عصمة بيت النبوة سيدنا داود وشعيب
عصمة الأنبياء

  • عصمة سيدنا داوود عليه السلام :-

[[ قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

وأما الجواب عن خطيئة داود عليه الصلاة والسلام التي استغفر منها وخر راكعا وأناب، فكانت نظرة فجأة بغير تقدم نية صالحة.

ولذلك روي عن حضرة النبي ﷺ :-

كانت خطيئة أخي داود النظر وذلك أنه رفع رأسه من الأرض بغير نية تناسب مقامه فأخذه الله بذلك .

ولذلك ورد أنه لم يرفع بصره إلى ناحية السماء بعد ذلك إلى أن مات حياء من ذلك الرفع السابق مع الغفلة فعين الذنب هو رفع البصر ولو إلى مباح بغير نية فافهم

فعلم من ذلك أن مؤاخذة الأكابر في الحركات والسكنات مع الغفلة لا تختص بالنظر ولا غيره فلو قدر أنه حرك أصابعه مع الغفلة عن شهود الحق بذلك لأخذه الله به لوجوب الحضور عليهم مع الله تعالى على الدوام.

وأما ما ذكروه من أن خطيئة داود كانت هي النظر إلى امرأة فلم يصح لنا ذلك في حديث والله أعلم ]]

{ اليواقيت للشعراني ص ٣١ }

    • أما نبي الله سيدنا شعيب * *

اولا قوله تعالى ﷽

قَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِۦ لَنُخْرِجَنَّكَ يَٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا [ سورة الأعراف ]

هل معني أو لتعودن في ملتنا أن سيدنا شعيب كان يعبد الأصنام مثلهم ويسير علي منهجهم ؟

قال العارف بالله عبد القادر الجزائري :-

[[ ليس المراد من الكلام أنه كان معتقدا لعقيدتهم متبعا لملتهم قبل نبوته ثم خالفهم بعد النبوة حاشا وكلا .

فإن الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام أول نشأتهم قد نشأوا بالفطرة على محبة الحق وبغض الباطل .

وإنما المراد أن قومه لما رأوه نشأ بين أظهرهم مدة طويلة غير مظهر لدينهم وعقيدتهم ولا داع إلى عقيدة إلى أن جاء الأمر الإلهي بالإظهار والدعوة

فتوهموا وظنوا أنه كان مثلهم في عبودية غير الله سبحانه وتعالى ( من أصنام وغيرها ) فخاطبوه والذين آمنوا معه بما خاطبوهم.

  • ثانيا قوله تعالى: ﷽

{ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا. ( الأعراف) }

هو جواب منه عليه السلام عنه وعن أتباعه حيث كان خطاب الكفار متوجها إليه وإلى أتباعه وتوهموه كأتباعه بأنهم كانوا في ملتهم ثم خالفهم إلى غيرها فأجابهم علي توهمهم فأدخل نفسه مع أتباعه في الرد عليهم .

وكذلك مثل قوله - تعالى : ﷽

[ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ( سورة إبراهيم ) ]

أي قال الذين كفروا من كل ملة لرسولهم ولمن اتبعه هذه المقالة متوهمين أن الرسل كانوا قبل الرسالة متبعين لملتهم كأتباعهم الذين آمنوا معهم ]]

{ المواقف الروحية للجزائري } .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين. .