حديث النبيﷺ عن زيارة المرأة القبور
احاديث ظاهرها تناقض

روي عن حضرة النبيﷺ

لعنّ الله زوارات القبور.

{ الترمذي وابن ماجه عن عن أبن عباس رضي الله عنه}

وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :-

كيف أقول يا رسول الله يعني إذا زرت القبور قال :

قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون .

{ أخرجه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه} .

      * البيان *

.

  • ليس هناك تعارض بين الحديثين :- .

الوجه الأول :-

معني الحديث الأول نهي النبي ﷺ عن زيارة المرأة للقبور لأن اللعنة الطرد من رحمة الله تعالى والدليل علي أن الحديث مقيد بالفعل :

أن النبي ﷺ علم السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا تقول إذا زارت القبور فلعل اللعنة لمن فعلت فعلا يخالف الشرع كالصياح ولطم الخدود وشق الجيوب الخ

فإذا كانت زيارتهن لتجديد الحزن والتعديد والبكاء والنوح وارتكاب المحظورات الشرعية على ما جرت به ،عادتهن فإن أمنت هذه المحظورات فلا تحرم .

الوجه الثاني :-

الحديث الأول ينهي والحديث الثاني يجيز ذلك فعلماء الأصول قالوا إذا كانت القرينة بالفعل وتركه فإنه يجعل الأمر والنهي مندوب وليس محرم

كما أمرنا النبي ﷺ أن نشرب الماء ونحن جالسين مع أن النبي ﷺ شرب قائما عند السيدة ميمونة وهذا يدل علي جواز الفعل وتركه وأنه مندوب

فتعليم النبي ﷺ الدعاء للسيدة عائشة رضي الله عنه إذا زارت القبور دليل علي الجواز لكن مع حفظ حرمة الشرع بالادب عند الزيارة .

ودليل أخر وهو :-

أن النبي ﷺ مرَّ بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري »

{ رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك}

فإن الرسول ﷺ لم ينهها عن الزيارة بل أمرها بالصبر فعدم نهي النبي بالزيارة لها بل إنه أمرها بالصبر دليل علي جواز الزيارة .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.

   * المراجع * 
  • صحيح البخاري ومسلم والترمذي في السنن وأبو
    داود وابن ماجه
  • انظر الفقه علي المذاهب الأربعة
  • انظر كتاب لا نسخ في السنة لعبد المتعال الجبري .