عصمة بيت النبوة سيدنا ابراهيم
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا ابراهيم *

  • قوله سبحانه وتعالى ﷽

﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّیَطۡمَىِٕنَّ قَلۡبِیۖ ﴾ [ سورة البقرة]

قال العارف بالله علي وفا الشاذلي :-

معنى ( أو لم تؤمن ) أو لم يكفيك إيمانك قال بلى يكفيني ولكن ليطمئن قلبي من قلقه لرؤية الكيفية (وهو حسن أدب من سيدنا ابراهيم عليه السلام

وقال العارف بالله الطاهر الحامدي

أنه سأل ربه زيادة اليقين وقوة تمكن لأن العلوم قد تتفاضل في قوتها فيكون قد أراد الانتقال إلى المشاهدة والترقي من علم اليقين إلى عين اليقين لأن الخبر ليس كالمعاينة

وقيل إنه لما احتج على المشركين بأن ربه يحيي ويميت طلب ذلك من ربه ليصبح احتجاجه عيانا .

  • ثانيا قوله تعالى : ﷽. ( هَٰذَا رَبِّي ) :-

وأما قوله في الكوكب والقمر والشمس (هَٰذَا رَبِّي ) فقد ذهب معظم الحذاق العلماء والمفسّرين إلى أنه إنما قال ذلك ممكنا لقومه ومستدلا عليهم .

ألا ترى إلى قوله تعالى. ﷽. {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ } (الأنعام) .

ثالثا قول النبي ﷺ في حقه :-

لم يكذب ابراهيم عليه السلام في شيء قطُّ إلَّا في ثلاث قوله إِنِّي سَقِيمٌ ولم يكن سَقيمًا وقوله لسارَّةَ أختي وقوله بَل فعله كبيرهم هَذَا

{ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة}

فمعناه أنه يتكلم بكلام صورته صورة الكذب وليس كذب بل هو من باب المعاريض مع أن قوله هذا كان حقا في الباطن وبيان ذلك :

فقوله « إني سقيم » :-

قال الحسن وغيره معناه سأسقم أي سأصاب بالمرض والعلة فإن كل مخلوق معرض لذلك فاعتذر لقومه من الخروج معهم إلى عيدهم بهذا . وقيل سقيم القلب بما أشاهده من كفركم وعنادكم

  • وأما قوله « بل فعله كبيرهم هذا » :-

فإنه علق خبره بشرط النطق كأنه قال « إن كان ينطق فهو فعله » على طريق التبكيت على قومه وهذا أيضا صدق لا خلف فيه

  • وأما قوله « أختي »:-

فقد بين ذلك في الحديث ( فإنك أختي في الإسلام ) وهو صدق وقد روي أنها كانت بنت عمه وهذه يقال لها أخت في النسب أيضا

فإن قلت فهذا النبي ﷺ قد سماها كذبات في الحديث السابق وفي حديث الشفاعة ( ويذكر كذباته ) البخاري

فالجواب:-

أن معناه أنه يتكلم بكلام صورته صورة الكذب وإن كان حقا في الباطن ولما كان ظاهرها خلاف باطنها أشفق إبراهيم وخاف من مؤاخذته بها فهي خطيئته المذكورة في قوله تعالى (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين »

رابعاً قوله تعالي : ﷽ { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }  

قال العارف بالله فريد الدين العطار:-.

لما أحب ولده بطبع البشرية تداركه مـن الله فضله وعصمته حتى أمـره بذبحـه إذ لم يكـن المـراد منـه تحصيل الذبح

وإنما كان المقصود تخليص السر من حب غير الله تعالى بأبلغ الأسباب فلما خلص السر له ورجع عن عادة الطبع فداه بذبح عظيم { العطار والتصوف لعزام }

  • هل الذبيح إسماعيل أو إسحاق ؟ :-

قال العارف بالله ابي العباس التيجاني:-

ما روي عن النبيﷺ أنه  ناداه رجل فقال يا رسول اللهِ عُدْ عليَّ ممّا أفاء الله عليك يا بن الذَّبيحَيْن  فضحك رسول الله ﷺ ....الخ الحديث

(رواه الحاكم والسيوطي في جامع المسانيد وغيرهما )

فالذبيح سيدنا إسماعيل قولاً واحداً ولا عبرة بغير هذا القول بدليلين في الكتاب :-

الأول :. قوله سبحانه وتعالى في حق السيدة سارة : « فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب ﴾ يعني أنه يخرج من صلبه وهو رسول فلو أمر بذبح سيدنا إسحاق لقال كيف يتأتى هذا وهو يخرج من صلبه يعقوب .

والدليل الثاني :-

لأنه سبحانه وتعالى حين ذكر الذبيح وفرغ من قصته قال عز وجل بعد ذلك :﷽

{ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } (الـصـافـات )

فإن سيدنا إسحاق عليه السلام لم يكن موجوداً حين وقت الذبح وإنما الموجود وقتها هو سيدنا إسماعيل عليه السلام كما روي في الحديث السابق فلا يلتفت للقول بأن إسحاق هو الذبيح فهذا خطأ

{ روض المحب الفاني ص ٥٣ }.

  • قوله تعالى:-﷽

{ وَالَّذِي أَطْمَعُ أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين )

قال العارف بالله إبن عجيبة الحسني:-

[[ من قال إن خطيئة سيدنا ابراهيم عليه الصلاه والسلام بقوله { إِنِّي سَقِيمٌ }  وقوله { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا }وقوله في زوجته سارة إنها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.

ففي هذا الكلام نظر لأنها مع كونها معاريض فإنها ليست من قبيل الخطايا التي تحتاج إلى الاستغفار إنما صدرت عنه عليه السلام بعد هذه المقالة الجارية بينه وبين قومه في أول أمره.

( لكن سيدنا ابراهيم أعتبرها خطيئة وهي ليست كذلك وهي من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين فافهم )

واما تعليق مغفرة الخطيئة بيوم الدين مع كونها إنما تُغفر في الدنيا لأن أثرها إنما يظهر يومئذٍ ولأن في ذلك تهويلاً له.]]. . { تفسير البحر المديد }

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم . وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين