حديث النبيﷺ عن التوبة وأوقات وأركان قبول الدعاء
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ

( سنن الترمذي )

[[ ما الحكمة في أن توبة أمة سيدنا محمد ﷺ الندم بقلوبهم وتوبة قوم موسى ﷺ قتل أنفسهم ؟

فالجواب :-

أن أمة سيدنا موسى طلبوا المعجزة للإيمان عيانا فقالوا أرنا الله جهرة فلما طلبوا العيان جعلت توبتهم عيانا وهي قتل أنفسهم أما أمة سيدنا محمد ﷺ آمنوا بالغيب فكانت توبتهم بالقلب

وقال العلامي في تفسير سورة النحل :-

[] قال إبليس يا رب أمة محمد ﷺ يقولون إنا نحب الله ونبغض الشيطان ثم يعصونك ويطيعوني

فقال المولي عز وجل فبدعواهم محبتي أغفر لهم وإن قصروا في خدمتي وبدعواهم أنهم يبغضونك أغفر لهم ما عملوا بأمرك .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال دخلت على مريض من الأنصار في سكرات الموت فقال له النبي ﷺ تب فلم يقدر ( أن ينطق ) بلسانه

فجال بطرفه نحو السماء فتبسم النبي ﷺ فسئل عن ذلك فقال ﷺ لما لم يعمل بلسانه أومأ بطرفه لندم قلبه فقال الله تعالى أشهدكم أني قد غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر

    • تنبيه * *

من زاد همه بسبب ذنوبه فليتعلق بأذيال من قلت ذنوبه يلتمس منهم الاستغفار .

فقد كان الإمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جلالة قدره وورعه وزهده وخوفه من ربه يطلب من الصبيان والأطفال الاستغفار ويقول لهم استغفروا لعمر .

( وإنما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه له يقول للغلمان قولوا « اللهم اغفر له » لأنهم لا يذنبون ويؤمن على دعائهم .

وقال القرطبي في تفسيره عن أنس بن مالك : من قرأ « شهد الله أنه لا إله إلا هو ....الآية ) عند منامه خلق الله تعالى سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة » .

  • أسباب وأوقات لقبول الدعاء التوبة *

منها إذا توضأ العبد ودعا بعد الوضوء . وقبل الظهر بدقائق وقبل الغروب كذلك

الثلث الاخير من الليل وقت جلوس الإمام علي المنبر

وعند ختم القرآن وبعد التشهد الاخير في الصلاة وقبل السلام

عند الطواف ببيت الله الحرام وعند رؤية الكعبة اول مرة وعند شرب ماء زمزم وعند الروضه الشريفة لحضرة النبيﷺ

ومنها إذا خرج من الخلاء ودعا بالغفران أي تقول ( غفرانك ) أخرجه أبو داود والترمذي

ومنها إذا دعوت ربك عند فراغك من الاغتسال وبين المغرب والعشاء

وإذا دعوت ربك ربه عند دخول المساجد اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك ( أخرجه مسلم )

ومنها إذا دعوت عند الأذان والإقامة لما روي عن حضرة النبيﷺ (من قال حين يسمع الآذان أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاً وبالإسلام دينا غفر له ذنبه يومه )

{ أخرجه البخاري وغيره}

ومن أسباب المغفرة الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجد النبيﷺ والمسجد الأقصى

ومنها إذا قال الإنسان عند قراءته الفاتحة : « آمين » ، ولا سيما إذا كان في الصلاة ، للحديث « من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »

ومنها ما يقال بعد الرفع من الركوع إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. { متفق عليه }

[[ وروي عن حضرة النبيﷺ

جاءه جبريل عند موته فقال : يا محمد إن ربك يقرنك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بسنة قبلت توبته ، فقال : يا جبريل سنة لأمتي كثير . فغاب ثم قال : إن ربك يقرئك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بشهر قبلت توبته .

فقال يا جبريل شهر لأمتي كثير . فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول لك من تاب قبل موته بجمعة قبلت توبته . فقال يا جبريل الجمعة لأمتي كثير . فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول : من تاب قبل موته بيوم قبلت توبته .

فقال يا جبريل يوم لأمتي كثير فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول من تاب قبل موته بساعة قبلت توبته . فقال يا جبريل الساعة لأمتي كثير فغاب ثم رجع

وقال إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن كانت السنة كثيرة والشهر كثير والجمعة كثيرة واليوم كثير والساعة كثيرة فمن لم يرجع الي قبل موته بسنة ولا بشهر ولا بجمعة ولا بيوم ولا بساعة حتى بلغت الروح الحلق ولم يمكنه الاعتذار بلسانه فاستحيى وندم بقلبه غفرت له ولا أبالي ]]. { زهرة الرياض } . * تتمة * . اركان الدعاء :

١- الاستغفار لنفسك وللمسلمين والمسلمات اقله خمسة وعشرون مرة كما روي حديث بذلك

٢- رد المظلمة من مال أو دين أو عرض

٣- اخراج صدقة من مال أو طعام

٤- تبدأ بالثناء والمدح لله عز وجل وحمده

٥- كثرة الصلاة والسلام على حضرة النبيﷺ والبدء في الدعاء بالصلاة عليه مع البسملة والحمد وأن تختم الدعاء بالصلاة والسلام على حضرة النبيﷺ

فهذه هي اركان الدعاء إجمالا لرجاء القبول

لما روي عن حضرة النبيﷺ إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئا فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يسأل فإنه أجدر أن ينجح.

{أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد }

وقال الإمام النووي رضي الله عنه:-

[ [ أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد الله تعالى والثناء عليه ثم الصلاة على رسول اللہ ﷺ وكذلك يختم الدعاء بهما .

وعن عبد الله بن مسعود ﷺ قال : كنت أصلي والنبي ﷺ وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ،فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي ﷺ ثم دعوت لنفسي فقال النبي ﷺ سل تعطه ]] { أخرجه الترمذي }

{ بستان الفقراء }

وقول بعضهم قدم صدقة بين يدي الله قبل أن تناجيه فإنه احري للقبول.

لقوله تعالى ﷽ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

أي تصدقوا قبل سؤال النبي ﷺ أو طلب شئ منه أدبا مع حضرته واطهر لكم فكيف برب النبي ﷺ ورب العالمين فهو أولي وأولي لقبول الدعاء والعمل .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه أجمعين

  • المراجع *

  • تفسير القرطبي سورة آل عمران

  • تفسير العلامي المسمي فتح المنان القطب الشيرازي

  • زهرة الرياض للإمام النسفي

  • بستان الفقراء ونزهة القراء للكتامي الباب رقم ٦٢

  • انظر الأذكار النووي .