أحاديث النبي ﷺ عن فضل سورة الإخلاص
من عظمة القرآن وأسراره

فضل سورة الإخلاص للفخر الرازي :-

[[ * لماذا تعددت أسماء السورة * اعْلَمْ أنَّ كَثْرَةَ الألْقابِ تَدُلُّ عَلى مَزِيدِ الفَضِيلَةِ، والعُرْفُ يَشْهَدُ لِما ذَكَرْناهُ فمنها-

سُورَةُ الإخْلاصِ

لِأنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ في هَذِهِ السُّورَةِ سِوى صِفاتِهِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي هي صِفاتُ الجَلالِ ولِأنَّ مَنِ اعْتَقَدَهُ كانَ مُخْلِصًا في دِينِ اللَّهِ؛ ولِأنَّ مَن ماتَ عَلَيْهِ كانَ خَلاصَهُ مِنَ النّارِ

سُورَةُ الوِلايَةِ؛

لِأنَّ مَن قَرَأها صارَ مِن أوْلِياءِ اللَّهِ؛ ولِأنَّ مَن عَرَفَ اللَّهَ عَلى هَذا الوَجْهِ فَقَدْ والاهُ فَبَعْدَ مِحْنَةٍ رَحْمَةٌ كَما بَعْدَ مِنحَةٍ نِعْمَةٌ.

المقَشْقِشَتانِ والمُبَرِّئَتانِ

مِن حَيْثُ إنَّ كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُما تُفِيدُ بَراءَةَ القَلْبِ عَمّا سِوى اللَّهِ تَعالى، إلّا أنَّ: ﴿قُلْ ياأيُّها الكافِرُونَ﴾ يُفِيدُ بِلَفْظِهِ البَراءَةَ عَمّا سِوى اللَّهِ ومُلازَمَةَ الِاشْتِغالِ بِاللَّهِ ﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾ يُفِيدُ بِلَفْظِهِ الِاشْتِغالَ بِاللَّهِ ومُلازَمَةَ الإعْراضِ عَنْ غَيْرِ اللَّهِ أوْ مِن حَيْثُ إنها تفيد بَراءَةَ المَعْبُودِ عَنْ كُلِّ ما لا يَلِيقُ بِهِ.

سورة المَعْرِفَةِ

لِأنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ لا تَتِمُّ إلّا بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ السُّورَةِ، «رَوى جابِرٌ أنَّ رَجُلًا صَلّى فَقَرَأ: ﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾ فَقالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: إنَّ هَذا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ» فَسُمِّيَتْ سُورَةَ المَعْرِفَةِ لِذَلِكَ.

سورة البَراءَةُ

لِأنَّهُ «رُوِيَ أنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَأى رَجُلًا يَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ، فَقالَ: أمّا هَذا فَقَدَ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»، وقالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «مَن قَرَأ سُورَةَ ”﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾“ مِائَةَ مَرَّةٍ في صَلاةٍ أوْ في غَيْرِها كُتِبَتْ لَهُ بَراءَةٌ مِنَ النّارِ»}} { مفاتيح الغيب للرازي تفسير سوره الاخلاص]]

   * فضائل السورة *

روي عن حضرة النبي ﷺ: ”«مَن قَرَأ سُورَةَ“ ﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾ ”فَكَأنَّما قَرَأ ثُلُثَ القُرْآنِ وأُعْطِيَ مِنَ الأجْرِ عَشْرَ حَسَناتٍ بِعَدَدِ مَن أشَرَكَ بِاللَّهِ وآمَنَ بِاللَّهِ»

وقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ:“ «مَن قَرَأ ”﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾“ مَرَّةً واحِدَةً أُعْطِيَ مِنَ الأجْرِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ وأُعْطِي مِنَ الأجْرِ مِثْلَ مِائَةِ شَهِيدٍ» ”،

ورَوى أنَسٌ قالَ: ”«كُنّا في تَبُوكَ فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ ما لَها شُعاعٌ وضِياءٌ وما رَأيْناها عَلى تِلْكَ الحالَةِ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ فَعَجِبَ كُلُّنا، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ وقالَ: إنَّ اللَّهَ أمَرَ أنْ يَنْزِلَ مِنَ المَلائِكَةِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلِكٍ فَيُصَلُّوا عَلى مُعاوِيَةَ بْنِ مُعاوِيَةَ، فَهَلْ لَكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ ؟

ثُمَّ ضَرَبَ بِجَناحِهِ الأرْضَ فَأزالَ الجِبالَ وصارَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ كَأنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِ فَصَلّى هو وأصْحابُهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: بِمَ بَلَغَ ما بَلَغَ ؟ فَقالَ جِبْرِيلُ: كانَ يُحِبُّ سُورَةَ الإخْلاصِ»

  • [[ ينادي مناد يوم القيامة فيقول يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر من قراءة ( سورة ) قل هو الله احد ]]

{ الطبقات للشعراني ج١ ص ٢٥٢ طبعة دار ضياء الشام} .

  • [[ ذات يوم كان رجال الحجاج يبحثون عن الحسن، فاختفى في صومعة حبيب، قالوا لحبيب: أرأيت الحسن اليوم ؟ قال: نعم، قالوا: وأين ذهب قال داخل هذه الصومعة فدخلوا الصومعة ومهما بحثوا عنه لم يجدوه

وقد قال الحسن وضعوا أيديهم على سبع مرات، ولم يروني. خرج الحسن من الصومعة وقال: يا حبيب، لم تحفظ حق الأستاذ وأرشدت على، قال حبيب: أيها الأستاذ نجوت بسبب صدقي، ولو كنت أكذب لكنا أسرنا معا .

قال الحسن: وماذا قرأت حتى أنهم لم يرونى قال قرأت آية الكرسى عشر مرات وأمن الرسول الخ السورة عشر مرات وقل هو الله أحد عشر مرات ثم قلت إلهي، استودعتك الحسن فاحفظه.]]

{ تذكرة الأولياء للعطار ترجمة حبيب العجمي}

وروي عن حضرة النبيﷺ* ”أنَّهُ دَخَلَ المَسْجِدَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَدْعُو ويَقُولُ أسْألُكَ يا اللَّهُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَن لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحَدٌ، فَقالَ: غَفَرَ لَكَ غَفَرَ لَكَ غَفَرَ لَكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ» “

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: ”«جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ وشَكا إلَيْهِ الفَقْرَ فَقالَ: إذا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلِّمْ إنْ كانَ فِيهِ أحَدٌ وإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أحَدٌ فَسَلِّمْ عَلى نَفْسِكَ، واقْرَأْ قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ مَرَّةً واحِدَةً

فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَأدَرَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رِزْقًا حَتّى أفاضَ عَلى جِيرانِهِ» “

وعَنْ أنَسٍ رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا كانَ يَقْرَأُ في جَمِيعِ صِلاتِهِ: ﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾

فَسَألَهُ الرَّسُولُ عَنْ ذَلِكَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أُحِبُّها، فَقالَ: حُبُّكَ إيّاها يُدْخِلُكَ الجَنَّةَ“

وقِيلَ مَن قَرَأها في المَنامِ: أُعْطِيَ التَّوْحِيدَ وقِلَّةَ العِيالِ وكَثْرَةَ الذِّكْرِ لِلَّهِ، وكانَ مُسْتَجابَ الدَّعْوَةِ»

وقِراءَةَ هَذِهِ السُّورَةِ تَعْدِلُ قِراءَةَ ثُلُثِ القُرْآنِ، ولَعَلَّ الغَرَضَ مِنهُ أنَّ المَقْصُودَ الأشْرَفَ مِن جَمِيعِ الشَّرائِعِ والعِباداتِ، مَعْرِفَةُ ذاتِ اللَّهِ ومَعْرِفَةُ صِفاتِهِ ومَعْرِفَةُ أفْعالِهِ

وهَذِهِ السُّورَةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلى مَعْرِفَةِ الذّاتِ فَكانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ مُعادِلَةً لِثُلُثِ القُرْآنِ

وروي عن حضرة النبيﷺ من مر على المقابر فقرا قل هو الله أحد أحد عشر مرة ثم وهبها للأموات أعطاه الله الأجر بعدد الأموات ( السيوطي في الكبير والإمام أحمد في مسنده )

وروي عن حضرة النبيﷺ إن قرأتها عند دخول المنزل تنفي الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران » . (الطبراني عن ابن جرير)

[[ قال العارف بالله بشر الحافي:-

مرّرت على القبور فرأيت أهل القبور كلهم كانوا يصعدون قمة جبل، ويتشاجرون، ويتنازعون مع بعضهم البعض كما لو أن شخصاً يقسم شيئاً .

قلت: يا إلهي أطلعني على هذا الحال فقيل لي اذهب هناك، واسأل، فذهبت ،وسألتهم قالوا منذ أسبوع مرّ علينا رجل من رجال الدين وقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات، ومنحنا الثواب ونحن نتقاسم ثوابه منذ أسبوع، ولم ننته حتى الآن ]]

{ تذكرة الأولياء للعطار ترجمة الإمام}

وروي عنه ﷺ من قرأها عشية عرفة ألف مرة أعطاه الله ما سأل ذكره المناوي في فيض القدير ج٦

وعن قرائتها بالعدد:- روي عن حضرة النبيﷺ من قرأها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ( 10 ) رواه أحمد في مسنده ج٣٣ والدارمي ج١٠

وقال بعض الصالحين من قرأها الف مرة راي حضرة النبيﷺ.

ومن قالها بهذا العدد الف مرة كانت عتقا له من النار لما روي عن حضرة النبيﷺ من قرأها ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله » ذكر الحديث الإمام المناوي في فيض القدير

وروي عنه ﷺ من قرأها خمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة رواه الدارمي في مسنده

وروي عنه ﷺ من قرأها مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار » رواه الطبراني في الكبير و الهيثمي في مجمع الزوائد

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين