عصمة بيت النبوة المقدمة ج٣
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة المقدمة ج ٣ * .

  • بعض دلائل عصمة النبوة من الذنب :-

  • قال الله سبحانه وتعالى في حق سيدنا إبراهيم. ﷽ { إني جاعلك للناس إماما. }

والإمام هو الذي يُقتدى به، فلو صدر الذنب عن سيدنا إبراهيم لكان اقتداء الناس في ذلك الذنب واجبا وهذا باطل

  • الرسول ﷺ مشرع لنا بجميع أقواله وأفعاله وتقريراته فلو أنه صدق عليه الوقوع في معصية ما لصدق عليه تشريع المعاصي ولا قائل بذلك أبدا. .

  • لو صدر الذنب عن الأنبياء لم تقبل لهم شهادة لقوله ﷻ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بنبأ فَتَبَيَّنُوا }

فأمر المولي عز وجل بالتثبت والتوقف في قبول شهادة الفاسق فمن لم تقبل شهادته في حال الدنيا فكيف تقبل شهادته في الأديان الباقية إلى يوم القيامة؟

وأيضًا نجد أن المولي سبحانه وتعالي قال في حق سيدنا محمد ﷺ بأنه شهيد على الكل يوم القيامة كما قال سبحانه وتعالى ﷽ (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }

ومن كان شهيدًا لجميع الرسل يوم القيامة كيف يكون لا تقبل شهادته في الدنيا ؟؟ .

  • لو صدر الفسق عن سيدنا محمد ﷺ لكنا إما أن تكون مأمورين وهذا لا يجوز أو لا نكون مأمورين بالاقتداء به وهذا أيضًا باطل

لقوله تعالى ﷽ { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله) [ سورة آل عمران].

ولقوله عز وجل ﷽ ﴿فَاتَّبِعُوهُ ﴾ ولما كان صدور الفسق عنه يفضي إلى هدين القسمين بأن تتبعه في الفسق أو ترفض اتباعه وكلا الأمرين باطل فكان صدور الفسق عنه محالاً. . *. إنهم كانوا يأمرون بالطاعات وترك المعاصي ولو تركوا الطاعة وفعلوا المعصية لدخلوا تحت قوله تعالى ﷽ ﴿ تقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كبر مقتا عند الله أن تَقُولُوا ما لا تفعلون }

وتحت قوله تعالي. ﷽ { : أتأمُرُونَ النَّاسَ بِالْبَرَ وتنسون أَنْفُسَكُمْ } ومعلوم أن هذا في غاية القبح

وأيضًا أخبر الله سبحانه وتعالى عن رسوله سيدنا شعيب أنه برأ نفسه عن ذلك فقال :- ﷽ ﴿وما أُريدُ أنْ أُخَالِفكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [ سورة هود ]

  • قوله تعالى حكاية عن إبليس ﷽ { فبعزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إلا عبادك منهم المُخْلَصِينَ) [ ص ] استثنى المخلصين في إغوائه وإضلاله

وقال في حق سيدنا يوسف. ﷽ { إنهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخلصين } فلما أقر إبليس أنه لا يغوي المخلصين وشهد الله تعالى بأن هؤلاء من المخلصين

ثبت أن إغواء إبليس ووسوسته ما وصلا إلي الأنبياء وذلك يوجب القطع بعدم صدور المعصية عنهم

( فابليس لم يمنعه المولي عز وجل عن وسوسة الأنبياء والمرسلين وغيرهم وانما حفظهم من اتباع وسوستهم وتنفيذ مراد ابليس فإنهم مخفوظون من ذلك

وكون الله تعالى بأنه لم يمنع ابليس من الوسوسة للرسل والأنبياء بل جعله يفعل ذلك وحفظهم الله تعالى لهم من تنفيذ فعل ابليس وعدم اتباعه يجعل ابليس يذداد غيظاً ومهانة وحزنا ) .

  • قال الله تعالى.﷽ ﴿أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حزب الشَّيْطَانِ هُمُ الخاسرون) [المجادلة ].

وحزب الله كما قال ﷽ ﴿أَوْلَئِكَ حِزب الله أَلا إِنَّ حِزب الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة ].

ولا شك أن حزب الشيطان هو الذي يفعل ما يريده الشيطان ويأمره به

فلو صدرت الذنوب عن الأنبياء لصدق عليهم أنهم من حزب الشيطان ويصدق عليهم قوله تعالى

﷽ ﴿أَلَا إِنَّ حزب الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ)

ولصدق على الزهاد من آحاد الأمة قوله سبحانه وتعالى

﷽ ﴿أَلَا إِنَّ حزب الله هم المُفْلِحُونَ)

وحينئذ يلزم أن يكون كل واحد من آحاد الأمة أفضل بكثير من الأنبياء ولا شك في بطلان ذلك .

  • المستحيل في حق الأنبياء والرسل :-

أي ضد الصفات الأربعة الواجبة التي تم ذكرها في الجزء السابق .

فالخيانة ضد الأمانة والكذب ضد الصدق والغفلة ضد الفطانة وكتمان شيء مما أمروا بتبليغه ضد التبليغ. فهذه الأضداد مستحيلة في حقهم أي غير قابلة الثبوت.

أي استحالة الخيانة والكذب والغفلة والكتمان الثابتة بالدليل الشرعي لما رواه العلماء من كتاب وسنة وإجماع.‏ .

وإلي الجزء الرابع من المقدمة :-