من أسرار القرآن الكريم ج٣
من عظمة القرآن وأسراره

من أسرار القرآن الكريم ج٣

[[ قال العارف بالله البلخي :-

اعلم أن كل سورة من القرآن خاصة السور المفضلة كالبقرة وآل عمران ويس والسجدة وتبارك وغيرها لها أنوار وحقائق يشاهدها أولياء الله تحيط بركتها وأنوارها وأسرارها بالمؤمنين،

ولكل سورة خصوصية خصها الله عز وجل بها وآثار من حفظه وبركته فربما يأتي عذاب من فوقه فيكون فيكون نور سورة يس وقاية له وربما أحاط به فيكون نور سورة تَبَارَكَ مانعاً له

وربما قصده عبد بسوء فكفاه الله تعالى بـ (كهيعص ) [مريم ] أو يحميك بـ ( حم عسق ) [الشورى ] .

وقد أعلم الله عزّ وجل أن العذاب مواجه للعباد من فوقهم ومن تحت أرجلهم لولا رحمته والقرآن رحمة كما قال الله تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةً﴾ ]]

{ شرح حزب البر للفاسي}

.*.  دلائل على ذلك من أحوال واقول العارفين. *

قال ثابت البناني :

إنه دخل على مطرف بن عبد الله وهو مغمى عليه فسطعت منه أنوار ثلاثة نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه وقدميه قال : فهالنا ذلك

فلما أفاق فقلنا : كيف أنت يا أبا عبد الله ؟ فقال : صالح فقيل : لقد رأينا شيئا هالنا . قال : وما هو ؟ قلنا : أنوار سطعت منك . قال وقد رأيتم ذلك ؟ قالوا : نعم .

قال تلك تنزيل السجدة وعشرون آية ، سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صورت تشفع لي وهذا ثوابها يحرسني.

{ طبقات ابن سعد ج٧ }

.* [[ ذات يوم كان رجال الحجاج يبحثون عن الحسن، فاختفى في صومعة حبيب، قالوا لحبيب: أرأيت الحسن اليوم ؟ قال: نعم، قالوا: وأين ذهب قال داخل هذه الصومعة فدخلوا الصومعة ومهما بحثوا عنه لم يجدوه

وقد قال الحسن وضعوا أيديهم على سبع مرات ولم يروني. خرج الحسن من الصومعة وقال يا حبيب، لم تحفظ حق الأستاذ وأرشدت على، قال حبيب أيها الأستاذ نجوت بسبب صدقي، ولو كنت أكذب لكنا أسرنا معا .

قال الحسن رضي الله عنه وماذا قرأت حتى أنهم لم يرونى قال قرأت آية الكرسى عشر مرات وأمن الرسول الخ السورة عشر مرات وقل هو الله أحد عشر مرات ثم قلت إلهي، استودعتك الحسن فاحفظه.]]

{ تذكرة الأولياء }

  • سورة تبارك :-

روي عن حضرة النبيﷺ هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر قال الترمذي : « هذا حديث غريب من هذا الوجه »

[[ قال العارف بالله عبد الرؤوف المناوي:-

سورة تبارك « الملك » إنما اختصت بكونها المانعة المنجية لأن اسمه عز وجل ( الرحمن ) ذكر في السورة أربع مرات والرحمن مشتق من الرحمة

والرحمة تسبق الغضب فقارئ « تبارك » قد أحاطت به الرحمة من جميع جهاته الأربع ، وصار في حصنها ، فهي مانعة له مما يؤذيه ، منجية له مما يضره ]]

{إعلام الحاضر والبادي للمناوي }

  • سورة البروج :-

قال العارف بالله السهروردي:- من قرأ سورة البروج في صلاة العصر حفظ جسده من القروح والدمامل باذن الله سبحانه وتعالى

{ الكواكب الدرية للمناوي } .

  • وفي أثر وتأثير سورة يس *

فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ » أخرج أحمد في مسنده

وعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ ﷺ اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ  أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز

وإن كان حديث ضعيف لكن لكثرة وروده بألفاظ متباينة فإنه يقوي بعضه بعضا فيجوز قراءة سورة يس للشفاء من المرض، منوها أن يس لما قرأت له، كما أن ماء زمزم لما شرب له.

فيجوز له قراءة سورة يس بنية قضاء الحوائج ، وكان الصالحون يقرأون سورة يس بنية قضاء الحوائج وفك الكربات، فالقرآن شفاء للقلوب والصدور

[[ وقال العارف بالله محي الدين ابن العربي أنه أثناء شبابه أصيب بالحمي الشديدة وفي أثناء مرضه من الحمي يرى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر مسلحين يريدون الفتك به

وفجأة رأى شخصاً جميلاً قويا مشرق الوجه حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر، ولم يبق منها أثر، فيسأله من أنت؟ فيقول له أنا سورة يس

ويستيقظ الإمام فيرى والده جالسًا إلى وسادته بجواره يقرأ عند رأسه سورة يس وشفي من مرضه

ولذلك نجده يطلب من زائر المريض أن يقرأ عنده سورة يس لما كان لها من الفضل عليه ]]

{ انظر الفتوحات المكية لإبن العربي ج ٤٩٣/٤ }

  • وفي فضل آيات الشفاء *

{{ قال ابن السبكي :

بلغنا أنه مرض للأستاذ أبي القاسم ولد مرضا شديداً بحيث يأسنا من الشفاء فشق ذلك على الأستاذ أبا القاسم فرأى الحق سبحانه في المنام فشكا إليه

فقال له الحق تعالى ( إجمع آيات الشفاء واقرأ عليه ، أو اكتبها في إناء واجعل فيه مشروبا واسقه إياه ففعل ذلك فعوفي الولد .

وآيات الشفاء في القرآن ست آيات: -

۱ـ ويشف صدور قوم مؤمنين . ۲ـ وشفاء لما في الصدور . ٣ـ فيه شفاء للناس . ٤ـ وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين . ه وإذا مرضت فهو يشفين . ٦ـ قل هو للذين ءامنوا هدى وشفائه .

ورأيت كثيراً من المشايخ يكتبون هذه الآيات للمريض ويسقاها في الإناء طلباً للعافية . قلت وأنا جربت ذلك مراراً كثيرة فعوفي المريض ..]]

{ إحكام الدلالة للقشيري }

[[ من فوائد الشيخ علي الأجهوري المالكي :-

لقضاء الحوائج أن تقول وأنت متوجه إلى حاجتك عشر مرات فتقول :

اللهم أنت لها ولكل حاجة فاقضها بفضل بسم الله الرحمن الرحيم ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) ]]

{ الفتح القدسي للبكري }

  • فضل سورة الشرح والقدر وقريش *

[[ قال العارف بالله اسماعيل الجبرتي:-

سورة الم نشرح لك صدرك ..الخ وسورة القدر مفاتيح الرزق ، وفي رواية : « ألم نشرح لك ولإيلاف » ]]

{ العطر الوردي لاسماعيل الجبرتي }

  • ومن فضائل الفاتحة وسورة الإخلاص :- -

روي عن حضرة النبيﷺ من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد يقرأ :-

في الركعة الأولى بالفاتحة وسورة الكافرون وفي الركعة الثانية بالفاتحة و سورة قل هو الله أحد خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها .

( أخرجه ابن النجار )

وروي عن حضرة النبيﷺ من قرأ قل هو الله أحد » مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار.

( رواه الطبراني والبغوي)

  • من خصائص سورة الأنعام وآياتها :-

  • روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول من صلى الفجر مع الإمام في جماعة وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من ( أول ثلاث آيات ) من سورة الأنعام

وكل الله به سبعين ملكاً يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامةوبعث الله ملكاً من السماء وبيده مقمعة من حديد

فكلما أراد الشيطان أن يوحي إليه شيئاً من الوسوسة ضرب رأسه وجعل بينه وبين الأسباب سبعين حجاباً

ويقول الله تعالى يوم القيامة إلى عبدي أنت عبدي وأنا ربك امش في ظلي وكل من فاكهة جنتي واشرب من الكوثر والرحيق والسلسبيل قد أمنت لا عذاب عليك ولا فزع

( أخرجه ابن ماجه في سننه باب المناسك )

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين . .