عصمة بيت النبوة سيدنا آدم ج٤
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا آدم ج٤ * . .

  • العبرة والحكمة من قصة سيدنا آدم :-

  • قصة آدم كلها يريد المولي عز وجل أن يبين لنا أن آدم يتمثل في عنصرين في أنه بشر يصيب ويخطئ ويخالف منهج الله تعالى ثم يتوب ( فيقبل الله تعالى توبته ما لم يشرك بالله سبحانه وتعالى )

*. أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بعدم عزم آدم علي المعصية ( وأنه قضاء قدره الله تعالى عليه وأن ذلك سببا في خلافته في الأرض وأن المولي اصطفاه بعدها لا قبلها ولما اصطفاه نبينا صار معصوما من الخطأ والخطيئة)

قال سبحانه وتعالى ﷽.

( وَعَصَى ادَمُ رَبَّهُ فغوى . ثمَّ اجتباهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) [ سورة طه ]

إذن الاصطفاء جاء بعد المعصية وفيه نبوة معصومة وهذه تتمثل في الأنبياء من ذريته الذين عصموا من المعصية .

لذلك لا يصح لنا أن نقول كيف يعصى آدم وهو نبي فتنبه لذلك لأن النبوة لم تأت إلا بعد أن تاب آدم وتقبل الله تعالى توبته

فالعبد قد يكون علي معصية فيتوب وقد يصطفيه المولي عز وجل ليصبح من خاصته من الأولياء والصالحين كالفضيل بن عياض وغيرهم ممن كانوا علي ذنب فتابو واخلصوا لله فاصطفاهم من زمرة أوليائه

فلا تحزن على ما فات ما دمت تبت الي ربك واحسن الظن بربك كما روي عن بعض العارفين أنه قال في حالة مناجاة ودلال مع ربه سبحانه وتعالى

فقال رب اغفر لي ما مضي فسمع هاتفا يقول له أصلح ما بقي فقال الرجل أعني ووفقني .

٤- ان لله سبحانه وتعالى مطلق القدرة والفعل في كل شي وأنه لا يحكمه الأسباب التي خلقها للبشر وغيرهم فخلق سيدنا ادم بدون اب وام وخلق حواء من زواج

وخلق سيدنا عيسي من غير اب فحكم الأسباب وحكمتها لها قانونها وتطبيقها علي الخلق والمخلوقات وليس علي المولي عز وجل خالق كل شيء بأقل من لحظة

كما قال سبحانه وتعالى﷽

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } .

    • أن العبد لا يأمن مكر الله تعالى حتي وإن كان يعبد ربه عبادة الثقلين فلا تفرح بطاعة ولا تحزن علي معصية

فأما الطاعة فاعتمد علي فضل الله وليس عليها واشكره علي ما أنعم به فكم من طاعة أورثت في النفس عزة واستكبارا وشموخ والعبد لا يشعر بذلك

فإن داءات النفس كامنة فيك فاطلب من ربك المعونة والشكر عليها لأنه وفقك واعانك

لكن تركن الي عملك وزهوك بنفسك فلا تعلم من أن يأتي مكر ربك فتخسر دنيا وآخرة فلا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب

قال العارف بالله أبو الحسن الشاذلي:-

(لا تركن الي عمل أو مدد وكن بالله ولله ومع الله )

فالمعصية التي وقع فيها سيدنا آدم عليه السلام سهوا دعته إلى الانكسار بين يدي ربه واستغفر وأناب فرِفعه المولي عز وجل واصطفاه كما قال تعالى. { ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ}

ولذلك كان النبي ﷺ يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فاطلب الثبات وافرح بالله تعالى وليس بما تفعل واشكره يعطيك الزيادة والثبات علي ما أنعم به عليك

وأما المعصية فاستغفر ربك وتب إليه ولا تيأس من رحمة الله تعالى عز وجل فكم من معصية تاب منها العبد ولجأ الي ربه فأورثت ذل وانكسار فيقربك مولاك الي حضرته لحسن أدبك وانكسارك بين يديه

قال العارف بالله إبن عطاء الله السكندري:-

رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا” فطاعة إبليس حملته على التعزز والتمنع والغرور وأنه أفضلُ من آدم والاعتراضِ على أمر الله تعالى

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين. .