حديث النبيﷺ عن التعامل بأخلاق ربك ج٢
أحاديث المعاملات

  • حديث النبيﷺ عن التعامل بأخلاق ربك ج١ *

تكملة الدلائل علي التعامل الحسن مع المسلم وغير المسلم :- .

٥ - ما فعله الإمام أبو حنيفة مع جاره اليهودي :-

كان للإمام أبو حنيفة النعمان جارٌ يهودي وكانت قصبة خلائه تنضحُ على بيت أبي حنيفة فمكث عشر سنين وهو يكنس كلَّ يومٍ ما نزل في داره منها ويذهب به إلى الكوم

ولم يُعلم اليهودي قط بذلك فلما علم ذلك اليهودي بما يفعله ابو حنيفة بكي ثم جاء وأسلم

{ الطبقات للشعراني }

٦- وكذلك معاملة السيدة نفيسة وجارتها اليهودية التي تركت ابنتها عند السيدة نفيسة لما تتصف به من حسن خلق وأمانة وعفة وذوق عالي ليس له علاقة بمسلم أو غيره .

فمعاملة الحق في عباده مهما كانوا من اي ملة أو نوع إذا عاملت ربك فيهم بالحسنى والأدب العالي عاملك ربك بنفس المعاملة لأنهم اولا واخرا عباده ولأن الجزاء من جنس العمل .

٧ -؛ روي عن حضرة النبيﷺ

أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام إنك خليلي حسن خلقك ولو مع الكافر تدخل مداخل الأبرار فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي ، وأسكنه حضيرة قدسيء وأدنيه من جواري {بستان الفقراء ونزهة القراء .}

٨ - قال العز بن عبد السلام:-

بينما أنا في بدايتي بين النائم واليقظان وإلى اليقظة أقرب واذا بالنداء :

أتدعى محبتنا ولا تتصف بصفاتنا وتتخلق بأخلاقنا . وعرضت على الأسماء الحسنى وقيل أنا الرءوف الرحيم فكن رءوفا رحيما بكل من قدرت على رحمته

أنا الغفار فكن ستارا لعيوب النّاس وإياك وإظهار عيوبك وإعلان ذنوبك فإن إعلان العيوب مسخط لعلام الغيوب

أنا الحليم فاحلم على كل من آذاك أنا اللطيف فارفق بكل من أمرت بالرفق به ، فإنى لطيف بعبادي

{الكواكب الدرية للمناوي}

٩- ونزل ضيف بدار إبراهيم الخليل الله فسأله عن دينه فأخبره انه مجوسي فقال له الخليل أسلم فرفض المجوسي فقال له إني لا أضيف مجوسيا

فخرج المجوسي من داره بلا طعام فأوحى الله تعالى إلى الخليل الي من كل سنة وأن أرزقه وهو يشرك ولا امنعه من كرمي، وأنت من أجل طعمة واحدة تريد لا تطعمه إياها حتى يسلم، فعند ذلك انتبه الخليل للعمل على الكرم الإلهي

فتبع المجوسي وجاء به إلى داره ورحب به واضافه وأطعمه فقال له المجوسي يا إبراهيم رأيت منك العجب رفضت أولاً أن تضيفني والآن ناديتني واطعمتني وعاملتني بالبشاشة والترحيب

فقال له الخليل إن ربي عاتبني فيك وقال لي منذ عمره وهو يشرك بي ولم أمنعه من إحساني وأنت لم تطعمه أكلة واحدة حتى يخرج عن دينه

فقدمت على ما فعلت واتبعتك وجئت بك وأكرمتك اقتداء بربي - جل وعلا - فقال له المجوسي أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله

هذا مشرب أهل الله فكان الخليل بعد ذلك يكرم الأحباب والأعداء فيقال له في ذلك فيقول رأيت ربي لا يمنع أعداءه من إحسانه فأنا كذلك فلما تخللت أوصاف الحق أوصافه سمي خليلاً

وكذلك ما وقع لسيدنا داود لما بنى بيت المقدس فتهدم، ثم بناء فتهدم ثم بناء تهدم فقال الهي أنا ابني بيتك وأنت تهدمه

فأوحى الله اليه يا داود كما هدمت بنيتي ( يقصد كثرة قتله الكفار فالخلق كلهم خلقهم وبني جسدهم هو المولي عز وجل ) لأنك قتلت عبادي

قال يا رب أليس في الجهاد وفي سبيلك فقال يا داود أليسوا عبادي؟ فالذي أمر بقتلهم أولاً عطف عليهم بالرحمة ثانيا

{ الواردات الإلهية لبيطار الجزء الثاني ص ١٩٨ }

  • تتمة (فهم خاطئ وتصحيحه) :-

وأما ما قاله حضرة النبيﷺ في حديثه إذا رأيتم اليهود فضيقوا عليهم الطريق ( فليس هذا علي الاطلاق كما يفعل جهلاء الفهم الخاطئ في دين الله تعالى اليوم .)

فلقد قال العارفين تلك حالة خاصة لظرف خاص وليس عامةلأن اليهود نقضوا العهد مع رسول الله ﷺ

أما اليوم ومن معنا من أهل الذمة فلا ينطبق عليهم الحديث بل قال رسول اللّه ﷺ من خفر ذمي فأنا خصيمه يوم القيامة

فافهم أن ليس كل حديث ينطبق مطلقا إلا إذا كان له سبب وحال وزمان أما غير ذلك فالحديث ينطبق العمل به الي يوم القيامة ما لم يعارضه حديث آخر أو أية أو فعل . وإلي الجزء الثالث من بيان الحديث :- .