مشروعية الاحتفال بمولد النبي ﷺ ج٢
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

  • مشروعية الاحتفال بمولد النبي ﷺ ج٢ *

  • ومن الأدلة أيضا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صيام فقال لهم رسول الله ﷺ ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟

فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فنحن نصومه شكراً لله

فقال رسول الله ﷺ فنحن أحق وأولى بموسي منکم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه

وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني :-

أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا.

وقد ظهر في تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا

هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجي موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله عزّ وجل على ما انعم به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة،

ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر الله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من نعمة بروز نبي الرحمة في ذلك اليوم فهذا ما يتعلق بأصل عمله

وأما ما يعمل فيه من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة

وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحًا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم فلا بأس بإلحاقه به وما كان حراماً أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلاف الأولى

  • وقال الإمام جلال الدين السيوطي:-

من قال لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة فنقول له نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود فإن ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلا من السنة

والسيوطي نفسه أخرج دلائل على ذلك ( وأعلم أن ) البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة

وقد ظهر لي أن عمل المولد له أصل أخرا وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ﷺ عق عن نفسه بعد النبوة ( أي ذبح عقيقة )

مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية

فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ﷺ هو إظهار الشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك

فيستحب لنا يضًا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع، وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات لها

ومنها ما جاء في السنة النبوية الشريفة أنه لما سئل النبي ﷺ عن صوم يوم الإثنين قال ذاك يوم لدت فيه ويوم بعثت أو أنزل عل فيه

وقال السيوطي أيضا وأول من أحدث فعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك والكبراء الأجواد،

ولكن ذكر التقي المقريري أن الفاطميين كانوا يحتفلون به وقال الشيخ الإمام محمد بخيت المطيعي أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله ( ٣٦٥هـ )

  • وقال الإمام شهاب الدين القسطلاني :-

في المواهب اللدنية ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلامة ويعملون الولائم ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات .

[[ ومن اللطائف ما حكاه الصالحي في السيرة الشامية" عن الشيخ أبي موسى الزرهوني أنه قال رأيت النبي ﷺ في النوم

فذكرت للنبي ﷺ ما يقوله الفقهاء في عمل الولائم في المولد الشريف فقال النبي ﷺ من فرح بنا فرحنا به ]]

{سبل الهدى والرشاد للصالح الشامي ج١ ص ٣٦٣} .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.

    * المراجع * 
  • لطائف المعارف فيها لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي
    • تفسير ابن عطية والماوردي سورة يونس أية ٥٨
  • عرف التعريف بالمولد الشريف لشمس الدين الجزري
  • المدخل لابن الحاج
  • فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني شرح حديث صيام اليهود ليوم عاشوراء
  • {سبل الهدى والرشاد للصالح الشامي ج١ ص ٣٦٣
  • حسن المقصد في عمل المولد للسيوطي
  • مورد الصادي في مولد الهادي لشمس الدين الدمشقي .