موجز لبعض خصائص النبيﷺ ج١
خصائص النبي ﷺ وآل بيته

  • موجز لبعض خصائص النبيﷺ * ج١

.

  • نستهل بخاصية من خصائص حضرة النبيﷺ تبركا وهي أمر الحق سبحانه وتعالى بالصلاة عليه دون أحد من الأنبياء وإن الصلاة علي الأنبياء تكون تبعا للصلاة عليه

قال سبحانه وتعالي ﷽
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

والصلاة على النبي لها خيرية وفضائل تنال أمة سيدنا محمد بسبب الصلاة والسلام عليه ويكفي أن تعلم انها تكون سببا لصلاة الله عزّ وجل علي عبده .

وأنها تنفع المسلم حيا وميتا ويوم القيامة :-

  • فخيرها والعبد حي :-

لها اكثر من مائة فضل فمنها يرفع للمصلي على النبي ﷺ درجاته ويغفر لك السيئات وتكفي العبد ما أهمه من أمور الدنيا والآخرة وتصلي الملائكة عليك ومن أسباب استجابة الدعاء وسبب لنزول البركة والتقرب إلى الله تعالى ولدفع الفقر والتشريف بعرض اسمك على النبي ﷺ  والتقرّب من الرسول ﷺ وأعظم وافضل فضل للصلاة على النبي ﷺ هو صلاة الله تعالى عليك .....الخ من الفضائل

  • وأما خيرها للعبد بعد موته :-

[[ قال العارف بالله بشري الجوهري:-

كان رَجُلٍ جار لي ولكنه مسرف على نفسه فلما مات سألت الله تعالى أن يريني هذا الرجل فى منامه فرآه بعد موته فقال له ما فعل الله بك فقال لقيت من الأهوال شيئًا كثيرًا

وذلك أنى لَمَّا سُئِلْتُ في قبرى تلجلج لساني فلم أدري ما أقول فقلت في نفسي ألم أمتْ على التوحيد فماذا أتى على فقيل لى إنَّ هذه عقوبة فى حَقِّك لكثرة معاصيك في الدنيا

فلما هم الملكان بعقوبتي حَالَ بينى وبينهم رجل جميل الوجه الرائحة فلما نظرت إليه وإلى فعله معى قلت له مَنْ أنت يرحمك الله

فقال أنا رجل خلقني الله من كثرة صلاتك على النبي ( ﷺ ) وأُمِرْتُ أنْ أنصرك في الشدائد وهأنذا أنا أنصرك في الشدائد في كل موضع ومُعينك فى كل شدة .]]

{مرشد الزوار لموفق الدين }

ومن اراد الزيادة فلينظر تقريب الأصول وتسهيل الوصول للزيني دحلان فقد ذكر أكثر من اربعين فائدة للصلاة علي النبي ﷺ ص ٢٦١ .

          * خصائص حضرة النبيﷺ * 

١- تفضيل النبي ﷺ علي سائر الأنبياء:-

قال تعالى:. ﷽ {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}.

قال العارف بالله جلال الدين السيوطي :

كل مسلم يعتقد أن نبينا ﷺ أفضل من سائر الأنبياء على الإطلاق وذلك لا يورث نقصا في حق أحد منهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

فخصائص حضرة النبيﷺ التي فضل بها على سائر الأنبياء لا توجب من أن ذلك يورث نقصا في بقية الرسل والأنبياء ويكذب ما اخبر ﷺ عن نفسه حيث قال ﷺ أعطيت ما لم يعطي نبي قبلي .

وأنه فضل على الأنبياء بكذا وكذا خصلة فيقع والعياذ بالله في الكفر والزندقة نعوذ بالله من ذلك ونسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة.

( فالاعتقاد شئ مقبول وحسن ما لم يقلل قدر غيره من الأنبياء فالذي فضله بكل هذه الصفات ربه وليس المؤمنين فعلمنا من ذلك فضله بلا تقليل لغيره من بيت النبوة والرسالة )

  • ٢ - ومن الخصائص حرمة الصدقة :-

حرمة الصدقة عليه ﷺ مطلقا أي واجبة أو تطوعا لأنها أوساخ الناس فنزهه الله عزّ وجل عنها .

لما روي عن حضرة النبيﷺ إنَّ الصدقة لا تنبغي لِآلِ محمد إنما هي أوساخ الناس

وَفِي رواية  :
وإنها لَا تحل لمحمد وَلَا لِآلِ محمد   ( رَوَاهُ مُسْلِمٌ.)

[[ ثم إن محل حرمة الصدقة علي آله حيث أعطوا حظهم من بيت المال فإن لم ينالوا حقهم من بيت المال جاز أخذ الصدقة بل فيهم أولى ]]

{ شرح المختصر باب الخصائص .للخطاب }

وقال بعضهم ومن أراد أن يعطي أحداً من الأشراف شيئا أن ينوي بعطيته أنها هدية للشريف إجلالاً وتعظيما  لحضرة النبيﷺ

فإذا قبلها فرح هو بذلك ويري أن للشريف من آل بيت النبي ﷺ له الفضل عليه بأن أخذ منه لا العكس وبذلك يعظم ثوابه .

  • ٣ - يحرم علي الأمة نكاح أزواجه :-

يحرم علي الأمة نكاح أزواج النبي ﷺ بعد موته وهو إجماع من علماء الأمة.

لقوله سبحانه وتعالى: ﷽ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}( سورة الأحزاب).

قال ابن كثير في تفسيره :-

[[ المعني : هو الحرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام. والهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن ـ أمهات المؤمنين ـ تقرير فضلهن وحرمة الزواج بهن بعد مفارقة النبي ﷺ لهن

ولهذا اجتمع العلماء قاطبة على أن من توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه أنه يحرم على غيره تزوجها من بعده، لأنهن أزواجه في الدنيا والأخرة وأمهات المؤمنين كما تقدم. انتهى.

وأما قوله تعالى: ﷽. {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}. (الأحزاب)

قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية :-

شَرَّفَ الله تعالى أَزواج نَبِيِّه ﷺ بِأن جعلهُنّ أمَّهات المؤمنين أي في وجوب التَّعْظِيمِ وحُرْمَة النِّكاح لغيره

وقال الشافعي رحمه الله تعالى:

وأزواج النبي ﷺ اللاتي مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهن ومن استحل ذلك كان كافرًا

لقوله تعالى : ﷽. { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا }

ومن أسباب تحريم الزواج منهن :-

قال بعض العارفين :

ومن أسباب تحريم الزواج منهن بعد وفاة حضرة النبي ﷺ لأنه حي في قبره.

كما روي عن حضرة النبيﷺ :.

حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحدثُونَ وَيُحدثُ لَكُمْ وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنَ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا رَأَيْتُ مِنَ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ  

{ أخرجه البزار ورجاله رجال الصحيح . والهيثمي في الزوائد وقال العراقى إسناده جيد وصححه السيوطي }

وعرض الأعمال ورؤيتها تكون للحي وليس للميت وأما قوله ﷺ في الحديث ( مماتي ) أي انتقالي من الدنيا الي البرزخ فقط وهو حي في كلا الدارين فافهم .

أما من فارقها من أزواجه فى حياته فقد اختلف في جواز نكاحها لغيره وقد قيل إن كلا من زوجتيه الكندية والكلبية قد تزوجتا بعد أن طلقهما وضعف ذلك بعض أهل العلم. .

  • ٤ - حرمة الزواج علي بنات النبي ﷺ :-

يحرم التزوج على بناته ﷺ  عموما ودليل منع التزوج على بناته ﷺ. لما روي عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ على المنبر يقول :-

إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم لعلي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن أحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها » ( أخرجه البخاري ومسلم )

وقال المحب الطبري :-

[[ في هذه الأخبار تحريم نكاح أي أحد من أمة النبي ﷺ علي فاطمة في حياتها.

ويدل على ذلك قوله تعالى :. ﷽. { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ }

{ ذخائر العقبى للطبري }

وقال الحافظ ابن حجر : -

في هذا الحديث تحريم إذاية أحد من بناة النبي ﷺ  لأن إذاية النبي ﷺ محرمة اتفاقا قليلة أو كثيرة وقد قال النبي ﷺ بأنه يؤذيه ما أذى فاطمة فأصبح محرما علي الأمة فعل ذلك

فكل من وقع منه في حقها شيء تأذت به فهو يؤذي النبي ﷺ بشهادة الحديث الصحيح ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها ولهذا عرف بالاستقراء معاملة من فعل ذلك بالعقوبة في الدنيا والآخرة

ولا يبعد أن من خصائص المصطفى ﷺ أن لا يتزوج على بناته ويحتمل أن يكون خاصا بفاطمة رضي الله عنها

وأما حديث النبيﷺ : فاطمة بضعة مني

فقال الحافظ ابن حجر حديث النبيﷺ فاطمة بضعة مني استدل به السهيلي على أن من سبها يكفر ]]

{ فتح الباري لابن حجر }

وقال الشريف السمهودي :

[[ ومعلوم أن أولاد فاطمة بضعة منها منها فيكونون بواسطتها بضعة منه فكل من يشاهد الآن من ذريتها بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط فوجب علينا الإجلال لهم ونحب بعضهم على أي حال كانوا ]]

{ جواهر العقدين للسمهودي} .

  • ٥ - حرمة إنشاء الشعر لا إنشاده :-

منها قول النبي ﷺ ( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب)

وقولهﷺ في غزوة الخندق :
( إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة )

وقوله ﷺ  :
« والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا »  .

قال الإمام المناوي: فالمحرم علي النبي ﷺ إنشاء الشعر لا إنشاده

[[ فهذه الأحاديث وإن خرجت على وزن الشعر فليست منه لأنه ﷺ كما روت السيدة عائشة رضى الله عنها إنه كان أبغض الحديث إليه الشعر

حتى أنه تمثل بقول امرئ القيس : ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلا  فقال  ﷺ هو كذا أو ما معناه فقال حضرة النبي ﷺ  « ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي ]]

{ الفتح القدسي للبكري }

وبقية بعض صفات حضرة النبيﷺ في الجزء الثاني

    * المراجع * 
  • صحيح البخاري ومسلم والترمذي والبزار. والهيثمي
  • التاريخ الكبير للبخاري وسنن البيهقي وابن عساكر
  • تفسير ابن كثير
  • تفسير القرطبي
  • الخصائص الكبري لجلال الدين السيوطي
  • طرح التثريب في شرح التقريب للحافظ العراقي
  • مرشد الزوار الي قبور الابرار لموفق الدين ج١ ص ٤٥٤
  • مجلى الأسرار والحقائق فيما يتعلق بالصلاة على خير الخلائق.
  • نهاية السول في خصائص الرسول لمجد الدين أبي الخطاب
  • ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للمحب الطبري 
  • فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر
  • جواهر العقدين في فضل الشرفين للسمهودي
  • الفتح القدسي لمصطفى البكري ص ١٧٦
  • شرح انموذج اللبيب في خصائص الحبيب لمحمد عبد الرؤوف المناوي
  • المواهب اللدنية للقسطلاني " الباهر في حكم النبي بالباطن والظاهر للإمام جلال الدين السيوطي
  • اللبيب في خصائص الحبيب لجلال الدين السيوطي
  • تقريب الأصول وتسهيل الوصول لمعرفة الله والرسول للزيني دحلان ص ٢٥٩ . .