حديث النبيﷺ عن التعامل بأخلاق ربك ج٣
أحاديث المعاملات

  • حديث النبيﷺ عن التعامل بأخلاق ربك ج٣ *

اعلم أن التخلق بالاخلاق الربانية من صفات الجمال وليس صفات الجلال

فلا تتعامل وتحتج باسمه تعالي المنتقم مثلا او المميت أو الجبار أو البطش الا في حدود نطاق الشرع لا الطبع فتقتل من قتل وتتجبر علي الضعيف وغير ذلك من الأسماء الجلالية الربانية :-

قال بهاء الدين البيطار:-

الإتصاف بأوصاف الله والتخلق بأخلاقه هو فعل ووصف محمود من جهة ما تقتضيه الشريعة لا من جهة ما تقتضيه الطبيعة

فإذا كان القتل بالأمر الشرعي محمود كقوله تعالى (يَتأَيُّهَا النَّبِيُّ جاهد الكُفَّارَ وَالْمنافِقِينَ ﴾ فهذا إفساد محمود وسفك دماء محمود وكذلك سفك دماء الأضاحي مثلاً تقربا إلى الله تعالى

بل إن الشريعة المطهرة تقول أن الكاذب للإصلاح بين الإخوان ليس بكاذب ومثل ذلك المعاداة في الله وقتل القاتل وقطع يد السارق وضرب الزاني مائة جلدة أو رجمه وأمثال ذلك،وهذا كله مما تقتضيه الأسماء الإلهية التي أمرنا بالتخلق بها لكن في نطاق الشرع لا في نطاق الطبع والعادة

{ الواردات الإلهية للبيطار ص ٢٨٠ ج٢ }

فعليك التخلق بالاخلاق الجمالية مثل الرحمة من رحيم والود من ودود والعفو والصفح والستر والسلام والكرم والعلم والعدل والهادي والغفور ..الخ من تلك الأسماء الحسنى

وهذا التعامل بتلك الصفات الربانية لكل خلق الله تعالى مسلم وغير المسلم لأن الكل عباد الله تعالى والأحاديث وردت بغير ذكر صنف أو نوع أو لون

كما روي عن حضرة النبيﷺ

الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ.

{  أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد في المسند}

وروي عن حضرة النبيﷺ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يَغْتَسِلُ بالبَرازِ ، فصَعِدَ المنبر ، فحَمِدَ الله وأثنى عليه

وقال إن اللهَ عزَّ وجلَّ حليم حييٌّ سِتِّيرٌ يحب الحياء والسِتر فإذا اغتسل أحدُكم فلْيَسْتَتِرْ.

{أخرجه النسائي عن  يعلى بن أمية }

وهل ستر العورة أقل منزلة وقيمة عند الله تعالى من ستر العباد من فضيحة وغيره

وروي عن حضرة النبيﷺ

ما كان الرِّفْقُ في شيء إلَّا زانَه ولا نُزِعَ من شيء إلَّا شانَه

{ أخرجه الطبراني عن السيدة عائشة رضي الله عنها }

في الأحاديث السابقة وغيرها في السنة النبوية الشريفة لم تحدد التعامل برحمة ورفق وستر...الخ مع أحد معين وجنس معين وديانة معينة فلا تضيق ما وسعه الله تعالى فيضيق عليك تحكما وجهلا بسنة النبي ﷺ .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد . وعلى اله وصحبه اجمعين .

  • المراجع *

  • صحيح البخاري

  • السيرة النبوية

  • الواردات الإلهية لبهاء الدين البيطار و وانظر البداية والنهاية لابن كثير

  • شرح حكم الشيخ محي الدين ابن عربي للملا موسي الكردي بتصرف يسير

  • الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ترجمة ابراهيم النخعي وأبو حنيفة النعمان

  • بستان الفقراء ونزهة القراء للكتامي الشامي الباب الثاني والخمسون

  • الكواكب الدرية للمناوي ترجمة العز بن عبد السلام .