حديث النبيﷺ عن استغفاره وحقيقة ذلك
عصمة الأنبياء

روي عن حضرة النبيﷺ تُوبُوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة

رواه مسلم عن عبد الله بن عمر وغيره

* البيان*  

الأنبياء والرسل علي نبينا وعليهم الصلاة والسلام معصومون من الكبائر والصغائر ولكنهم قدوة للعباد.

فإذا أمروا بشئ فعلوه والاستغفار قبل أن يكون ذكر وعبادة فإنه من دلالات العبودية والانكسار لله وحده

وإشارة للعبد بأنه ناقص مهما حصل ووصل الي مقام وعلم ومعرفة وأن الكمال لله وحده وكل وصف ناقص معني أو مبني فهو وصف العبد وكل وصف كامل فهو لله وحده عز وجل

  • اقوال وحكم العارفين في ذلك *

[[ قال العارف بالله عبد الغفار القوصي:-د

قد يكون الاستغفار أكثر من ذلك وإنما السبعون جارية في كلام العرب كثير.

فمن ذلك قوله تعالى : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ( سورة التوبة )

وهذا لا يقتضي الوقوف على السبعين إذ لو استغفر لهم أكثر من السبعين لم تقع المغفرة وهذا غير صحيح وهو يستغفر على الدوام باكثر من ذلك ً واختلف العلماء في استغفاره صلى الله عليه وسلم :- فمن قائل كان يرقى مقاما فكان يستغفر للمقام الذي قبله

لكن الأمر غير ذلك لأن النبي ﷺ كان في كل مقام على أكمل وجه إذ لم يكن استغفاره عن أمته وكان استغفاره خصيصا الأحوال بالأخذ عن ربه فلا ينطق عن الهوى

قال تعالى﷽ . ( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) [ النجم ]

فإنه يرتقي في المقامات بالله تعالى لا بنفسه لفيض الإلهية ومحل الربوبية فإن كان ارتقاء ً إلى ما هو أعلى منه في مثل هذا الحال وكان مشاهدا فكيف يصح أن يكون مقام ناقصا

فكلما ترقى إلى مقام شهد فيه فضلً الله تعالى عليه ما يعجز البشر عن القيام بحق الله تعالى فيه وشكر لنعمه عليه .عن أداء ما يجب لله عز وجل عليه في ذلك فيستغفر الله مع كماله ومن كماله أن يرى نفسه مقصرا

فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى نفسه مقصرا تعالى ذلك الاستغفار في اليوم والليلة .

كما قال تعالى ﷽ ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ . وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً [ سورة النساء ]

وقوله تعالى ﷽ « وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ » { سورة الأنعام } ]]

ّ { الوحيد في سلوك أهل التوحيد} .

  • وقال أبو الحسن الشاذلي:-

[[ اعليك بالاستغفار وإن لم يكن هناك ذنب واعتبر باستغفار النبي صلى الله عليه وسلم بعد البشارة واليقين بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر

فهذا في حق النبي ﷺ وهو معصوم لم يقترف ذنبا قط وتقدس عن ذلك فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب والذنب في وقت من الأوقات ]]

{ لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.

  • المراجع *

  • لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري

  • الوحيد في سلوك أهل التوحيد لعبد الغفار القوصي: ص ١٩-١٨ بتصرف يسير .