حديث النبيﷺ ما من يوم إلا والذي بعده شر منه
احاديث ظاهرها تناقض

روي عن حضرة النبيﷺ ما من يوم إلا والذي بعده شر منه ، وإنما يُسرع بخياركم ابو يعلي في مسنده والبخاري بنحوه

وروي عن حضرة النبيﷺ مَثَل هذه الأمة مثل المطر لا يُدرى أوله خير أو آخره الترمذي

للجمع بين الحديثين إن الشر بالنسبة لمفهوم الخلق وليس عند الله شر فإن الله جميل ولا يصدر منه إلا كل جميل ورحمته تسبق غضبه وليس هناك ارحم واحن علي العباد من رب العباد لأنه الخالق والرازق لهم

ولعل المقصود هو شدة الايام من الأقدار من حيث الأرزاق والبلاء والابتلاء لكن هذه الشدة للضعيف من حيث الإيمان أما القوي بربه والراضي بحكمه وقدره فلا يري إلا كل خير كما قيل ضربة الحبيب لا تؤلم

وأن الخير لا يزال موجود في الأمة كما قال في الحديث لا يدري أوله خير ام آخره فالخير اذن موجود في الاول والاخر بزيادة ونقصان

ويظل الخير موجود إلي أن تقوم الساعة حيث وقتها لا يوجد علي الارض من يقول الله ولا يوجد من يوحد الله عز وجل

قال العارف بالله الحسن البصري:- المراد من الحديث أنه على الأكثر والأغلب، فسئله الناس عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد زمن الحجاج فقال‏ لا بد للناس من تنفيس‏.‏

وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة والتابعين وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا فالأمر نسبي وأنه لابد من ظهور الخير علي الشر كما أن الرحمة تغلب الغضب فتلك سنة الله في خلقه لانه لا يحدث في الوجود شئ إلا بأمر الله تعالى ومراده .

فمن رضي بحكمه واحب قدره فليس عنده شر لا في الأمس ولا الغد بخلاف القانط من رحمة الله والذي لا يرضي بقضائه فأيامه كلها هموم وغموم وشرور

  • حكمة *

من عرف ربه احب حكمه ورضي بفعله ومن جهل ربه نسي فضله وعاش حزينا ومات مذموما

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .