسول الله ﷺ الله في نقص أم في زيادة بل في زيادة

فحياة النبي ﷺ في برزخه من جملة كمالاته فلو لم ترد حياته بعد موته لقلنا بأنه انتقل من كمال إلى نقص أيقال هذا في حق رسول الله أم يقال أنه دائما في ترقي

ألا تري أن النبي ﷺ اختلفت مشاهدته لسيدنا موسى عليه السلام في الإسراء والمعراج

فرآه قائما يصلي في قبره ورأه يصلي خلفه في المسجد الأقصى ورأه في السماء السادسة وراجعه مراراً في سؤال التخفيف عن الأمة في عدد الصلوات

فحضرة النبي ﷺ دائما في ترقي ولذلك أخاطب النبي ﷺ في أي مكان واقول يا سيد السادات وأقول يا رسول الله لاعتقادي بسريان حياته في الكون كله وهذا الذي أعتقده وأدين الله به .

{ الواردات الإلهية للبيطار ص ١٣٩ بتصرف يسير} .

وإلي الجزء الخامس والاخير من بيان الحديث :- .