حديث النبيﷺ عن النسب وفضله
احاديث ظاهرها تناقض

روي عن حضرة النبيﷺ

من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه

{ رواه مسلم وأبو داود في سننه }

وقال التفتازاني :-

الإسراع إلى السعادة إنما هو بالتقوى والعمل الصالح لا بالسبب ويؤيده ما ورد في الحديث من قوله ﷺ

يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة بنت محمد أئتوني يوم القيامة بأعمالكم لا بأنسابكم فإني لا أغني عنكم من الله شيئًا

( رواه مسلم وابن حبان }

والرد علي كلام التفتازاني السابق كما يلي :

أولا :-

ما روي أن سيدنا عمر بن الخطاب طلب من الإمام علي كرم الله وجهه أن يزوجه ابنته من السيدة فاطمة عليها السلام وأكثر تردّده إليه

فقال سيدنا عمر يا أبا الحسن، ما يحملني على كثرة تردّدي إليك إلاّ حديث سمعته من رسول الله ﷺ يقول

( فلقد روي عن حضرة النبيﷺ)

كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي،

فأحببت أنه يكون لي منكم أهل البيت سبب وصهر. فزوج سيدنا علي كرم الله وجهه ابنته الي سيدنا عمر بن الخطاب.

فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلاً ثم مات رحمه الله تعالى

{تاريخ بغداد والطبقات لابن سعد وابن كثير في البداية }

فلولا حب الانتساب للنبي ﷺ وأنه نافع لصاحبه لما أقدم سيدنا عمر علي الزواج من بنت الإمام علي كرم الله وجهه مع أنها صغيرة في السن عنه . ثانياً:-

قال العارف بالله محمد المكي البرجي:

هذا ( الحديث الذي ذكره التفتازاتي ) لا ينافي نفي النسب في الآخرة كما يكتسبة الذوق السليم من التعبير بالإسراع في الحديث ( لم يسرع به نسبه )

وإنما المقصود عدم التفريط في العمل اتكالا على النسب وعليه تحمل مواعظ السادات السالكين في سبيل هذا الحديث إذ لا يخفي عليهم قوله ﷺ

كل سبب ونسب منقطع إلا سببي ونسبي

( رواه البيهقي في السنن)

والسبب هنا الوصلة والمودة كما فسره الزرقاني عن الديلمي ( ومع أن نسب النبي لا ينقطع ومع ذلك فأهل البيت النبوي الشريف لم يعتمدوا علي انتسابهم لحضرة النبي ﷺ

ومن دلائل ارتباطهم بسنة جدهم قبل نسبه إليهم وأنهم يعتمدون علي النسب والسبب اي العمل

ما روي في الأثر:-

حين رأي بعض المحبين للإمام زين العابدين ابن سيدنا الحسين رضي الله عنهما متعلقا باستار الكعبة ليلا وهو يناجي الله ويبكي حتى غشي عليه فلما أفاق أخذ ذلك المحب يذكره فضل آل البيت تهوينا عليه .

فأجابه زين العابدين بقوله :

أما سمعت قوله تعالى: { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ( سورة المؤمنون ) }

فكلامهم من هذا الوادي كثيرا وكذلك الإمام زين العابدين والإمام عبد القادر الجيلاني وغيرهم

{ السيف الرباني } .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.

   * المراجع *
  • صحيح مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه
  • شرح الأربعين النووية سعد الدين التفتازاني
  • الطبقات لابن سعد
  • البدايه والنهايه لابن كثير
  • تاريخ بغداد للخطيب ج٦
  • السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني ص ٥٣١