عصمة بيت النبوة المقدمة ج٥ والأخير
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة المقدمة ج ٥ *

  • هل النبي المرسل له أثر في سعادة أحد :-

ليس له أثر في سعادة وإيمان العبد بل هو سبب من الأسباب الإلهية النقية الطاهرة فهو يهدي الخلق أي يشير لهم إلي طريق الهداية وليس في يده هداية الخلق بل بيد الله سبحانه وتعالى.

قال العارف بالله علي لخواص رضي الله عنه:-

( ليس للرسل أثر في سعادة أحد ) لأنه ما سعد من سعد إلا بالقسمة الإلهية قال تعالى:-{ إنك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْيَيْتَ }

وقال تعالى:- { وَلَوْ شَاءَ اللهُ لجَمَعَهُمْ عَلَى الهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الجَاهِلِينَ) [ سورة الأنعام ]

وقال تعالى: . ﴿يَمُنُونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تمن عَلى إسْلَامكُم بَل الله يمن عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ( سورة الحجرات )

أي أن السعادة ( بيد الله سبحانه وتعالى) وليست بيد خلقه .]]. { الجواهر والدرر للشعراني ) .

  • بعث الأنبياء في سن الأربعين :-

روي عن حضرة النبيﷺ ما نبي نبي بعث إلا على رأس أربعين سنة

قال العارف بالله علي الخواص:-.

[[ إن النبي نبي من صغره ولعله أراد ( بالأربعين) الكمال والتأهل ( للرسالة والدعوة ) والصحيح أن عيسى ما رفع إلا بعد ثمانين سنة من النبوة  وأما حكم سيدنا يحيي كما قال تعالى { واتيناه الحكم صبيا } المقصود به هو العلم والمعرفة لا النبوة .

وقوله تعالى ( أتاني الكتاب وجعلني نبيا ) من التعبير بالماضي عن المستقبل كقوله تعالى ( أتى أمر الله ) أي هو بالنسبة لما في علمه تعالى ]]

{ الكشف الرباني للحامدي }

  • لماذا تكون لكل نبي معجزة :-

قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

[[ لا تشترط المعجزة في حق الرسل لأنها ما خرجت عن كونها ممكنة والقدرة لا تتعلق إلا بإيجاد الممكنات

وإذا أتى الرسول بالممكن فإنما يكون المعجز في ذلك عدم الإتيان من أرسل إليهم بمثل ذلك الذي تحدى الرسول مع كون ذلك ممكنا وقوعه في نفس الأمر.

فإذا نظرت إلى الذين انساقوا بالمعجزة إلى الإيمان ( اي أن المعجزة سببا في إيمانهم ) فكانت المعجزة سبباً لاستقرار الإيمان عندهم فتوقفت استجابتهم على المعجزة لضعف تصديقهم ( بالرسول إلا من خلالها )

وغيرهم لم يحتاج إلي المعجزة ( بل استقر الايمان بالرسول وبما جاء به بنور يقذفه الله تعالى في قلبه)

بل آمن برسوله من أول وهلة لقوة نصيبه من الإيمان فاستجاب وأما من ليس له نصيب في الإيمان فلم يستجب بالمعجزات ولا بغيرها. { الجواهر للشعراني ) .

  • لماذا اختلفت معجزة كل نبي :-

قال العارف بالله علي الخواص:-

[[ إنما اختلفت معجزات الأنبياء ( ولم تكن معجزة واحدة) لاختلاف ما كان عليه أممهم من الأحوال

فجاء سيدنا موسى عليه السلام بما يبطل السحر لغلبته على قومه ( اي كان يشتغلون بالسحر )

وأتى سيدنا عيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى لغلبة اشتغال قومه بالطب

وأتى سيدنا محمد ﷺ بجميع معجزات الأنبياء كما يعرف ذلك من تتبع سيرته لكنه اختص بمعجزة فصاحة القرآن لغلبة التفاخر بالفصاحة والبلاغة على قومه ]]

{ الجواهر والدرر للشعراني ) .

  • هل كل معجزة لنبي جاز أن تكون كرامة للولي :-

[[ المعجزة : - هى الأمر الخارق للعادة يظهر على يد مدعى الرسالة فإن ظهر على يد ولى ظاهر الصلاح يسمى في حقه كرامة

واذا ظهرت علي من هو مجهول الحال يسمى معونة من الله تعالى لعبده

واذا ظهرت علي يد فاسق فهو استدراج من الله تعالى له وهو لا يدري بذلك أو وعكس دعواه وهو اهانة من الله تعالى له ]]. { شرح جوهرة التوحيد للباجوري }

وقال العارف بالله علي الخواص:-

[[ ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي صحيح وبه قال جمهور المحققين ومن دلائل ذلك :-

١- قصة أبو مسلم الخولاني :

هو أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني سيد التابعين وزاهد العصر أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة في خلافة الصديق.

وكان من أهل اليمن، وقد ظهر فيها حينئذ الأسود العنسي وهو دجال كذاب يدعي النبوة، فبعث إلى أبي مسلم فأوقد ناراً عظيمة وألقاه فيها فلم تضره،

فقدم المدينة فأناخ راحلته ودخل المسجد يصلي، فرآه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل؟ قال: من اليمن، قال: ما فعل الرجل الذي حرقه الكذاب بالنار؟

قال ذاك عبد الله بن ثوب قال نشدتك الله أنت هو؟ قال اللهم نعم فاعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق فقال سيدنا عمر

الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من صنع به كما صُنع بإبراهيم الخليل. وكان مجاب الدعوة كثير العبادة { سير أعلام النبلاء ،}

٢- الدليل الثاني:-

قال الإمام عبد الوهاب الشعراني:-

كان العارف بالله أبو محمد الشنبكي رضى الله عنه في بدايته يقطع الطريق على القوافل فتاب على يد أبى بكر بن هوار البطائحى رضى الله عنه فصار من الأولياء فكان يبرىء الأكمه والأبرص والمجنون بدعوته .

{ كرامات الاولياء للنبهاني والطبقات للشعراني }

وقد تتابعت الرسل كلهم على اختلاف الأحوال والأزمان فيصدق كل رسول صاحبه ( اي الرسول الذي قبله ) وما اختلفوا قط في الأصول التي استندوا إليها .

  • وإلي أبواب عصمة كل نبي باذن الله تعالى :- .