حديث النبيﷺ عن التداوي بالعلاج
احاديث ظاهرها تناقض

التداوي مرفوض ام مفروض . روي عن حضرة النبيﷺ يدخلُ مِن أمَّتي الجنَّةَ سبعونَ ألفًا بغيرِ حسابٍ همُ الَّذينَ لاَ يسترقونَ ولاَ يكتَوونَ، ولا يَتطيَّرونَ وعلى ربِّهم يتوَكَّلونَ. ( البخاري وغيره )

 * البيان* 

لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون :-

أي أنهم يتركون الحاجة إلى الناس في طلب الاسترقاء إذا استغنوا عن ذلك إذا لم يكن لهم حاجة وهكذا الكي. أما إذا احتاجوا فلا بأس النبي ﷺ كوى بعضَ أصحابه

فلقد روي عن حضرة النبيﷺ

الشِّفاء في ثلاثة كَيَّة نار وشَرْطَة مِحْجَم وشربة عسل، وما أحب أن أكتوي. ( أخرج البخاري عن ابن عباس)

أي أنَّ هذا أفضل ترك الكي والاسترقاء أفضل إلا عند الحاجة.

 * اقوال العارفين في ذلك * 

قال العارف بالله ابن حجر:-

هل تداوى النبي ﷺ فإن من الناس من أنكر ذلك وقال إنه أمر بالتداوي ولم يتداوي؟ . الجواب :-

نعم تداوي حضرة النبيﷺ من الأمراض وبه قال النووي في شرح مسلم واحتجوا بما وقع في أحاديث كثيرة من ذكره ﷺ لمنافع الأدوية والأطعمة.

مثل الحبة السوداء والقسط( الهندي ) وغير ذلك وأخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها بكثرة تداويه ﷺ

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال:-

قلت ( للسيدة ) عائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين أعجب من بصرك ( علمك وفهمك ) بالطب فقالت يا ابن أختي إن رسول الله ﷺ لما طعن في السن سقم ( مرض ) فوفدت ( علينا ) الوفود ( من العرب )

{أخرجه ابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي }

وروي عن سيدنا إبن عباس رضي الله عنه قال :- احتجم رسول الله ﷺ واستعط

{أخرجه وأخرج أبو داود ، والحاكم وصححه }

ودخل أعرابي على النبي ﷺ وهو يحتجم فقال ما هذا يا رسول الله ؟ قال ﷺ هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به

(أخرجه الحاكم وصححه.)

وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتجم في رأسه من أذى كان به . .

  • حاصل ما سبق *

الأخذ بالاسباب من دواء وغيره لا ينقص ولا يقدح في التوكل على الله سبحانه وتعالى

وقد فعل حضرة النبيﷺ ذلك لأنه قدوة للضعيف قبل القوي والمريض قبل الصحيح والكبير قبل الصغير

وأما الحديث فهو لمن كان قوي البدن قوي الحال قوي القلب وهو خاص لاهل الخصوص ممن يأخذون بالرياضة والجهاد البدني لتقوية الروح وشفافية القلب

فلا يعمم علي الخلق فكل إنسان علي قدره وقدرته بتوفيق الله تعالى له في ذلك

  • تتمة وفائدة *

دعاء العافية من المرض العضال :-

[[ روي أن عبد الله ابن المبارك مَرَّ بإنسان ،مقعد ثُمَّ مَرَّ بِهِ بَعْدَ ذالك وَهُوَ صَحِيحٌ يمشي فسأله عن ذلك

فقال الرجل مَرَّ بي إنسان لا أعرفه فَسَلَّم عَلَيَّ وَقَالَ لي الا تدعو الله وتسأله العافية؟ فقلت له كيف أقول في دعائي؟ فقال: قل في دعائك

اللهم كَمْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِنِعْمَةٍ قَلَّ شُكْرِي لَكَ عليها وكم ابتليتني بِبَلِيَّةٍ قَلَّ صبري لَكَ عليها

فيا مَنْ لاَ يُؤاخِذُ بِقِلَّةِ الشُّكْرِ عَلَى نِعَمِهِ وَلَا بِقِلَّةِ الصَّبْرِ عَلَى بلائه اكشف ضَرِّي، وَفَرِّجْ عني فدعوت بذلك فَصِرْتُ إِلَى العافية ]] .

{ معالم الإيمان }

[[ قال رباح بن ثابت الازدي عن أبي معمر عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن عن النبي ﷺ أنه قال

من قال الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات بَرِى أو خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وعوفي من ألْفَ بَلاءِ مِنَ الجُذَامِ وَالْبَرَصِ والريح ويبعث له سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ باللَّيل والنهار وهي رُقْيَةٌ من تسعة وتسعين داءً ]]

وقيل ليس بحديث ولم يروي عن حضرة النبيﷺ فإن كان عن تجربة فمن ظن في الله خيرا حققه الله تعالى بظنه

{ معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان} .

* المراجع * 
  • صحيح البخاري والحاكم في المستدرك وأبو داود وحلية الأولياء لأبو نعيم
  • الفتاوى الحديثية لابن حجر وأبو نعيم في الحلية
  • الطب النبوي
  • معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان ج١ ص ٣٥ و ج٢ ص ٢١٨