عصمة بيت النبوة سيدنا عيسى ج١
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا عيسي ج١ * تم

  • سبب وصفه روح الله دون غيره :-

قال سبحانه وتعالى:-﷽

{رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} ( النساء)

قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

[[ أن سبب تخصيصه بهذا الوصف أن النافخ له من حيث الصورة الجبريلية ( اي سيدنا جبريل ) هو الحق تعالى لا غيره

فكان بذلك روحا كاملاً مظهرًا لاسم الله صادرًا من اسم ذاتي ولم يكن صادرًا من الأسماء الفرعية كغيره ولا كان بينه وبين الله تعالى وسائط

فإن الكلمة إنما هي من باطن اسم الله وهويته الغيبية ولذلك طهر الله تعالى جسمه من الأقذار الطبيعية لأنه روح متجسدة في بدن مثالي روحاني.

وقال سفيان بن عيينة:-

إنما كان سيدنا عيسى عليه السلام لا يشتهي النساء لانه لم يخلق من نطفة ( منبعها شهوة الأب والأم معا وانما بكن فيكون ). { الكواكب الدرية للمناوي } . .

  • قوله جل جلاله ﷽ { وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ }

قال العارف بالله أبو السعود بن الشبلي :-

لأنه روح الإله ومن خصائص الأرواح إنها لا تطأ شيئاً إلا حيى ذلك الشيء وسرت الحياة فيه

ولهذا لما وضع السامري قبضة من أثر فرس جبريل في العجل أصبح له صوت وخور وكان السامري عالما بهذا الأمر

فكان الإحياء لله تعالى والنفخ لعيسى كما كان النفخ من سيدنا جبريل والكلمة لله تعالى.

وأما ما كان ما يحدث له من الشدة وإحياء الموتى فهو من جهة نفخ جبريل في صورة البشر ولذلك كان عيسى لا يحيي الموتى إلا حتى يتلبس بتلك الصورة ويظهر بها

ولهذا وقع الخلاف بين الناس وجعل بعضهم يعتقد حلول الإله فيه أو الاتحاد به

فمن نظر فيه من حيث صورته البشرية قال هو ابن مريم ومن نظر فيه من حيث الصورة الممثلة البشرية قال هو ابن جبريل ومن نظر فيه من حيث إحياء الموتى قال هو روح الله وكلمته .

  • } قوله تعالى تعالى فتمثلَ لَهَا بَشَرًا سَونا }

قال العارف بالله البيطار :-

لعلك تقول إن الله تعالى قال في حق جبريل فتمثلَ لَهَا بَشَرًا سويا ومعنى السوي إنه تام الأعضاء بلا نقص عضو فجبريل حينئذ له ذكر كسائر البشر

وحيث إن الله سماه في تلك الحال بشرا سويًا فلماذ لا يجوز أنه واقع مريم بجماع بشري فحملت بعيسى ويكون إرسال جبريل من الله الإذن له بنكاحها

والجواب أن ذلك خطأ بدليل :-

الدليل الأول :-

أن الله سبحانه وتعالى سماه نفخ ولم يسميه وقاعا ولا وطء ولا جماع زالمعلوم أن اسم النفح في لغة العرب غير اسم الجماع فلا نخرج عن الفاظ القرآن

الدليل الثاني:-

من جهة ما تقتضيه الحقائق لأن روح جبريل وإن تمثلت بصورة بشرية فهي روح نورانية ملكية فأعضاء صورته كلها نورانية وقد خرج عيسى على صورته

فلذلك قال الله تعالى:

﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبه لهم }

بخلاف الروح الإنسانية فهي متولدة عن طين بشري وحقيقة آدمية ولذلك كانت أرواح الشهداء إذا تمثلت بالصور تأكل وتشرب وتجامع جماعا بشريًا ويولد لها ولد طبيعي على الترتيب البشري، وعيسى ليس كذلك

فإن حمله ووضعه ونطقه وإدراكه وعلمه في وقت واحد ولو كان في المهد صبيا ولذلك قال

{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ]

فكان سيدنا عيسى حقا في صورة بشر فحياته إلهية يقول بها للشيء كن فيكون كأهل الجنة في الجنة بإذن الله تعالى فعيسى حي لا يموت إلا إذا نزل للدور الأرضي ( قرب قيام الساعة لأنه من علاماتها )

{الواردات الإلهية للبيطار ج٢ ص ٣٦٨-٣٦٩ بتصرف يسير} .

  • قوله تعالى :-. ﷽ { وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ }

قال العارف بالله علي الخواص:-

[كان يبرئ الأكمه والأبرص بالنطق وبالفعل فبمجرد نطقه أو جسه بيده الميت يبرئ الأكمه والأبرص .

  • قوله سبحانه وتعالى :- ﷽

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ( سورة آل عمران )

قال العارف بالله علي الخواص :-

في ذلك رد على من توهم أن الحقائق لا تعطى أن تكون هذه النشأة الإنسانية إلا بسبب واحد يعطى بذاته هذا الشيء وهو الزواج

١- فرد الله هذه الشبهة بإظهار هذا النشأ الإنساني في آدم بطريق لم يظهر به جسم حواء

٢- وأظهر جسم حواء بطريق لم يظهر به جسم ولد آدم

٣- وأظهر جسم ولد آدم بطريق لم يظهر به جسم عيسى

وينطلق على كل واحد من هؤلاء اسم الإنسان بالحد والحقيقة ليعلم الحق تعالى عباده أنه على كل شيء قدير.. .

وإلي الجزء الثاني من عصمة سيدنا عيسى :-