عصمة بيت النبوة سيدنا عيسى ج٢
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا عيسي ج١ *

  • قوله تعالى :﷽ { فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ }

هل النفخ من سيدنا عيسى بقدرته وإرادته كلا بل قبول التأثير بالحياة أو الشفاء من الله تعالى وتوضيح ذلك:-

قال شيخ الإسلام الإمام الباجوري:-

والفعل فى التأثير ليس الا

للواحد القهار جل وعلا . وأوضح العارف بالله علي الخواص هذا المعني فقال :-

أن الإذن هو الأمر الإلهي ( بالفعل أو عدمه ولولا الاذن الإلهي لما استطاع مخلوق نبيا أو غيره أن يفعل شيئاً إلا بالاذن الإلهي )

فقوله تعالى :﷽ { فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ }

لأن النفخ من عيسى ما دخل في جسم الطائر إلا بعد استعداد الحياة في الطائر فقبل الحياة بالنفخ

{ الدرر والجواهر للشعراني وتحفة المريد للباجوري }

  • قوله سبحانه وتعالى:- ﷽

قالت السيدة مريم :- { يَلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسيا منسيا )

قال العارف بالله أحمد بن الحسين الجريري:-

إنَّما قالت مريم ذلك لأنَّ الله تعالى أطلعها على أن عيسى عليه السلام سيُعبد من دون الله فاصابها الحزن والغم لذلك فقالت (يَلَيتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا )

أي لماذل أحمل ( في بطني ) من يُتخَذُه الناس إله من دون الله تعالى فأنطقَ اللهُ عيسى { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ فلا يضرُّني أن يدَّعو في الألوهية جهلاً وكفراً

{ الطبقات الوسطي ترجمة الإمام الجريري } .

  • نزول سيدنا عيسى آخر الزمان :-

وأما نزول سيدنا عيسى في آخر الزمان كما جاءت به الأحاديث الصحيحة والتي وضحها العلامه بن الصديق الغماري في كتابه إقامة البرهان يؤكد احاديث الأئمة الكبار البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

فنزول سيدنا عيسى كواحد من أمة النبي ﷺ وليس رسولا فيكون نبيا تابعا للنبي ﷺ ولا يأتي برسالة جديدة

بل يقيم شرع سيدنا محمد ﷺ ويمشي بين الناس بمنهج النبي ﷺ ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويفرض الجزية ويقيم العدل بين الخلق .......الخ .

فسيدنا عيسي رسول زمانه لكن في آخر الزمان يكون نبيا وصحابيا تابعا للنبي ﷺ لأنه سوف يحكم بالقرآن الكريم والسنة المحمدية الشريفة سنة النبي محمد ﷺ وعلي جميع الأنبياء والمرسلين

قال جل جلاله ﷽ { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا }

يعني نزوله ومجيئه دليل على قرب الساعة

وكما روي عن حضرة النبيﷺ :-

(يَنزِلُ عيسى بن مريم مِن السماء ويقتل الدجال بباب لُدٍّ ). رواه البخاري ومسلم .

قال العارف بالله القاشاني :-

دائِرَة النُّبوءة قد ختمت بنُبُوَّةِ نبينا سيدنا محمد ﷺ وأما دائرة الوِلاية فهي باقية إلى أن تختم بسيدنا عيسى عليه السلام .

فهو عليه السلام حين يَنْزِلُ إنَّما يكون وَلِيّاً ويَحْكُم بشريعة نبينا محمد ﷺ إذ لا نبي بعدالرسول سيدنا محمد ﷺ

{ شرح تائية إبن الفارض للقاشاني} . . وقال الإمام القاضي عياض :

نزول سيدنا عيسى وقتله الدجال حق صحيح عند أهلِ السنة لصحيح الآثار الواردة في ذلك لأنه لَم يرد ما يبطله أو يضعفه خلافا لبعض المعتزلة وغيرهم ومَن رَأى رَأيَهم من إنكارِ ذلك

فينزل سيدنا عيسي لقتل الدجال ولإحياء شريعة النبي سيدنا محمد ﷺ ويعمل بأحكامِها ويقيم العدل ويقهر الكفار وليظهر للنصارى ضلالهم ويَتَبَرَّأ من إفكِهم فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية، ويَأتَمُّ بإمام هَذِه الأمة

( المفهم من تلخيص مسلم لأبو العباس القرطبي ) .

وقال بهاء الدين البيطار:-

سيدنا عيسى له الإرث المحمدي من سيدنا محمد ﷺ ألا ترى قوله تعالى في حق عيسى : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. ( سورة النساء )

فأهل الكتاب يؤمنون به قبل موته حينما ينزل حكمًا مقسطا يحكم بالحكم المحمدي فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وهذا حكم سيدنا محمد ﷺ

فالایمان بسيدنا عيسي ( بأنه من أمة سيدنا محمد ) قبل موته إيمان هو إيمان بالنبي ﷺ وهذا يدلك أن عيسي حي لم يمت لأنه لا يموت إلا بعد نزوله

فيترك الترهب ( الرهبانية ) ويتزوج ويولد له ثم يموت والتزوج سنة محمد ولا رهبانية في الإسلام المحمدي

فسيدنا عيسى له حشران حشر في صف الرسل ( بحكم زمانه ) وحشر آخر في صف أمة محمد ﷺ ( بحكم أنه نبي تابع) لدين سيدنا محمد ﷺ

ولذلك يكون سيدنا عيسي عليه السلام خاتم الولاية المحمدية العامة. . { الواردات الإلهية للبيطار ج٢ ص ٣٠٤ بتصرف يسير} .