عصمة بيت النبوة سيدنا سليمان ولوط ج١
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا سليمان ولوط ج١ *

*** سيدنا سليمان عليه السلام :-

أولا قوله تعالى : ﷽

﴿فَطَفِقَ مسحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ) [ سورة ص]

فقال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

وأما الجواب عن السيد سليمان عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: ﷽ فَطَفِقَ مسحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ

إعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا توصف بفعل سفه ولا إتلاف مال لكمالهم

وإنما المراد أنه لما أحب الخير الذي هو المال عن ذكر ربه لا عن حكم الطبع طفق يمسح بيده على أعراف الخيل وسوقها فرحًا وإعجابًا بخير ربه

ولعلمه عليه السلام بأن الله تعالى يحب من عباده حب الخير وذلك الحب للخير إما أن يراد به حب الله إياه أو حب الخير من حيث وصف الخير بالحب.

ومعلوم أن الخير لا يحب إلا للأخيار فإنهم محل وجود عينه فلذلك قال سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام

كما قال تعالى:-﷽

{ إنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ( سورة ص ) }

أي أنا في الخير من حيث المحبة كالخير في حبه ولهذا لما توارت بالحجاب يعني الصافنات الجياد اشتاق إليها فقال. [ رُدُّوهَا عَلَى ]

لأنه فقد المحل الذي أوجب له هذه الصفة الملذوذة فإنها كانت محلا له.

وليس هناك دليل للمفسرين الذين جعلوا التواري للشمس لأن الشمس ليس لها هنا ذكر ولا الصلاة التي يزعمون. وسياق الآية لا يدل على ما قالوه في ذلك بوجه ظاهر

وقال الرازي :-

إن سيدنا سليمان عليه السلام جلس لتعرض عليه الخيل فطفق يمسح سوقها وأعناقها تشريفا لها وإبانة لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في دفع العدو.

أو لأنه أراد أن يبين عن نفسه إنه في السياسة وحفظ الدين والدنيا بحيث لا يخفى عليه شئ من مصالحه .

  • قوله تعالى.﷽

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ }

قال الرازي :-

روي عن النبي ﷺ أنه قال :-

سليمان بنُ داود عليهما السلام لَأَطُوفَنَّ الليلة علَى مائة امرأة، أو تسع وتسعين، كلهن يأتي بفارِسٍ يُجاهِدُ في سبيل الله فقال له صاحبه إنْ شاء الله

فلم يَقُلْ إنْ شاءَ الله، فَلَمْ يحمل منهنَّ إلَّا امرأة واحدة، جاءَتْ بشِقِّ رجل ( نصف رجل )

والذي نَفْسُ محمد بيده لو قال إن شاء الله لَجاهَدُوا في سبيل الله فرسانا اجمعوم

( أخرجه البخاري عن أبي هريرة )

فجاءت به القابلة ( اي المرأة التي تخرج الوليد من بطن أمه ) وألقته على كرسيه بين يديه جسدا لا حراك فيه

فكان هذا الابتلاء لسيدنا سليمان لأنه ترك الاستثناء وهو أنه عليه السلام لم يقل إن شاء الله .

{ عصمة الأنبياء للرازي) . وإلي الجزء الثاني من عصمة سيدنا سليمان ولوط :-