حديث النبيﷺ عن افتراق الأمة
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبي افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. 

{ أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم }

الإشارة الأولي في الحديث :-

إن الافتراق من الفراق والفرقة وهي الانفصال عن شئ له جهة ومبدأ وعمل .

وبالتالي كل من ترك طريق الصواب وانفصل عن السواد الأعظم فهو ينطبق عليه الحديث فاليهود والنصاري عندما جاء حضرة النبيﷺ رسولا للكل

كانوا ولا زالوا قد حرفوا دينهم واتخذوا احبارهم اربابا من دون الله والنصاري اتخذوا سيدنا عيسي ابنا للإله ومنهم من جعل سيدنا عيسي إله من دون الله تعالى وبقية الطوائف الهندوسية والبوذية وغيرهم

ومن ثم فإن هذا ليس دين الحق ولا دين الصواب شأنهم شأن البوذيين وعبدة الطواغيت والشمس والقمر والطبيعة..الخ

الإشارة الثانية:-

اعتماداً علي فهم ما سبق أن النبيﷺ أرسله الله للعالمين الانس والجن فمن آمن به وبدعوته فهو من أمة الإجابة والاستجابة فلا ينطبق عليهم هذا الحديث

وأما من لم يؤمن بالنبي وبغير دعوته وظل علي ما يعلمه وما يؤمن به فهو من أمة الدعوة التي دعاها رسول الله إلي وحدانية الله وأنه اله واحد وليس بشر

وليس له ابن ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولكنهم رفضوا ذلك فهذا النوع هو الذي ينطبق عليه الحديث وافترقوا الي أكثر من سبعين فرقة

والحاصل مما سبق :-

إن الأمم نوعين

الأولي أمة الدعوة :-

وهي الأمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته هي المفترقة إلى تلك الفرق وتشمل النصارى واليهود والبوذيين والمجوس وعبدة الكواكب وعبدة الطبيعة الي غير ذلك مما يوجد في زمان النبي وزماننا إلي أن تقوم الساعة

الثانية أمة الإجابة:-

هي الفرقة الناجية يريد بها من آمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم مؤمنين بالله ربا وبسيدنا محمد رسولا وأنه اله واحد لا ثاني ولا شريك له ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا وبيده القدرة والقدر

وكل شي في الوجود تحت حكمه وسلطانه وهيمنته وهم المسلمون الموحدون بالله عز وجل وقد استحسن هذا التفسير كثير من أئمة الفقه والتفسير

وانظر أيضا قول النبيﷺ:-

لا يزال الخير في وفي أمتي حتي تقوم الساعة

انظر قول النبيﷺ أمتي بلفظ ياء النسبة الي النبي ﷺ تشريفا لمن أمن به وصار علي هديه أنه من أمته

أما في حديث تفترق الي ثلاث وسبعون فرقة قال ( الأمة ) دليل علي أمة الدعوة من غير المسلمين الموحدين المؤمنين بالله ربا وبسيدنا محمد رسولا ولم يقل ( أمتي ) دليل علي أمة الإجابة

* تنبيه * 

قد يفهم ممن ليس له دراية ولا عقل ولا فهم ويظن أن بعض ممن وصفوا أنفسهم مالكية وشافعية وحنفية وحنبلية وصوفية وغيرهم أن هذه هي الفرق الي ذكرت في الحديث

وهذا جهل مركب وليس جهل بسيط لأنها مجرد تسمية لصفة وعمل اشتهر بها صاحبها في منهجه ولكن الكل متفقين علي مبادئ الشريعة الإسلامية ظاهرا وباطنا وأن كل منهم يسير بمنهج تابعا لحديث أو اجتهاد

ولكن لا ينطبق عليهم هذا المعني في الحديث ولله در الإمام الشافعي الذي قال استطيع أن أغلب مائة عالم بالحجة والبينة ولا أستطيع أن أغلب جاهل واحد فالجهل مصيبة

خاصة في زماننا من يأخذون دينهم من اليوتيوب والجرائد والكتب المدرسية ولا يدرسون علي يد عالم أخذ الإجازة من الازهر الذي نشر الوسطية والاعتدال في الدين والمنهج أسأل الله السلامة لشباب الأمة من نفق الجهل وبؤر الفساد .

وقد قال أيضا الإمام الشافعي رضي الله عنه

اخي لن تنال العلم إلا بستة أمور

سأنبئك عن تفصيلها ببيان

حرص وذكاء وبلغة ( اي ذاد )

واجتهاد وإرشاد استاذ وطول زمان

فلا نطبق الأحاديث والايات علي هوانا وما تحبه نفوسنا فليس هناك علم takeaway كما يحدث اليوم

فمن لم يعرف يسأل من يعرف ويقرا جيدا ويبحث في المسألة بحثا جيدا حتي يتعلم ويعلم أمور دينه والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين. .