عصمة بيت النبوة المقدمة ج ١
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة المقدمة ج ١ *

في هذه المقدمة قبل. الكلام علي عصمة كل نبي قدح فيه المتهالكون بين مثقف جاهل ومتعصب جاحد ومستشرق مدعي العلم وليس له من العلم الا فلسفة عقيمة نتكلم علي عدة اصول مهمة في باب العصمة

وهي إجمالاً قبل البيان :-

  • معنى النبي والرسول وأنواع النبوة
  • ما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الأنبياء
  • بيان العصمة من السهو والنسيان وغياب العقل ...الخ
  • سبب إرسال الرسل للعباد
  • هل النبي المرسل له أثر في سعادة العباد
  • لماذا تكون لكل نبي معجزة ولما اختلفت المعجزات
  • ما هي المعجزة وهل كل معجزة للنبي جاز أن تكون كرامة للولي
  • لماذا يبعث الأنبياء في سن الأربعين
  • بعد الانتهاء من المقدمة يبدأ الكلام في عصمة الأنبياء وما دار حولهم من شبهات باذن الله تعالى . . * البيان والتفصيل * .
  • اولا :- معنى النبي:-

هو وحي من الله سبحانه وتعالى لمن اختصهم بالنبوة بشيء من العلوم والمعارف وهذا يسمى إنباء أي أن الله أنبأ هذا النبي بأمر ما .

  • قال العارف بالله أحمد الطاهر الحامدي :-

النبي  إنسان ذكر حر سليم عن كل منفر طبعاً ( في الخلقة والخلق )  أوحي إليه بشرع  فإن أمر بتبليغه فهو رسول أيضا فإن أمر بالحكم بين الناس فهو خليفة أيضا  فليس كل نبي رسولاً ( وكل رسول نبي ).

{ الكشف الرباني للحامدي }

والنبوة ثلاث أنواع النوع الأول :-

قد تكون بشريعة وهذه الشريعة قد تكون مبتدأة كاملة من عند الله لهذا النبي

النوع الثاني :-

قد تكون تابعة لرسالة نبي من الأنبياء السابقين لكي يستمر الناس في منهجه دون زيادة أو نقصان

النوع الثالث:-

وقد تكون مكملة لرسالة النبي السابق عليه مع زيادة بعض الأحكام التي أرسل الله بها إليه.

كما في رسالة سيدنا عيسى -عليه السلام- فهي رسالة مكملة لشريعة موسى -عليه السلام- مع زيادة بعض الأحكام التي أتى بها عيسى.

كما قال الله تعالى

﷽ { وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ ‌وَلِأُحِلَّ ‌لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } .

وبمجرد نزول الوحي على النبي المختار من عند الله يكون نبيا لكن لا يشترط أن يكون مأمورا بتبليغ هذا الوحي لغيره .فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول

  • معني الرسول :- :-

الرسول رجل مختار من عند الله تعالى أوحى الله إليه بوحي وأمره بتليغ هذا الوحي لغيره وهذه الرسالة ناسخة لمن قبله من الرسل

وقد يكون فيها بعض ما أنزل للرسل السابقين لكن الرسالة الجديدة هي الناسخة لما قبله كما نزل القرآن فنسخ التوراة والإنجيل والزبور وصحف سيدنا ابراهيم وفي القرآن بعض ما أنزل الله فيما سبق من الكتب

كقوله تعالى :-

﷽ { ﴿أَمۡ لَمۡ یُنَبَّأۡ بِمَا فِی صُحُفِ مُوسَىٰ . وَإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ٱلَّذِی وَفَّىٰۤ . أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ . وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ . وَأَنَّ سَعۡیَهُۥ سَوۡفَ یُرَىٰ . ثُمَّ یُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَاۤءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ . وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ... الآيات ( سورة النجم ) }

أي أن مضمون هذا الكلام في الآيات السابقة وما ذكره المولي عز وجل كذلك في سورة الأعلي ( لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) .

لكن الهيمنة للقرآن الكريم والعمل بما فيه وليس بما نزل في الكتب السابقة لأنه ناسخ لما قبله وقد يكون في شرعنا ما كان في شرع من قبلنا ولكن الفرق اتباع النبي ﷺ ومنهجه بما لا يخالف شرعنا

كما قال تعالى : - ﷽ { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ ( سورة المائدة ) }

. فمن تبع سيدنا محمد ﷺ بالقران والسنة معا فهو من الناجين والمفلحين ومن تركه واتبع غيره سابقا أو حتي لاحقا فهو ضال وعلي باطل لأن الرسالات ختمت بالقران والنبوة والرسالة ختمت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فلا نبي ولا رسول بعده

  • وأما نزول سيدنا عيسى في آخر الزمان كما جاءت به الأحاديث الصحيحة والتي أكدها ووضحها العلامة عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان. يبين احاديث الأئمة الكبار البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

فنزول سيدنا عيسى كواحد من أمة النبي ﷺ وليس رسولا فيكون نبيا تابعا للنبي ﷺ ولا يأتي برسالة جديدة

بل يقيم شرع سيدنا محمد ويمشي بين الناس بمنهج النبي ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويفرض الجزية ويقيم العدل بين الخلق ...الخ .

فسيدنا عيسي رسول زمانه لكن في اخر الزمان يكون نبيا وصحابيا تابعا للنبي ﷺ لأنه يحكم بالقرآن الكريم والسنة المحمدية الشريفة سنة النبي العدنان ﷺ صلي الله تعالى عليه وعلي جميع الأنبياء والمرسلين .

وإلي الجزء الثاني من المقدمة :- .