حديث النبيﷺ عن رفع البلاء بالأولياء والصالحين
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ

لولا شبابٌ خُشَّعٌ  وشيوخٌ رُكَّعٌ وأطفالٌ رُضَّعٌ وبهائمُ رُتَّعٌ لصُبَّ عليكم العذابَ صبًّا

(  ميزان الاعتدال عن أبي هريرة وأخرجه البزار باختلاف يسير، وأبو يعلى والطبراني في المعجم الأوسط بنحوه ) .

  • البيان :- .

إن الله سبحانه وتعالى جعل الخلق أسباباً في رفع البلاء حتي في صلاة الاستسقاء يخرج الناس والدواب اظهار للتذلل والخضوع لله عز وجل

ومن يقول إن الله تعالي لا يرفع البلاء بسبب عباده وأوليائه الصالحين فقد جعل الدواب أعظم قدرا من الإنسان وهذا سوء فهم

فإن الله تعالى يدفع البلاء بمن يصلي عمن لا يصلي ومن يزكي عمن لا يزكي...الخ

فوجود العباد الطاهرين قلبا وقالبا مثل الاطفال والشباب والصالحين رحمة بالعباد للعباد فافهم

وروي عن حضرة النبيﷺ

لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن فبهم تسقون، وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه أخر

{ أخرجه الطبراني عن أنس والهيثمي في الزوائد و كشف الخفاء قال العجلوني يتقوى بتعدد طرقه الكثيرة منها ما رواه أحمد عن شريح بن عبيد وهو أحسنها }

  • أقوال العارفين في ذلك:-

  • عن محمد بن الصباح رحمه الله تعالى قال:-:

خرجنا نستسقي بالبصرة فلما دخلنا الصحراء وجدنا سعدون المجنون قاعد على الطريق فلما رآنا قام وقال لي إلي أين ؟ قلت نستسقي

فقال بقلوب سماوية أم بقلوب خاوية ؟ قلت بقلوب سماوية قال فاجلسوا ههنا واستسقوا

فجلسنا حتى ارتفع النهار وما تزداد السماء إلا صَحْواً وتذداد الشمس حرارة

فنظر إلينا وقال يا بطالين لو كانت قلوبكم سماوية لسقيتم ثم توضا ركعتين ونظر الي السماء بطرف عينه فتكلم بكلام لم أفهمه

فوالله ما استتم كلامه حتى رعَدَتِ السماء وأبرقت وأمطرت مطراً جيداً فسألناه عن الكلام الذي تكلَّم به فقال :

إليكم عني إنما هي قلوب حنت فرنت فعاينت فعلمت و عمِلَتْ وعلى ربها توكَّلَتْ.

{ روض الرياحين ج١ ص ٧٣ ) .

  • فبالصالحين من الأمة يرفع البلاء وبهم ينزل الخير والبركة فلقد روي أنَّ معاوية استسقى بالأسود بين يزيد النخعي رضي الله عنهم أجمعين :-

فَقالَ سيدنا معاوية اللهم إنا نستسقي إليك بخيرنا وأفضلنا الأسود بن يزيد ثمَّ قال ليزيد ارفع يديك فرفع يديه ودعا فنزل عليهم المطر

{ طبقات الأخيار لابن الاثير وطبقات الخواص ص ١٤٤ بتصرف يسير } .

  • وقال العارف بالله محمد البجلي اليمني :-

لولا وجود الخواص من خلق الله تعالى مع العوام فيما هم فيهِ مِن المعاصي لعجَّلَ الله تعالى عقوبة من عصاه ولكنْ قالَ اللهُ تعالى :

{ وَلَوْلَا دِفَعُ لَلَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾

فتفضَّلَ الله عزّ وجل على العوام من الخلق بوجود الخواص منهم ليكون ذلك سبباً لتأجيل العقوبة وربَّما كان سبباً لصفحها وربَّما كان لتبديلها إحساناً

{ طبقات الخواص ص ٤٢٢ بتصرف يسير }

  • وروي عن حضرة النبيﷺ :-

من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض

  • وقال فقيه الشام أبو عبد الله مكحول :-

إذا كان في أمة خمسة عشر رجلاً يستغفرون الله عز وجل كل يوم خمساً وعشرين مرة لم يؤاخذ الله تعالى تلك الأمة بعذاب العامة .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.

  • المراجع :- .

  • ميزان الاعتدال للذهبي ومسند البزار وأبو يعلى والطبراني فى الأوسط وزوائد الهيثمي

  • طبقات الخواص للزبيدي طبعة دار المنهاج

  • روض الرياحين لليافعي اليمني طبعة دار المنهاج

  • طبقات الأخيار لابن الاثير .