عصمة بيت النبوة سيدنا أيوب ج١
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا أيوب ج١ * .
  • تنبيه :-

لابد وأن تعلم أن كل ما قيل في حق سيدنا أيوب غير صحيح قال الشيخ الصاوي والباجوري رضي الله عنهما إن ما ورد من نحو مرض سيدنا أيوب -عليه السلام-

من أن أن الدود صار يخرج من جسده ونفر عنه الناس ومع ذلك صبر فذلك كله باطل لا أساس له من الصحة وهي روايات باطلة لا أساس لها عند البحث الصحيح

  • قوله تعالى :-﷽

{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } ( سورة الأنبياء )

قيل إن شكوي سيدنا أيوب نقص في حق نبوته لأن الشكوي من البلاء عدم رضي بما قدره الله تعالى وهذا فهم سقيم لأن الأنبياء أهل الكمال واعرف الناس بربهم .

قال العارف بالله عبد القادر الجزائري:-

قوله سبحانه وتعالى :- ﷽

{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ( سورة النحل )} ]

الخطاب للرسول ﷺ والمراد به أمته فلقد علمه ربه عز وجل أن الصبر المحمود والرضى المطلوب من العبد هو الذي يكون بالله وبين الصبر بالله والصبر بالنفس فرق كبير

الصبر بالله :-

صاحبه إن تألم ظاهره ودمعت عيناه فمحل ذلك النفس الحيوانية وهو في باطنه ناعم البال قرير العين مستنير الباطن لأنه واثق من حسن تدبير الله تعالى له ويكون الحق عز وجل هو الحامل لما أنزله بعبده

والصبر بالنفس :-

وأما من كان صبره بنفسه فإنه وإن تجلد ظاهراً ( اي أظهرت قوة وتحمل ) فهو مظلم الأرجاء متألم الباطن متهم لربه فيما أنزله به

ويتصور أن ما نزل به يمكن أن لا يكون وهذا ليس هو الصبر المرضى المحمود المطلوب من العبد بل هذا مقاومة الأمر الإلهى وتشجع على الله

.فلقد روى عن الإمام على كرم الله وجهه أنه تأوه في مرضه وأن ( من الأنين وهو قول آه ) فقيل له أتئن وأنت على ؟ فقال أما على الله فلا أتشجع

والآلام الطبيعية المحسوسة ليس في وسع الإنسان رفعها بخلاف الآلام النفسية فإن في وسعه رفعها والصبر من المقامات التى لا يفارقها العبد إلى الممات وهو عام على الخير والشر إذ لكل ابتلاء فتنة وتمحيص

{ المواقف الروحية للجزائري } .

وقال الشيخ كمال الجزار :-

من الخطأ الشائع أن العبد إذا أصابته محنة تجلد وقاوم أمام مراد الله تعالى وظن أن هذا صبر حتى أن بعضهم يدعو ربه فيقول اللهم إن كان هذا يرضيك فزدنى منه .

( وهذا خطأ ) لأن فيه شعور بالنفس ونفخة الغرور منها وهذا مذموم وأجمع العارفون أن هذا حال ناقص .

.قال العارف بالله عبد الغني النابلسى مات أحد أبنائي فوجدتني أضحك ومسروراً بذلك حتى تجاوزت هذا الحال وعلمت أن اللائق بهذا الحال الحزن والبكاء

وبكى أحد العارفين حين أصابه الجوع فسأله تلميذه أتبكي من الجوع فقال نعم إنما جوعنى الله لأبكي .

.وقد بكى الكامل المكمل سيدنا محمد ﷺ حين مات ولده إبراهيم وبكي سيدنا يعقوب عليه السلام على فقد ولده يوسف حتى أبيضت عيناه من الحزن. .

وإلي الجزء الثاني من عصمة سيدنا ايوب :-