حديث النبيﷺ عن الالتفات في الصلاة
الأحاديث الفقهية

روي عن حضرة النبيﷺ السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله ( ﷺ ) عن الالتفات في الصلاة قال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد » رواه البخاري

يكره الالتفات ) لغير القبلة ( في الصلاة ) لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله ( ﷺ ) عن الالتفات في الصلاة قال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد » رواه البخاري

وروي عنه ﷺ لا يزال الله ( عز وجل) مقبلا على العبد وهو في الصلاة ما لم يلتفت فإذا التفت أعرض.

وفي خبر سيدنا أبي هريرة : ما التفت عبد في صلاته قط إلا قال الله ( تعالى ) أنا خير لك مما التفت إليه »

[[ وظاهر الأحاديث كراهة الالتفات مطلقا سواء كان لحاجة أم لا ؟ وليس الأمر كذلك بل هو مقيد بما إذا كان لغير حاجة وأما الالتفات لحاجة فجائز والدليل :-

قضية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين صلى بالناس وجاء رسول الله( ﷺ ) فوقف في صف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس تصفيق التفت أبو بكر فرأى النبي ( ﷺ ) فتأخر

ثم إن كراهة لالتفات تتفاوت فالصفح بالخد أخفف من لي العنق ولي العنق أخف من لي الصدر ولي الصدر أخف من لي البدن كله ولا تبطل صلاته ما دامت قدماه إلى القبلة كما أنه لو جعل القبلة خلف عقبيه والتفت إليها لم ينفعه ذلك .

ومن الالتفات رفع البصر إلى السماء وهو يكره أيضا لقوله ( ﷺ ) : لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم

قال ابن عرفة :- إنما المعنى إذا رفع لغير الاعتبار فأما للاعتبار فلا بأس ولا يلحقه الوعيد قال العلماء حين رأوا عامة الخلق يرفعون أبصارهم الي السماء وهي سالمة أي أن المراد بالخطف أخذها عن الاعتبار حين تمر بآيات السماء والأرض وهو معرض وذلك أشد الخطف للبصر ]]

{ الموارد الشهية ج١ ص ٦٢٢-٦٢٣ }

[[ وقال العارف بالله مصطفى البكري:-

مما نشاهده إذا أقمنا صلاة بما ينبغي لها نجد لها في القلب نورا عظيما حتى نرى الالتفات في الصلاة يضعف تأثيرها لما في الحديث :-

(إياكم والالتفات في الصلاة فإنها هلكة ) وفيه أيضا ( ما التفت عبد قط في صلاته إلا قال له ربه أين تلتفت يا ابن آدم ؟ أنا خير لك مما تلتفت إليه )

والحاصل :-. أن كل عمل من أعمال الشريعة المطهرة يجد العامل به نورا أو سرورا ويورثه قربة وحضورا ويكشف الحق له به عن قلبه ستورا ومن أخل بآدابها وبأسبابها وادعى وصولا فهو ليس بصادق. ]]

{ السيوف الحداد لمصطفى البكري }

[[ وقال العارف بالله ثابت البناني :-

كنت أمر بابن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشية منصوبة لا تتحرك وقال يحيى بن وثاب إنّ ابن الزبير كان إذا سجد وقعت العصافير على تصعد وتنزل لاتراه إلا جذم حائط .]]

{ المختار من مناقب الأخيار ج٣ ص ٢٢٠ }

كذلك من المهم أيضا عدم الملل من العبادة فكما أن الالتفات ينقص من كمالها كذلك الملل ينقص من كمالها

[[ قال العارف عبد الوهاب الشعراني:- ذرة من العبادة مع الإقبال على حضرة الله خير من أمثال الجبال منها مع الملل ]]

{الكواكب الدرية للمناوي ترجمة الإمام الشعراني }