عصمة بيت النبوة سيدنا محمد ج٣
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا محمد ﷺ ج٣ *

  • سهو النبي ﷺ :-

قال العارف بالله الشعراني :

الأكابر مكلفون بأن لا يقع منهم حركة ولا سكون إلا بعد حضور مع الله ومراقبة له فلا يقع منهم خطيئة لا سهوا ولا عمدا

فإنهم مشرعون لأممهم في جميع الحركات والسكنات فلو صح في حقهم الوقوع في معصية ما لصدق عليهم تشريع المعاصي وهذا مستحيل في حقهم بذلك فكانت ذنوبهم صورية ليروا من وقع من أممهم في خطيئة كيف يفعل

فكان بكاء النبي ﷺ إنما هو من باب شفقته على قومه كما كان ﷺ يستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة وقال: إنه ليغان على قلبي.

يعني مما ستقع فيه أمتي بعدي هكذا كان سيدي علي الخواص يقول لنا في معنى استغفار المعصومين

وقال جميع ما ذكر عن الأنبياء مما يخالف هذا إنما أخذه الناس من كتب اليهود الذين كذبهم الله تعالى في وجوههم ولم يأتنا ذلك في كتاب ولا سنة

وإنما جاء الأمر مجملا فالأنبياء عليهم السلام من مقامهم العكوف في حضرة الله تعالى علي الدوام

{ العهود المحمدية لعبد الوهاب الشعراني }

  • وَمِنْ أَحْسَنِ قَوْلِ بَعْضِهِمْ:

[[ يَا سَائِلِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ سَهَا ..

وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهِي

قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِرُّهُ فَسَهَا

عَمَّا سِوَى اللَّهِ فِي التَّعْظِيمِ لِلَّهِ. ]]

{ حاشية البجيرمي على الخطيب }

( فانشغال النبي بربه في حضرته سها به عما سواه فانشغاله بحضرة الصفات جعله يسهوا عن حضرة الأفعال

فكان تشريعا لأمته لأنه في حالة الانشغال والسهو كان ولا زال في حضرة مولاه فانشغل به عما سواه فافهم ) .

  • اثبات رؤية النبي ﷺ لربه *

قال العارف بالله زكريا الأنصاري :-

يجوز رؤيته سبحانه وتعالى في الدنيا وهذا الجواز عقلي وشرعي بدليل سؤال سيدنا موسى ربَّه الرؤية في الدنيا بقوله { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ﴾ ( سورة الأعراف)

ومن المُحال أن يسأل سيدنا موسى عليه السلام ما لا يجوز ولم يخبره الله باستحالتها بل بامتناعها لضعف التكوين البدني عنها فسيدنا موسي ( فلم يري ربه إلا في حالة صعق الجسد وبقاء الروح )

فيجوز رؤية الحق سبحانه وتعالى الرؤيا في الدنيا يقظة ومن قال بامتناع الرؤية في الدنيا مستندا إلى إجماع العلماء على ذلك يقال له :-

الإجماع إنما هو على عدم وقوع الرؤية لا عدم جوازها مع أنه محمول على غير نبينا ﷺ . لكنها تقع في الدنيا بالبصيرة لا بالبصر.

{ إحكام الدلالة لزكريا الأنصاري }

[ وأما من نفى الرؤية مستدلا بقوله تعالى { لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ ﴾ ( سورة الأنعام )

فلا حجة له لأن الآية صريحة في أن المنفي ليس هو الرؤية بل المنفي هو الإدراك الذي يحصل بالإحاطة بحدود الشيء، وذلك في الأشياء المحدودة والمحصورة أي الأجسام والله عز وجل ليس بجسم فليس بمحدود ولا محصور ]

{ شرح العقائد زكريا الأنصاري }

ورؤية النبي ﷺ لربه ليلة المعراج فقيل رأه بعيني رأسه وهو رأي ابن عباس وقيل رآه بقلبه وهو رأي أبي ذر الغفاري

( انظر شرح النووي على مسلم ج٤ ) .

  • قول النبيﷺ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة :-

قال العارف بالله علي الخواص:-

[[ قال سيدنا عيسى عليه السلام كما قال تعالى﷽

{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت﴾

قوله ذلك محض عبودية وإظهارا لنعم سيده عز وجل وكذلك قول النبي ﷺ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة فما قال ذلك إلا ليعلم خواص أمته بأنه أول شافع يوم القيامة حتى يأتوه أولاً ويستريحوا من طول الوقوف ومن إتيانهم إلى نبي بعد نبي

فطلب بتلك التزكية تقريب الطريق علي الناس يوم القيامة فما ذهب إلى غيره إلا من لم يبلغه هذا الحديث في دار الدنيا.

ثم قال النبي ﷺ « ولا فخر » أي لا أفتخر عليكم بالسيادة وإنما الفخر لي بالعبودية لله عز وجل .

{الجواهر والدرر للشعراني}

  • تتمة *

السيادة لحضرة النبي ﷺ في الدنيا والآخرة وليس الآخرة فقط كما علمت سابقاً

لأن الذي أعطاه السيادة ربه عز وجل حتي نعلم علو قدره ومكانته بدليل أن الله سبحانه وتعالى نادي الأنبياء باسمائهم في القرآن : -

قال تعالى ﷽ (يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ) وقال تعالى ﷽ (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ).

الخ من الآيات حيث نادى الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء والرسل بأسمائهم إلا حضرة النبي ﷺ فقال :-

قال تعالى ﷽ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ )
( يَا أَيُّهَا المُدَّثِّر) ( يَا أَيُّهَا المُزَّمِّل )

وقال العارف بالله محمد متولي الشعراوي:-

نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى قال تعالى ﷽. { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } وهذا النداء إنما يأتي في الأحداث

أما البلاغ فيقول الله تعالى:﷽. { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ }

{ تفسير الشعراوي سورة المائدة }

فلم يذكره باسمه عدا الأنبياء وذلك لعلو مكانته ولكي نتأدب مع النبي ﷺ في الكلام معه أو عنه .ﷺ فله السيادة دنيا وآخرة . وإلي الجزء الرابع من عصمة سيدنا محمد ﷺ