عصمة بيت النبوة سيدنا يعقوب و سيدنا يوسف
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا يعقوب و سيدنا يوسف *

    • سيدنا يعقوب *
  • قوله عز وجل :- ﷽. { قَالَ إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }

أما حزن سيدنا يعقوب فليس اعتراضا علي ما قدره الله تعالى لأن التسليم من ركائز النبوة فلو كان ميتا لما حزن كل هذا الحزن ولكن لعلمه أنه حي ولم يمت فكان حزنه علي الفراق والبعاد.

وقال العارف بالله أحمد الرفاعي:-

سيدنا يعقوب عرف أن يوسف من الأحياء فازداد حُزناً وبكاء واحتمل ما احتمل من أنواع البلاء حتى ابيضَّت عيناه من الحزن عِلْماً منه بحياته وشوقاً إلى لقائه

حتى قال لاخوته :- ﷽

(يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ )

وقال أيضاً لهم. ﷽ ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)

( فهاتان الايتان دليل علي أنه علم من ربه أنه حي وليس ميت ) حتى قال مَنْ غفل عن ذلك كما قال تعالى :

﷽ (قالوا تاللهِ إنَّكَ لفي ضلالِكَ القديم)

وقالوا ﷽ (تفتؤُا تذكُرُ يوسُفَ)

{ حال اهل الحقيقة مع الله لأحمد الرفاعي} .

وقال العارف بالله عبد القادر الجزائري:-

كان سيدنا يعقوب عبر رؤيا يوسف عليهما السلام - كما ظهرت في الحس وعرف أن يوسف لا بد أن يجتبيه ربه بالنبوة والملك ويصير إلى مرتبة تقتضي خضوع إخوته له ولذلك قال ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

يعني أنه لا بد من اجتماعه فلم يكن سيدنا يعقوب عنده شك في الاجتماع بيوسف - عليهما السلام - ولكن شدة الحب وحرقة الفراق صبرته إلى ما حكي عنه.

{ المواقف الروحية للجزائري موقف رقم ٢٧٠ }

قال العارف بالله أبو عبد الله النباجي :-

لما توالى على يعقوب عليه السلام ذهاب ابنه [بنيامين] بعد يوسف واطلع الله عز وجل على ما في قلبه من الحزن بعث الله عز وجل إليه جبريل عليه الصلاة والسلام يقول له : قل :

يا كثير الخير يا دائم المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصيه غيره رُدَّ علي ابني فأوحى الله عز وجل إليه : وعزتي وجلالي لو كانا ميتين لنشرتهما لك

وفي رواية أخرى : فما طلع الفجر حتى أتي بقميص يوسف

{ مجمع الأحباب للواسطي ج٤ ص ٣٠٤ } .

* * * * 
  • سيدنا يوسف :-.

  • قوله تعالى ﷽

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}

قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

اجتمعت روحي بروح سيدنا يوسف في واقعة من الوقائع فسألته عن قصته في قوله تعالى (وَهَمَّ بها ) فقال ﷺ معاذ الله أن أكون هممت بفاحشة .

وإنما همت بي لتقهرني على ما أرادت مني وهممت بها لأقهرها بالدفع عما أرادته مني فالاشتراك في طلب الدفع مني ومنها والحكم مختلف

ولهذا قالت « أنا راودته عن نفسه » وما جاء في السورة قط أني راودتها عن نفسها

قال الشيخ محيي الدين فقلت لسيدنا ليوسف فما كان البرهان الذي رأيت ؟ فقال :

كان برهاني الذي رأيته أن من الرأي أن أدفعها عن نفسي بالقول اللين دون الشدة فهو من الرأي لا من رؤية العين البصرية

فقلت له فهل قول الله تعالى ﷽ « وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِىٓ ۚ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌۢ بِٱلسُّوٓءِ ﴾

حكاية عن كلامك أو حكاية عن كلام امرأة العزيز ؟ فقال حكاية عن كلام امرأة العزيز حين بان لها الحق فقالته هضما لنفسها

وليس من كلامي لأني أعلم أن النفس ليست قابلة للسوء من حيث ذاتها وإنما يعرض لها قبول السوء من القرين إذا ألح عليها .

  • قوله سبحانه وتعالى :﷽

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }

سيدنا يوسف لم يجب الداعي مع أن رسول الله ﷺ یقول « رَحِمَ اللهُ أخي يُوسُفَ لو أنَا أتانِي الرسولُ بعدَ طُولِ الحَبْسِ لَأسرعتُ الإِجابةَ حِينَ قال : ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ

( أخرجه الطبراني عن الحسن البصري و أخرجه أحمد والسيوطي )

فهل قول النبي ﷺ ذلك ثناء ومدح وإعلاء قدر نبي الله سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام ؟

قال العارف بالله علي الخواص:-

إنما ذكر ذلك لنا على يوسف لتحمله شدة ما افترته عليه امرأة العزيز وقد اجتمع في يوسف وهو رسول من رسل الله تعالى حالان شدیدان حال السجن وحال كونه مفترى عليه.

والرسول يطلب أن يقرر في نفوس أمته ما يقبلون به من دعائهم إلى الخير الذي جاء به عن ربه إليهم

وما قاله الناس في حقه معلوم عند كل أحد أنه لا يقع في مثله فلابد أن يطلب البراءة بذلك عندهم ليؤمنوا بما جاء به من عند ربه

ولم يحضر بنفسه ذلك المجلس حتى لا يدخل الشبهة نفوس الحاضرين بحضوره فإن البراءة في غيابه عن مجلس الحاكم أتمّ وافضل من براءته في حضوره لأنه ربما يقال أن الملك رفق به ورعاه في ذلك إذا حضر

( الجواهر والدرر للشعراني ص ١٧٣)

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين. .