مقدمة مهمة عن فوائد القران
من عظمة القرآن وأسراره

مقدمة مهمة عن فوائد القران وذكر بعض الفضائل له

[[ قال العارف بالله البلخي :-

اعلم أن كل سورة من القرآن خاصة السور المفضلة كالبقرة وآل عمران ويس والسجدة وتبارك وغيرها لها أنوار وحقائق يشاهدها أولياء الله تحيط بركتها وأنوارها وأسرارها بالمؤمنين،

ولكل سورة خصوصية خصها الله عز وجل بها وآثار من حفظه وبركته فربما يأتي عذاب من فوقه فيكون فيكون نور سورة يس وقاية له وربما أحاط به فيكون نور سورة تَبَارَكَ مانعاً له

وربما قصده عبد بسوء فكفاه الله تعالى بـ (كهيعص ) [مريم ] أو يحميك بـ ( حم عسق ) [الشورى ] .

وقد أعلم الله عزّ وجل أن العذاب مواجه للعباد من فوقهم ومن تحت أرجلهم لولا رحمته والقرآن رحمة كما قال الله تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةً﴾ ]]

{ شرح حزب البر للفاسي}

. دلائل على ذلك من أحوال واقول العارفين

  • قال ثابت البناني :

إنه دخل على مطرف بن عبد الله وهو مغمى عليه فسطعت منه أنوار ثلاثة نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه وقدميه قال : فهالنا ذلك

فلما أفاق فقلنا : كيف أنت يا أبا عبد الله ؟ فقال : صالح فقيل : لقد رأينا شيئا هالنا . قال : وما هو ؟ قلنا : أنوار سطعت منك . قال وقد رأيتم ذلك ؟ قالوا : نعم .

قال تلك تنزيل السجدة وعشرون آية ، سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صورت تشفع لي وهذا ثوابها يحرسني.

{ طبقات ابن سعد ج٧ }

.* [[ ذات يوم كان رجال الحجاج يبحثون عن الحسن، فاختفى في صومعة حبيب، قالوا لحبيب: أرأيت الحسن اليوم ؟ قال: نعم، قالوا: وأين ذهب قال داخل هذه الصومعة فدخلوا الصومعة ومهما بحثوا عنه لم يجدوه

وقد قال الحسن وضعوا أيديهم على سبع مرات، ولم يروني. خرج الحسن من الصومعة وقال: يا حبيب، لم تحفظ حق الأستاذ وأرشدت على، قال حبيب: أيها الأستاذ نجوت بسبب صدقي، ولو كنت أكذب لكنا أسرنا معا .

قال الحسن رضي الله عنه وماذا قرأت حتى أنهم لم يرونى قال قرأت آية الكرسى عشر مرات وأمن الرسول الخ السورة عشر مرات وقل هو الله أحد عشر مرات ثم قلت إلهي، استودعتك الحسن فاحفظه.]]

{ تذكرة الأولياء }

  • روي عن حضرة النبيﷺ هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر قال الترمذي : « هذا حديث غريب من هذا الوجه »

[[ قال العارف بالله عبد الرؤوف المناوي:- سورة تبارك « الملك » إنما اختصت بكونها المانعة المنجية لأن اسمه عز وجل ( الرحمن ) ذكر في السورة أربع مرات والرحمن مشتق من الرحمة

والرحمة تسبق الغضب فقارئ « تبارك » قد أحاطت به الرحمة من جميع جهاته الأربع ، وصار في حصنها ، فهي مانعة له مما يؤذيه ، منجية له مما يضره ]]

{إعلام الحاضر والبادي للمناوي }

.

  • وفي أثر وتأثير سورة يس *

فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ » أخرج أحمد في مسنده

وعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ ﷺ اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ  أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز

وإن كان حديث ضعيف لكن لكثرة وروده بألفاظ متباينة فإنه يقوي بعضه بعضا فيجوز قراءة سورة يس للشفاء من المرض، منوها أن يس لما قرأت له، كما أن ماء زمزم لما شرب له.

فيجوز له قراءة سورة يس بنية قضاء الحوائج ، وكان الصالحون يقرأون سورة يس بنية قضاء الحوائج وفك الكربات، فالقرآن شفاء للقلوب والصدور

[[ وقال العارف بالله محي الدين ابن العربي أنه أثناء شبابه أصيب بالحمي الشديدة وفي أثناء مرضه من الحمي يرى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر مسلحين يريدون الفتك به

وفجأة رأى شخصاً جميلاً قويا مشرق الوجه حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر، ولم يبق منها أثر، فيسأله من أنت؟ فيقول له أنا سورة يس

ويستيقظ الإمام فيرى والده جالسًا إلى وسادته بجواره يقرأ عند رأسه سورة يس وشفي من مرضه

ولذلك نجده يطلب من زائر المريض أن يقرأ عنده سورة يس لما كان لها من الفضل عليه ]]

{ انظر الفتوحات المكية لإبن العربي ج ٤٩٣/٤ }

.

  • [[ قال العارف بالله الشرجي:-

من قرأ حين يخرج من منزله الفاتحة ثلاث مرات ، وقال : اللهم سلمني وسلم ما معي ، واحفظني واحفظ ما معي ، وبلغني وبلغ ما معي ، ثم يقرأ سورة « إنا أنزلناه » ثلاثا ، ثم يقول هذه الكلمات ، ثم يقرأ آية الكرسي ، ثم الكلمات ، فإنه لا يرى سوءا أبدا .]]

{ الفوائد للإمام الشرجي}

  • وفي رواية عنه ﷺ من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من أواخر البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا تقرأ على مجنون إلا أفاق

ومن كتبها في إناء نظيف بمداد كوفي ومحاها بماء بئر عذب ثم شربه على الريق فإنه يعين على الحفظ والنشاط للنفس

ومن أكثر من قرأتها ليلاً ونهارا فإن الأثقال تخف عنه وتقضى ديونه ويكفي عدوه ويكفي شر الظلمة ويرزق حسن اليقين »

{ رواه الدارمي }

     * وفي فضل آيات الشفاء * 

{{ قال ابن السبكي :

بلغنا أنه مرض للأستاذ أبي القاسم ولد مرضا شديداً بحيث يأسنا من الشفاء فشق ذلك على الأستاذ أبا القاسم فرأى الحق سبحانه في المنام فشكا إليه

فقال له الحق تعالى ( إجمع آيات الشفاء واقرأ عليه ، أو اكتبها في إناء واجعل فيه مشروبا واسقه إياه ففعل ذلك فعوفي الولد .

وآيات الشفاء في القرآن ست : ۱ـ ويشف صدور قوم مؤمنين ) . . ۲ـ وشفاء لما في الصدور . ٣ـ فيه شفاء للناس . ٤ـ وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين . ه وإذا مرضت فهو يشفين . ٦ـ قل هو للذين ءامنوا هدى وشفائه .

ورأيت كثيراً من المشايخ يكتبون هذه الآيات للمريض ويسقاها في الإناء طلباً للعافية . قلت وأنا جربت ذلك مراراً كثيرة فعوفي المريض ..]]

{ إحكام الدلالة للقشيري }

  • [[ من فوائد الشيخ علي الأجهوري المالكي :-

لقضاء الحوائج أن تقول وأنت متوجه إلى حاجتك عشر مرات فتقول :

اللهم أنت لها ولكل حاجة فاقضها بفضل بسم الله الرحمن الرحيم ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) ]]

{ الفتح القدسي للبكري }

    * فضل سورة الشرح والقدر وقريش *

[[ قال العارف بالله اسماعيل الجبرتي:-

سورة الم نشرح لك صدرك ، وإنا أنزلناه » ، مفاتيح الرزق ، وفي رواية : « ألم نشرح لك ولإيلاف » ]]

{ العطر الوردي لاسماعيل الجبرتي }

     * فضل البسملة * 

[[ إذا تلاها الشخص عدد حروفها سبعمائة وسبعة وثمانين مرة مدة سبعة أيام على أي شيء كان من جلب نفع أو دفع ضرر أو بضاعة خاف أن تكسد فإنها تربح ربحا عظيماً.

  • وإذا تليت بهذا العدد على قدح ماء وسقي للبليد أزال ما به من البلادة وحفظ كل شيء سمعه بإذن الله تعالى

  • وإذا تليت في أذن مصروع إحدى وأربعين مرة أفاق من ساعته

  • وإذا تليت عند النوم إحدى وعشرين مرة أمن تلك الليلة من الشيطان وبيته من السرقة وأمن من موت الفجأة . باذن الله تعالى

  • وهي تدفع لكل بلاء .

*وإذا كتب ( ب ) من البسملة عشرين مرة وقرأت عليها البسملة مائة مرة وأضفت إليها هذه الأحرف

( س لا م ع ل ي ن و ح ف ي ا ل ع ال م ي ن )

وسقيتها للملسوع أفاق وعافاه الله تعالى

  • وروي عن حضرة النبيﷺ من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد ، يقرأ في الأولى بالحمد و « قل بأيها الكافرون » ، وفي الثانية بالحمد و « قل هو الله أحد خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها .

( أخرجه ابن النجار )

  • وروي عن حضرة النبيﷺ من قرأ قل هو الله أحد » مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار.

( رواه الطبراني والبغوي)

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين .

  • المراجع *

  • شرح حزب البر لعبد الرحمن الفاسي ص ٣٥

  • طبقات ابن سعد ج٧ ، حلية الأولياء ج٢

  • تذكرة الأولياء للعطار ترجمة حبيب

  • إعلام الحاضر والبادي لعبد الرؤوف المناوي ص 147

  • الفوائد للإمام الشرجي

  • إحكام الدلالة علي تحرير رسالة القشيري ج١ المقدمة

  • الفتح القدسي لمصطفى البكري ج١ ص ٦٠

  • العطر الوردي في كرامات اسماعيل الجبرتي ص ٤٢٥

  • الطبقات الكبرى للشعراني ترجمة أبو المواهب الشاذلي

.