حديث النبيﷺ عن التواضع للأغنياء
أحاديث المعاملات

حديث النبيﷺ عن التواضع للأغنياء

روي عن حضرة النبي ﷺ

روي عن حضرة النبيﷺ مَنْ تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ لأَجْلِ غِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ. ( رواه البيهقي في الشعب ) .

  • قال العارف بالله ابراهيم التازي :-

قال الأستاذ أبو قاسم سمع الشيخ أبا علي الدقاق يقول: قول النبي. ذهب ثلثا دينه ولم يقل ذهب دينه

لأن للمرء ثلاثة أشياء قلبه ولسانه وبدنه

فإذا تواضع الفقير بلسانه وبدنه للغني من أجل غناه فقد ذهب ثلثا دينه

فلو اعتقد العبد التواضع بقلبه للغني كما ظهر ذلك على لسانه وبدنه فهذه حالة بعيدة من المؤمن ونعوذ بالله ممن كانت هذه صفته

(النجم الثاقب لأبي الفضل التلمساني ص ١١٤ )

  • وقال العارف بالله عبد القادر الجزائري :-

اعلم أن هذا الحديث ورد بلفظ الخبر ومعناه النهي عن تواضع الفقير للغنى بسبب غناه.

فلقد روي عن حضرة النبي ﷺ :- .

لعن الله فقيرا تواضع لغني من أجل ماله ومن فعل ذلك منهم فقد ذهب ثلثا دينه

{ أخرجه الديلمي في الفردوس عن أبی ذر وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب }

والدين هنا في الحديث بمعنى الجـزاء كما قال المولي سبحانه وتعالى : ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾

أي يوم الجزاء فالله أعد للفقير في الدار الآخرة جزاء مخصوصا في مقابلة فقره في الدنيا فإذا عظم الغني لغناء نقصه ذلك من جزائه ( يوم القيامة )

وليس المراد هنا أصول الشرائع وفروعها فإن أصول الشرائع لا يتصور فيه ذهاب البعض وبقاء البعض

والتعبير بالثلثين :-

هو كناية عن ذهاب أكـثـر جـزائه فإن قلت لـماذا لم يعبر الرسول ﷺ بالأكثر بدل الثلثين قلنا لقد أخبر الرسول ﷺ بما أخبر الله به تعالى

وما كل أفعـال الله تعلم حكمته وتفسير الثلثين بالأكثر أقرب إلى السلامة من الخطأ وأبعد من التعسف في كلام النبوة .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين .

  • المراجع :-

  • شعب الإيمان للبيهقي ومسند الفردوس للديلمي

  • المواقف الروحية للعارف بالله عبد القادر الجزائري الموقف رقم ٣١٨

  • النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب لأبي الفضل سعيد ابن صعد التلمساني رسالة ماجستير كلية العلوم الإنسانية بالجزائر .